عرض مشاركة واحدة
قديم 27/4/2008, 12:26 AM   رقم المشاركة : ( 23 )
mayzoo
Banned


الملف الشخصي
رقم العضوية : 82037
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,485 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : mayzoo يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

mayzoo غير متصل

افتراضي رد: كل ما كتب المبدع فاروق جويده من شعر154قصيده

سيبقى نشيدي

وما زلت ألمح شيئا بعيدا
يداعب عيني.. كطيف السراب
فحينا أراه ضياء نحيلا
يصارع ليلا.. كثيف الضباب
وحينا أراه.. صباحا عنيدا
يزمجر في الأفق خلف السحاب
ودربي طويل.. وقيدي ثقيل..
وأحمل عمرا كسيح الشباب
وما زلت أحمل نايا حزينا
تكسر مني.. على كل باب
أدور بحلمي على كل بيت
أعاتب صمتا طويلا طويلا..
أصارع حزنا كئيبا.. كئيبا
أردد لحنا بأرض خراب
وألقي بعمري على كل باب
وأغرس حلمي فيأبى التراب
ورغم القيود.. ورغم العذاب
سيبقى نشيدي على كل باب..


الصبح حلم.. لا يجئ

ونجئ قهرا للحياة
الناس ترحل مثلما تأتي
ويبقى السر شيئا لا نراه
لم أدر كيف أتيت من زمن بعيد
يوما سمعت أبي يقول بأنني
قد جئت في يوم سعيد
أمي تقول بأنني
أشرقت عند الفجر كالصبح الوليد
تاريخ ميلادي يقول بأنني
قد جئت في لقيا الشتاء مع الربيع
لكنني ما عدت أذكر هل ترى
قد عشت حقا في الربيع؟
* * *
من ألف عام
والزمان على مدينتنا صقيع
نهر الدموع يطارد الأحياء
يهرب بعضنا..
والبعض يسقط واقفا
والبعض يمشي في القطيع
قالوا بأنني قد ولدت
وفي مدينتنا مجاعة..
والناس تشرب من دماء الناس
إن خلت البطون
والجوع مقبرة يحاصرها الجنون..
ما زالت الأضواء ثكلى
في شوارعنا الحزينة
والدرب يسخر بالأماني المستكينة
* * *
سنواتي الأولى مضت كصباح عيد
ما زلت أذكر صوت أمي
عندما كانت تغني الليل
تحملني إلى أمل بعيد
كانت تقول بأن جوف الليل
يحمل صرخة الصبح الوليد..
وغدا سنولد من جديد
كانت تقول بأن طفل الأرض
سوف يجئ بالزمن السعيد
في صدر أمي لاحت الأيام
بستانا تطوف به الزهور
في صوتها حزن.. وأحلام وإيمان.. ونور
* * *
والعمر يرحل في سكون
أمي تغني الليل تحملني إلى الأمل البعيد
وجلست أنتظر الوليد
العشرة الأولى مضت..
فيها رأيت الحزن ينخر
قلب قريتنا العجوز
ماتت مزارعها وجف شبابها
حتى خيوط الشمس
ذابت خلف أحجار الجبل
وروافد النهر الجسور تكسرت
وغدت بقايا من أمل
* * *
فتحت عيني ذات يوم في الصباح
ورأيت ثوب الأرض أشلاء
تبعثرها الرياح
وخشيت أصوات الرياح
كانت تحاصر بيتنا
ومضت تطارد كلبنا المسكين في ليل الشتاء
وسمعت دمع الكلب يصرخ في العراء
ورأيته يوما رفاتا في الطريق
قد كان أول ما عرفت من الصحاب
وبكيت في الكلب الوفاء
والعمر يسرع بين قضبان السنين
العشرة الأولى مضت
والصبح حلم لا يجئ..
في عامي العشرين صافحت الطريق
وجلست أشهد حيرة الإنسان في زمن الرقيق
يوما نباع وتارة
نغدو سكارى لا نفيق
ورجعت أبحث عن شعاع
فرأيت صوت الليل
يهدر في بقايا من رعاع
والشمس يخنقها الشعاع
ووقفت أسأل بعدما رحل الزمان
ونظرت للأرض التي
هربت طيور الحب منها.. والحنان
لا شيء يا أمي سوى الغربان
تصرخ في مدينتنا وتأكل خبزنا
والآن يا أماه أحسب ما تبقى في يدي..
قد ضاع أكثره وليل الأمس ينخر في غدي
ونسيت ما غنيت يوما ضاع صوت المنشد
آمنت بالإنسان عمري في زمان جاحد
كل الذي ما زلت اذكره من العمر القصير
أني قضيت العمر في سجن كبير
* * *
والعمر يا أماه يرحل في اصفرار
ما كان لي فيه.. الخيار
العشرة الأولى تضيع
عشرون عاما بعدها
خمس يمزقها الصقيع
أنا لا أصدق أنني
أمضي لدرب الأربعين
الطفل يا أماه يسرع
نحو درب الأربعين..
أتصدقين؟
ما أرخص الأعمار
في سوق السنين
ما عدت أسمع أغنيات
كالتي كنا نغنيها..
ما زلت أذكر صوتك الحاني
يغني الليل يستجدي المنى
أن تمنح الطفل الصغير
العمر والقلب السعيد
والعمر يا أمي ضنين
لكنني ما زلت احلم مثلما يوما
رأيتك تحلمين
قد قلت إن الأرض تنزف من سنين
وبأن صوت الطفل
بين ضلوعها.. يعلو
ويحمل فرحة الزمن الحزين
ما زلت يا أماه أنتظر الوليد
رغم الضياع ورغم عنواني الطريد
إني أرى عينيه خلف الليل
تبتسمان بالزمن السعيد
والأرض يعلو حملها
والناس.. تنتظر الوليد..
حبيب.. غدر
تعودت بعدك في كل شيء..
فأصبحت عندي.. خيالا عبر
غريبين كنا.. بهذا القطار
وفي البعد صرنا.. حكايا سفر..
لأني غرستك زهرا وعطرا
صباحا يضيء.. لكل البشر..
لأني عبدتك رغم الخطايا..
وعانقت فيك سنين العمر
وغنيت حبك بين الحيارى
وسامحت فيك جفاء القدر
يعز علي.. إذا صرت شيئا
بقايا وفاء.. وذكرى وتر..
فأصبحت في القلب.. كهفا صغيرا
كتبت عليه.. ((حبيب غدر))
تعودت بعدك لا تسأليني
فقد صرت عندي نبيا.. كفر


إنسان.. بلا إنسان

يا بحر جئتك حائر الوجدان
أشكو جفاء الدهر للإنسان
يا بحر خاصمني الزمان وأنني
ما عدت أعرف في الحياة مكاني
كم عانقتني في رمالك انجم
كم داعبت بالأمنيات لساني
كم عاش قلبي في سمائك راهبا
يشفي جراح الحب.. بالألحان
واليوم جئتك والهموم كأنها
شبح يطارد مهجتي.. وكياني
* * *
وغدوت في بحر الحياة سفينة
الموج يبعدها عن الشطآن
فالناس تشرب في الدروب دموعها
والدرب مل مرارة الأحزان
والزهر في كل الحدائق يشتكي
ظلم الربيع.. وجفوة الأغصان
والطفل في برد المدينة حائر
ما زال يبحث عن زمان حاني
ومآذن الصلوات تبكي حسرة
جهل الإمام حقيقة الإيمان
* * *
زمن يعربد في الأماني كلها
ما أتعس الدنيا بغير أماني
يا بحر أسكرني الزمان بخمره
مغشوشة عصفت بكل كياني
كم خادعتني في الظلام ظلالها
كم أمسكت عند الحديث لساني
ما كنت احسب ذات يوم أنني
سأصير إنسانا.. بلا إنسان

ضحايا الزمان
دعينا من الأمس.. كنا.. وكان..
ولا تذكري الجرح.. فات الأوان
تعالي نسامر عمرا قديما
فلا أنت خنت.. ولا القلب خان..
وقد يسألونك أين الأماني..
وأين بحار الهوى.. والحنان؟
فقولي تلاشت وصارت رمادا
لتملأ بالعطر.. هذا المكان
رسمنا عليها جراحا.. وحلما..
كتبنا عليها.. ((ضحايا الزمان))


أترى يفيد الحلم
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
ستجربين الحب بعدي.. والحنين
وستحلمين بفارس غيري
هزيل الحلم مكسور الجبين
وسترحلين
على جناح الصبح عصفورا كموج البحر
لا يدري جراح المتعبين
وأظل في الأنقاض أجمع بعض أيامي
أدور العمر تحرقني دموع الحائرين
ما زلت أبحث في ظلام الناس
عن زمن بريء الصبح
يهدي التائهين
ما زلت أسكب
حزن أيامي دموعا
في بطون الجائعين
ما زلت أحلم بالزمان الآمن الموعود يحملنا
إلى وطن عنيد الحلم مرفوع الجبين
وغدوت أحلم ها هنا وحدي
قد كنت مثلي ذات يوم تحلمين
* * *
ما زلت أحلم أن يعود العش
يؤوي الطير في ليل الشتاء
فالعش يهجر طيره
والطير في خوف المدينة
يدفن الأحلام سرا في العراء
أترى يفيد الحلم في زمن الشقاء؟
ما زلت ألمح في ظلام الصبح شيئا كالضياء
لا تحزني من ثورتي
فلقد قضيت العمر
بحارا يفتش عن رفيق
وظننت يوما
أن في عينيك مأوى للغريق
فأتيت أبحث في ربى عينيك
عن زمن أعانق فيه سراب الأمان
زمن يعيش الحلم فيه
بغير خوف.. أو هوان
أصبحت في عينيك تذكارا
سطورا.. ضل معناها الزمان
* * *
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
سيجيء بعدي عاشق يروي الحكايا..
ينزع الأزهار من صدر الربيع
يلقي عليك عبيرها المخنوق في ليل الصقيع
ويبيع صبحا بالغروب
ويدندن الأوهام كالزمن الكذوب
وأظل في حلمي أذوب
فالحب عندي أن يصير الصبح صبحا
يمسح الأحزان عن كل القلوب
ألا أصير حقيقة عرجاء
في زمن لعوب
وأظل رغم اليأس
أنثر حلمنا المهزوم في كل الدروب
* * *
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
وستحلمين بفارس غيري
هزيل الحلم مكسور الجبين
مازال حلمي
رغم طول القهر مرفوع الجبين
قد كنت مثلي ذات يوم.. تحلمين

وطني لا يسمع أحزاني
الحزن يطارد عنواني
وسألت الناس عن السلوى..
عن شيء يهزم أحزاني
عن يوم أرقص بالدنيا
أو فرح يسكر وجداني
قالوا: أفراحك أوهام
ماتت كرحيق البستان
ودموعك بحر في وطن
لا يعرف حزن الإنسان
* * *
كانت أحلاما يا قلبي..
أن يسقط سجن مدينتنا
أنقاضا.. فوق السجان
أن تخرس أصوات حبلى
بالخوف تطارد عنواني
كانت أحلاما يا قلبي..
أن أصبح فيك مدينتنا
إنسانا.. مثل الإنسان!
* * *
صلبوا الأحلام على قلبي..
فغدوت طريدا من نفسي
يأس في الليل يطاردني..
من ينقذ نفسي من يأسي..
فالخوف يطارد خطواتي
وتشد الأرض على قدمي
تستنكر موت الكلمات
والدرب الصامت يسألني
أن أنبش يوما.. عن ذاتي
تحت الأنقاض غدت شبحا
ورفاتا بين الأموات
يا ويحي.. بين الأموات!
* * *
قالوا: في بطن مدينتنا
عراف يكتب أدعية
ويلم الجرح.. ويشفيه
ويداوي الناس إذا تعبوا..
والحائر منهم يهديه
جاء العراف يعاتبني:
في قلبك شيء.. تخفيه؟!
فأجبت: دموعي أحلام
وضلال أجهل ما فيه
في جوف ظلام مدينتنا
نحي الإنسان.. و نفنيه
ويموت كثيرا وكثيرا
إن شئنا يوما نبعثه
ويعود النبض.. ونحييه
ما أسهل أن تحفر قبرا
صوتي يتآكل في نفسي
من منكم يوما.. يحميه؟
من يأخذ عمري.. عاما
من يأخذ مني.. أعواما
لأعيش بصوتي.. أياما؟
صوتي يتآكل في قلبي!!!
كانت أحلاما يا قلبي
أن يسقط سجن مدينتنا
أنقاضا فوق السجان
أن أصبح فيك مدينتنا
إنسانا.. مثل الإنسان


بقايا.. بقايا
لماذا أراك على كل شيء بقايا.. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا..
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك.. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا.. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة..
فكيف الصلاة غدت.. كالخطايا..
* * *
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى.. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك.. أني الضياع
* * *
إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك.. خلف الغمامة
* * *
لماذا أراك على كل شيء
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك.. إليك
فقولي بربك.. أين المفر؟!


لماذا أراك على كل شيء بقايا.. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا..
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك.. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا.. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة..
فكيف الصلاة غدت.. كالخطايا..
* * *
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى.. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك.. أني الضياع
* * *
إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك.. خلف الغمامة
* * *
لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منكِ .. إليكش
فقولي بربكِ.. أين المفر؟


وضاعت ملامح وجهي القديم
نسيت ملامح وجهي القديم
ومازلت أسأل: هل من دليل؟!
أحاول أن استعيد الزمان
وأذكر وجهي..
وسمرة جلدي
شحوبي القليل
ظلال الدوائر فوق العيون
وفي الرأس يعبث بعض الجنون
نسيت تقاطيع هذا الزمان
نسيت ملامح وجهي القديم
* * *
عيوني تجمد فيها البريق
دمي كان بحرا
تعثر كالحلم بين العروق
فأصبح بئرا
دمي صار بئرا
وأيام عمري حطام غريق..
فمي صار صمتا.. كلامي معاد
وأصبح صوتي بقايا رماد
فما عدت أنطق شيئا جديدا
كتذكار صوت أتى من بعيد
وليس به أي معنى جديد
فما عدت أسمع غير الحكايا
وأشباح خوف برأسي تدور
وتصرخ في الناس
هل من دليل؟
نسيت ملامح وجهي القديم
* * *
لأن الزمان طيور جوارح
تموت العصافير بين الجوانح
زمان يعيش بزيف الكلام
وزيف النقاء.. وزيف المدائح
حطام الوجوه على كل شيء
وبين القلوب تدور المذابح
تعلمت في الزيف ألا أبالي
تعلمت في الخوف ألا أسامح
ومأساة عمري وجه قديم
نسيت ملامحه من سنين
* * *
أطوف مع الليل وسط الشوارع
وأحمل وحدي هموم الحياة
أخاف فأجري.. وأجري أخاف
وألمح وجهي كأني أراه
وأصرخ في الناس: هل من دليل؟!
نسيت ملامح وجهي القديم
* * *
وقالوا..
وقالوا رأيناك يوما هنا
قصيدة عشق هوت.. لم تتم
رأيناك حلما بكهف صغير
وحلوك تجري.. بحار الألم
وقالوا رأيناك خلف الزمان
دموع اغتراب وذكرى ندم
وقالوا رأيناك بين الضحايا
رفات نبي مضى.. وابتسم
وقالوا سمعناك بعد الحياة
تبشر في الناس رغم العدم
وقالوا وقالوا سمعت الكثير
فأين الحقيقة فيما يقال؟
ويبقى السؤال
نسيت ملامح وجهي القديم
ومازلت أسأل.. هل من دليل؟!
* * *
مضيت أسائل نفسي كثيرا
ترى أين وجهي..؟!
وأحظرت لونا وفرشاة رسم.. ولحنا قديم
وعدت أدندن مثل الصغار
تذكر خطا
تذكرت عينا
تذكرت أنفا
تذكرت فيه البريق الحزين
وظل يداري شحوب الجبين
تجاعيد تزحف خلف السنين
تذكرت وجهي
كل الملامح, كل الخطوط
رسمت انحناءات وجهي
شعيرات رأسي على كل باب
رسمت الملامح فوق المآذن
فوق المفارق.. بين التراب
ولاحت عيوني وسط السحاب
وأصبح وجهي على كل شيء رسوما.. رسوم
وما زلت أرسم.. أرسم.. أرسم
ولكن وجهي ما عاد وجهي..
وضاعت ملامح وجهي القديم

لأنك عشت في دمنا..



حين نظرت في عينيك
لاح الجرح.. والأشواق والذكرى
تعانقنا.. تعاتبنا
وثار الشوق في الأعماق
شلالا تفجر في جوانحنا..
فأصبح شوقنا نهرا
زمان ضاع من يدنا..
ولم نعرف له أثرا
تباعدنا.. تشردنا
فلم نعرف لنا زمنا
ولم نعرف لنا وطنا
* * *
ترى ما بالنا نبكي..
وطيف القرب يجمعنا
وما يبكيك.. يبكيني
وما يضنينك.. يضنيني
تحسست الجراح رأيت جرحا
بقلبك عاش من زمن بعيد
وآخر في عيونك ظل يدمي
يلطخ وجنتيك.. ولا يريد
وأثقل ما يراه المرء جرحا
يعل عليه.. في أيام عيد
وجرحك كل يوم كان يصحو
ويكبر ثم يكبر.. في ضلوعي
دماء الجرح تصرخ بين أعماقي
وتنزفها.. دموعي..
* * *
لأنك عشت في دمنا ولن ننساك
رغم البعد.. كنت أنيس وحدتنا
كنت أنيس وحدتنا
وكنت زمان.. عفتنا
وأعيادا تجدد في ليالي الحزن.. فرحتنا
ونهرا من ظلال الغيب يروينا.. يطهرنا
وكنت شموخ قامتنا
نسيناك!!
وكيف وأنت رغم البعد كنت غرامنا الأول
وكنت العشق في زمن نسينا فيه
طعم الحب.. والأشواق.. والنجوى
وكنت الأمن حين نصير أغرابا بلا مأوى؟!
* * *
وحين نظرت في عينيك
عاد اللحن في سمعي
يذكرني.. يحاصرني.. ويسألني
يجيب سؤاله.. دمعي
تذكرنا أغانينا
وقد عاشت على الطرقات مصلوبة..
تذكرنا أمانينا
وقد سقطت مع الأيام.. مغلوبة
تلاقينا وكل الناس قد عرفوا حكايتنا
وكل الأرض قد فرحت.. بعودتنا
لكن بيننا جرح..
فهذا الجرح في عينيك شيء لا تداريه
وجرحي.. آه من جرحي
قضيت العمر يؤلمني.. وأخفيه..
تعالي بيننا شوق طويل..
تعالي كي ألملم فيك بعضي..
أسافر ما أردت وفيك قبري..
ولا أرضي بأرض.. غير أرضي
* * *
وحين نظرت في عينيك
صاحت بيننا القدس
تعاتبنا وتسألنا..
ويصرخ خلفنا الأمس
هنا حلم نسيناه..
وعهد عاش في دمنا.. طويناه
وأحزان وأيتام
وركب ضاع مرساه
ألا والله ما بعناك يا قدس..
فلا سقطت مآذننا
ولا انحرفت أمانينا
ولا ضاقت عزائمنا..
ولا بخلت أيادينا
فنار الجرح تجمعنا..
وثوب اليأس.. يشقينا
* * *
ولن ننساك يا قدس
ستجمعنا صلاة الفجر في صدرك
وقرآن تبسم في سنا ثغرك
وقد ننسى أمانينا..
وقد ننسى.. محبينا..
وقد ننسى طلوع الشمس في غدنا
وقد ننسى غروب الحلم من يدنا
ولن ننسى مآذننا..
ستجمعنا.. دماء قد سكبناها
وأحلام حلمناها..
وأمجاد كتبناها
وأيام أضعناها
ويجمعنا.. ويجمعنا.. ويجمعنا..
ولن ننساك.. لن ننساك.. يا قدس


لأنك.. مني


تغيبين عني..
وأمضي مع العمر مثل السحاب
وأرحل في الأفق بين التمني
وأهرب منك السنين الطوال
ويوم أضيع.. ويوم أغني..
أسافر وحدي غريبا غريبا
أتوه بحلمي وأشقى بفني
يولد فينا زمان طريد
يحلف فينا الأسى.. والتجني..
ولو دمرتنا رياح الزمان
فما زال في اللحن نبض المغني
تغيبين عني..
وأعلم أن الذي غاب قلبي
وأني إليك.. لأنك مني
* * *
تغيبين عني..
وأسأل نفسي ترى ما الغياب؟
بعاد المكان.. وطول السفر!
فماذا أقول وقد صرت بعضي
أراك بقلبي.. جميع البشر
وألقاك.. كالنور مأوى الحيارى
وألحان عمر تجيء وترحل
وإن طال فينا خريف الحياة
فما زال فيك ربيع الزهر
* * *
تغيبين عني..
فأشتاق نفسي
وأهفو لقلبي على راحتيك
نتوه.. ونشتاق نغدو حيارى
وما زال بيتي.. في مقلتيك..
ويمضي بي العمر في كل درب
فأنسى همومي على شاطئيك..
وإن مزقتنا دروب الحياة
فما زلت أشعر أني إليك..
أسافر عمري وألقاك يوما
فإني خلقت وقلبي لديك..
* * *
بعيدان نحن ومهما افترقنا
فما زال في راحتيك الأمان
تغيبين عني وكم من قريب..
يغيب وإن كان ملء المكان
فلا البعد يعني غياب الوجوه
ولا الشوق يعرف.. قيد الزمان
  رد مع اقتباس