عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22/5/2006, 08:59 PM
الصورة الرمزية ahmeddvd82
 
ahmeddvd82
صديق المهندسين العرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ahmeddvd82 غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 10158
تاريخ التسجيل : Apr 2006
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة : الاسكندريه
المشاركـات : 960 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 460
قوة التـرشيـح : ahmeddvd82 يستحق التقييمahmeddvd82 يستحق التقييمahmeddvd82 يستحق التقييمahmeddvd82 يستحق التقييمahmeddvd82 يستحق التقييم
افتراضي سعادة الصحابة بمحمد صلى الله عليه وسلم

سعادة الصحابة بمحمد صلى الله عليه وسلم
لقد جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى الناس بالدعوة الربانية, ولم يكن له دعاية من دنيا, فلم يُلقى اليه كنز, وما كانت له جنة يأكل منها, ولم يسكن قصرا, فأقبل المحبون يبايعون على شظيف من العيش, وذروه من المشقة, يوم كانوا قليلا مستضعفين في الأرض يخافون ان يتخطفهم الناس من حولهم, ومع ذلك أحبه أتباعه كل الحب.
حوصروا في الشعب, وضُيّق عليهم في الرزق, وابتلوا, وحوربوا من القرابة, وأُذوا من الناس, ومع هذا أحبوه كل الحب.
سُحب بعضهم على الرمضاء, وحُبس آخرون في العراء, ومنهم من تفنن الكفار في تعذيبه وتأنقوا في النكال به, ومع هذا أحبوه كل الحب.
سُلبوا أوطانهم ودورهم وأهلهم وأموالهم, طُردوا من مراتع صباهم, وملاعب شبابهم ومغاني أهلهم, ومع هذا أحبوه كل الحب.
ابتُلي المؤمنون بسبب دعوته, وزلزلوا زلزالا شديديا, وبلغت منهم القلوب الحناجر وظنُّوا بالله الظنونا, ومع هذا أحبوه كل الحب.
عُرض صفوة شبابهم للسيوف المصلتة, فكانت على رؤوسهم كأعصان الشجرة الوارفة.
وكان ظل السيف ظِل حديقة خضراءَ تُنبِت حولنا الأزهارا
وقدَم رجالهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم في نزهة, أو في يُرسل أحدهم برسالة ويعلم أنه لن يعود بعدها الى الدنيا, فيؤدي رسالته, ويُبعث الواحد منهم في مهمة ويعلم أنها النهاية فيذهي راضيا, لأنهم أحبوه كل الحب.
ولكن لماذا أحبوه وسعدوا برسالته وأطمأنوا لنهجه واستبشروا بقدومه, ونسوا كل ألم وكل مشقة وجُهد ومعاناة من أجل اتباعه؟
إنهم رأوا فيه كل معاني الخير والفرح وكل علامات البر والحق, لقد كان آية للسائلين في معالي الأمور. لقد أبرد غليل قلوبهم بحنانه, وأثلج صدورهم بحديثه, وأفعم أرواحهم برسالته.
لقد سكب في قلوبهم الرضا, فما حسبوا للآلام في سبيل دعوته حسابا, وأفاض على نفوسهم من اليقين ما أنساهم كل جرح وكدر وتنغيص.
صقل ضمائرهم بهداه, وانار بصائرهم بسناه, وخلع من رقابهم تبعات الشرك والضلال, وأطفأ من أرواحهم نار الحقد والعداوة, وصبَّ على المشاعر ماء اليقين, فهدأت نفوسهم وسكنت أبدانهم, واطمأنت قلوبهم وبردت أعصابهم.
وجدوا لذة العيش معه, والأنس في قربه, والرضاء في رحابه, والأمن في اتبعه, والنجاة في امتثال أمره والغنى في الإقتداء به.
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) , ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) , ( ويخرجهم من الظلمات إلى النور) , ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا ممن قبل لفي ضلال مبين) , ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) , ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم) , ( وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ).
لقد كانوا سعداء حقا مع إمامهم وقدوتهم, وحق لهم أن يسعدوا ويبتهجوا.
يا ليلة الجزع هلاَّ عُدت ثانية سقى زمانك هطَّال من الديم
اللهم صل وسلم على محرر العقول منم أغلال الانحراف, ومنقذ النفوس من ويلات الغواية, وارض عن الأصحاب والأمجاد جزاء ما بذلوا وقدموا.
من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني