[عبدالرحمن سيد]

هل يصلح العطارّ ما أفسده الدهر

لن أقول إنها النهاية....بل إنها نهاية النهاية

نهايتي وأنا قريب من فراش الموت
إنها الثمانية عقود من عمري
إنها ثمانون سنة ويزيدوا قليلا
ها أنا انظر إلي كل شيء تبقي مني...

الوجه والأنف والنهدين والبطن و الفخذين والأرداف و الأسنان و الشفتين ...
جسد مليء بالتجاعيد و الحفر
انف كبير قبيح يلازمني وينتصب في وسط وجهي كل هذه العقود..
أتمني لو انتزعه واضع بدلا منه انف صغيرا جميلا

عجوز بلا أي عرق اخضر غض في جسدي الناشف مثل سنابل القمح في موسم الحصاد
أمنياتي كثيرة تفوق قدراتي
أمنيتي بعد هذا العمر أن أغيرّ كل هذا بعملية تجميل ولكنني خجلة من نفسي
اعلم ان الله يحب الجمال
واعلم ان العطار لا يستطيع ان يصلح ما افسده الدهر

واعلم ان الجمال هو الجمال الطبيعي وليس المزور
واعلم ان بيني وبين القبر خطوات
كل هذا اعلمه
فقط هي الذكريات التي تلحّ عليّ

عندما كنت آية من الجمال أمشي علي قدمين
عندما كنت أسطورة العاشقين
عندما كانت المعاكسات تنهال عليّ من كل حدب وصوب

- يا سلام على الجمال الرباني .. يا رب تكون من نصيبي يا جميل .
- أموت في هذا الغزال .. عين الحسود فيها عود .
- نظرة منك ترد الروح يا جميل .
- تبرعي لي بقبلة يا حلوة و ثوابك على الله .. وزعي القبلات رحمة عن روح الأموات .
- تصدقي عليّ بابتسامة .. حسنة قليلة تمنع مصائب كثيرة .. وأما السائل فلا تنهر .
يااااااااه
كانت أيام
إن في عيني دموع
لا ادري أهي دموع فرح أم دموع النهاية
سآخذ في اعتباري انه لا يمكنني أن أعيش زمني وزمن غيري
وداعا