[محمدعطيه]

أيام قليلة وتنطلق فعاليات بطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين لكرة القدم والتي تستضيفها غانا لتكون أول الاحداث الكروية الكبيرة في عام 2008 .

بل إنها بالتأكيد ثاني أقوى الاحداث الكروية لمنتخبات الكبار في عام 2008 بعد كأس الامم الاوروبية التي تقام في منتصف العام بالتنظيم المشترك بين سويسرا والنمسا وذلك مع استبعاد مسابقة كرة القدم في أولمبياد بكين نظرا للمشاركة فيه بالمنتخبات الأولمبية.

وبعد سنوات طويلة ظلت الأنظار فيها مسلطة على الفرق الكبيرة صاحبة التاريخ العريق في بطولات كأس الامم الافريقية مثل مصر وغانا ونيجيريا والكاميرون والسنغال اختلف الوضع كثيرا في البطولات الاخيرة التي أصبح شعارها "احذر من الصغار".

ولم تعد المنافسة قاصرة في القارة الافريقية على الفرق صاحبة التاريخ الكبير وإنما تركت العديد من الفرق بصمتها بعدما أظهر أكثر من منتخب في الاونة الاخيرة مثل أنجولا وتوجو وغينيا قدرته على المنافسة.

وبالتأكيد لم يكن ذلك مصادفة فقد تركت الفرق الصغيرة انطباعا جيدا في القارة السمراء خلال السنوات العشر الماضية.

وليس أدل على ذلك من وصول منتخبي أنجولا وتوجو إلى كأس العالم 2006 بألمانيا على حساب منتخبات عريقة مثل نيجيريا وغانا وجنوب أفريقيا ومصر.

وكذلك نجح المنتخب الغيني في التأهل لدور الثمانية في آخر بطولتين لكأس الامم الافريقية عامي 2004 في تونس و2006 في مصر.

وجاء تأهله في عام 2006 بعد تفوقه على المنتخب التونسي حامل اللقب آنذاك والذي احتل المركز الثاني خلف غينيا وعلى حساب المنتخبين الزامبي والجنوب أفريقي اللذين خرجا من الدور الاول للبطولة.

ويبدو أن مفاجآت الصغار أصبحت ظاهرة عالمية فقد نجح المنتخب اليوناني مثلا في تفجير واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم وفاز بكأس الأمم الاوروبية الماضية (يورو 2004) بالبرتغال.

لذلك تخوض المنتخبات الكبيرة بطولة كأس الامم الافريقية 2008 بشعار الحذر الذي قد يكون طوق النجاة في بحر مفاجآت الصغار خاصة وأن المنتخبات الصغيرة صاحبة التاريخ المتواضع التي شقت طريقها إلى النهائيات في غانا تحظى بترشيحات جيدة أخرى للعبور إلى الدور الثاني وربما للادوار النهائية.