عرض مشاركة واحدة
قديم 5/2/2008, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
malek_3006
كبار الشخصيات

الصورة الرمزية malek_3006

الملف الشخصي
رقم العضوية : 61737
تاريخ التسجيل : May 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : باكوس الإسكندرية
المشاركات : 3,770 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 29
قوة الترشيـح : malek_3006 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

malek_3006 غير متصل

افتراضي مقام المتقين

مقام المتقين مقام كبير، كبير في ذاته، وكبير في دلالاته على تلك الأبعاد التي تتفتح في العلاقة بين العبد وربه من النور والفرقان والبركة والهداية، وغير ذلك مما يفتح به الله على الصالحين، كما سيتضح من الآيات.

مقام المتقين يشمل ضمن ما يشمل (الخشية) من الله سبحانه وتعالى، في النية والقول والعمل، وحين يكون أحدنا خالصًا لله لا يُلقَى في قلبه غير نور الله واليقين بجلاله وقدرته، وقتها قد نفهم المقصود من الحديث
"أصلح النية يكفيك من العمل القليل"
، مقام المتقين يشمل ضمن ما يشمل ألا ننشغل بالخلق عن الحق، وألا نتلهَّى بالوسائل عن الغايات، فالمتقون في وَجَلٍ وإشفاق واعتصام بالعزيز الجبار من الزلل والخلل الخطأ، مستمسكين بعروته الوثقى من ظلمات الغفلة والنسيان،
مقام المتقين مقام نور وبصر..
﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾
(الأعراف: 201)، ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾
(الأنفال: من الآية 29)
، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾ (الحديد: من الآية 27).



ولا يسعى المتقون إلى لقاء الله إلا بقوة نورهم كما قال تعالى
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾
(الحديد: من الآية 12)، والحديث عن النور ليس من قبيل المجاز بل هو نور في الواقع.



وعلى الجانب الآخر فإن الظلمة ظلمة الكفر والفسوق والعصيان، ظلمةٌ في الواقع، فالذين يجعل الله لهم نورًا يشعرون بالبهجة والاطمئنان، وهذا النور يمنحهم رؤيةً واضحةً دقيقةً، يبصرون بها يوميات حياتهم، ويشخصون مواقفهم، فهم يمشون في الحياة في النور من خلال النور، وبسلامة القلب وشفافيته يدركون الدنيا والناس، ويفرقون بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، بين الأهم والمهم والأقل أهمية والغير مهم على الإطلاق، فيهتدون إلى مفاتيح الفهم والتبصر والإدراك، فيرون برؤية الله، وينظرون بنور الله، وبرحمة منه سبحانه يهتدون للمسلك الصحيح، وبنور منه سبحانه يمشون ويسيرون على تراب الأرض بقلوب معلقة بالسماء تنبض بالحب والمناجاة والدعاء.



اللهم ليس لنا من الأمر إلا ما قضيت، ولا من الخير إلا ما أعطيت، فالمؤمن دائمًا صاحب دعاء لنفسه وللآخرين، ويرى فيه سلاحًا ونبعًا للاستزادة في البصر والعمل.. تأملوا الآيات المصاحبة لآيات فرض الصوم
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
(البقرة)
، الدعاء إذًا ضرورة كونية فطرية، يحس بها الإنسان في أعماق فطرته وتكوينه، شعورٌ بالافتقار المطلق والاضطرار العميق إلى القُرب من باب الغني الجواد الرءوف الرحيم..
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
(الكهف: من الآية 28)
، وتلك هي علامة العلامات التي تفرق بين آلاف الطرقات.. المفاضلة بين (وجه الله) و(زينة الحياة)،

فاللهم اجعلنا من جندك........ فإن جندك هم الغالبون،
واجعلنا من حزبك فإنَّ حزبك هم المفلحون..
واجعلنا من أوليائك؛ فإن أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
.
توقيع » malek_3006