عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18/2/2008, 07:11 PM
الصورة الرمزية أسماءعيد
 
أسماءعيد
مـهـند س مـحـتـرف

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  أسماءعيد غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 82201
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 1,641 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 90
قوة التـرشيـح : أسماءعيد يستاهل التميز
new معيتيقة..محمد الفيتوري

أأنتِ هي التي اشتعلَتْ

ضفائرُ شَعرِها في الحُلم

تحت صواعق الخيل الغريبةِ

يا مُعَيْتِيقة

أكانت نفس أسوارِ الخرائبِ

و المناقيرِ الطويلةِ

و الطواحين البدائية؟


محمد الفيتوري




و كان النهرُ, نهرُ الحزنِ

تغتسل القوافلُ فيهِ

ثم تدور أقماراً محطَّمةً

و أشجاراً نحاسية

و كان السهلُ أخضرَ يا معيتيقة

و كنتِ بريئةَ العينينِ و الشفتين

شوقُ النهرِ في عينَي معيتيقة

و عشبُ السهلِ في شفتَي معيتيقة

ستغدو نخلةً ذهبيةً في موسم الأمطار_

و ترقص بين أجفانِ العذارى

زهرة من نار

و سوف تغار

كلُّ جميلةِ الساقينِ

من ساقَي معيتيقة

و كان السهلُ أخضرَ

و الغيومُ الخضرُ تحلم أنَّ طفلَ الفجرِ

يرقد في معاطفها الأنيقةِ

و الطيورُ الشاخصاتُ من العرائشِ

تشرئبُّ, و تنقر الأضواءَ

ما أبهى معيتيقة

مرصَّعة بضحكتها الطفولية

و ما أحلى معيتيقة

تُعلِّقُ شالها القمحيَّ

فوق نوافذ الأشجار

ثم تطير في آفاق رحلتها الربيعية

و جاء نهار

و جاءوا ينصبون خيامَهم في السهل

فارتعَشَتْ معيتيقة

قليلاً...ثم أغضت...ثم لم تغضب

فإن الأرضَ أرضُ الله

و قالت للشويهات التي أبدتْ تعجبَها

هنالك خلف تلك التلة الغربية الجرداء

مرعىً معشبٌ آخر

لماذا يا معيتيقة_

يجيء القادمون, و ينصبون خيامَهم

في سهلنا, و نهدُّ خيمتنا

و نرحلُ

كلما جاءوا

لأن العشبَ عشبُ الله_

و نوغلُ في المجاعات الجديدةِ _

كلما ارتفعت مشاعلُهم

لماذا يا معيتيقة؟

لأن الفعلَ فعلُ الله_

و إن عادوا إلينا مرةً أخرى_

أنرحلُ يا معيتيقة؟

سترتحل النجومُ وراءنا_

و تظلُّ تمطرنا سماءُ الله

و كان السهل أخضر

و السماء هي السماء

و كنتِ فاتحة اليدين

تجاوزي ما شئتِ_

لن تتجاوزي فرحَ السنابل

و احلمي بالشمس

راقدةً على سررِ الرمالِ البيضِ

و الإعصار فاجعة تقهقهُ

فوق أطلالِ المدائنِ و السواحل

و كان نهار

و الأحجار

و أعشاب البحارِ, و مركبات الرعدِ و الأمطار

و غاصت شعلةٌ من نار

في رئتَيْ معيتيقة

لماذا يا معيتيقة

حلمت بأن أرجلَ خيلهم خطفتكِ

و اغتصبتكِ في الطينِ؟

لماذا يا معيتيقة

معيتيقة

لقد زحفَتْ قنابلُهم

و دباباتُهم, و جيوشُهم

يوماً عليكِ

و كنتِ فاتحةَ اليدينِ

و حينما دفنوكِ تحت ركامِهم

وجدوكِ نائمةً

و ثمَّةَ وردةٌ حمراء

نابعةٌ من الشفتين






توقيع » أسماءعيد

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس