عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 4/4/2022, 01:52 PM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,414 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب





من وقاه الله أنواع الظلم كلها صارت له الجنة لأول وهلة، ودخل الجنة من أول وهلة، وصار له الأمن الكامل والهداية الكاملة.
أما من مات على الظلم الأول وهو الشرك، فإنه من أهل النار ليس له الهداية ولا الأمن، أما من سلم من الظلم الأكبر ولكن مات على شيء من ظلم المعاصي أو ظلم الله فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له، وأدى عنه الحقوق، وإن شاء عذبه على قدر جرائمه التي مات عليها ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار
كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:8،116] في آيتين من كتاب الله من سورة النساء،
وجاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله ﷺ أن كثيرًا من العصاة يدخلون النار بسبب معاصيهم ثم يشفع فيهم الشفعاء، ويشفع فيهم النبي ﷺ، ويشفع عدة شفاعات في كل شفاعة يحُد الله له حدًا فيخرجهم من النار ثم يلقون في نار الحياة فيموتون كما تموت الحبة في حمل السيل، إذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة وهذا قول أهل السنة والجماعة أن العاصي على خطر قد يدخل النار ويُعذب ثم يخرج منها إلى الجنة إذا محّص وطُهّر،
وقد لا يدخلها ويعفو الله عنه قبل ذلك، أما المشرك فإنه لا يخرج من النار، بل إلى النار من أول وهلة، الكافر كل من حُكم بكفره كفرًا أكبرًا فإنه إلى النار من أول وهلة ولا يخرج منها أبدًا، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:39] وقال جل وعلا: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:167] وقال فيهم أيضاً: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [المائدة:37] هذه حال الكفرة
ومن هذا حديث عبادة: أن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل هذا من الأحاديث المطلقة من أحاديث الوعد وأن من مات على التوحيد والإيمان فله الجنة، لكن إن كانت له ذنوب وسيئات فهو تحت مشيئة الله، وإن لم يكن له ذنوب ولا سيئات ومات على توبة دخلها من أول وهلة. فقوله: أدخله الله الجنة على ما كان من العمل يعني من صلاح وفساد إذا تاب عن ذلك، إذا تاب من الفساد،
فإن كان معه الفساد فالأحاديث الأخرى تقيده والأحاديث المطلقة وأحاديث المعاصي تقيد هذا المطلق كما قال عز وجل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] قيده بالتوبة وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ[آل عمران:135، 136] قيد هذا بالذين ماتوا على التوبة من غير إصرار، أما من أصر على الذنوب ومات عليها فهو تحت مشيئة الله فحديث عبادة وما جاء في معناه من الأحاديث المطلقة المقيدة للنصوص الأخرى، وهي نصوص التوبة والإقلاع والندم، أو إذا مات على توبة صادقة فإنه يدخل الجنة من أول وهلة.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله.
توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس