عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18/12/2007, 02:09 AM
الصورة الرمزية محمدعطيه
 
محمدعطيه
مـهـند س مـاسـي

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمدعطيه غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 40186
تاريخ التسجيل : Nov 2006
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 3,492 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : محمدعطيه يستاهل التميز
new لمن تذهب البصرة؟

لمن تذهب البصرة؟

سلم البريطانيون حكم البصرة إلى العراقيين، او هكذا نرجو أنهم عراقيون. والأيام المقبلة ستوضح لنا الحقيقة. البصرة هي أهم امتحان لمستقبل العراق. ولا أبالغ إذا قلت إنها أكثر أهمية من بغداد. هي التي ستحدد مستقبل العراقيين ككل. البصرة هي الامتحان الحقيقي لاستقلال العراق ووحدته وسلطة المواطن العراقي الفعلية.

السبب أن البصرة ثغر العراق الوحيد. جغرافياً هي أهم مدينة قريبة من الحدود الإيرانية، وأكثرها تشابكاً ديموغرافياً معها. تذكرني بطنجة المغربية التي كانت محل صراع دولي طويل اضطرت القوى ذات مرة لحسم الخلاف حولها بجعلها مدينة تحكمها معا ثلاث قوى أجنبية. البصرة، مثل طنجة، محل التقاء وتنافر القوى الإقليمية والدولية. فهي عاصمة النفط، والممر الأخير والوحيد إلى البحر، وتجاور دولا على خلاف سياسي حاد هي إيران والسعودية والكويت. وفي سوقها، تلتقي عشائر المنطقة، وشركات النفط، وزعامات شيعية وسنية، وميلشيات العراق الكبرى. وكانت دائماً في التاريخ ساحة المعارك.

إن أفلح العراقيون بجعلها مدينة عراقية الهوى والإدارة تتبع المركز بغداد، فان ذلك سيكون بشارة على أن العراق سيبقى موحدا ومستقبلا، وإن سقطت في أتون الصراعات أو مالت تجاه أية قوة إقليمية، وتحديدا ايران التي قامت بتعزيز نفوذها خلال السنتين الماضيتين، فان ذلك سيكون نذير شؤم سيئا للعراق، سيكون مقسماً وضعيفاً، وربما في حالة نزاع مستمرة.

لهذا، فالبصرة في نظري بوصلة التاريخ الجديد للعراق، وأبرز امتحان للقيادة العراقية الحالية. ومن خلالها سنعرف جدية دول المنطقة، بما فيها السعودية ومصر وإيران وبقية القوى المعنية، ما إذا كانت قادرة على الاتفاق على جعل البصرة، ومن ثم الجنوب العراقي، عراقياً خالصاً. وعندما قلت السعودية ومصر أعني إن كان هذان البلدان مستعدين للضغط على ايران بان جنوب العراق يجب أن يبقى عراقياً تابعاً في حكمه لبغداد. وأن تترك بغداد تحكم بآلياتها السياسية الجديدة، التي اختارتها الغالبية العراقية من خلال الانتخاب، لأنه يمثل الحلَّ الأمثلَ. ولا يوجد من حل آخر للعراقيين سوى النظام الانتخابي الذي يؤطره الدستور، والدستور يحمي الأقليات بقوانينه التي حددت الحقوق الأساسية في عراق للجميع. به لا تبخس الأغلبية حقها، ولا تضطهد الاقليات، ويعم العراقَ السلامُ المنشودُ بدل أن يعيش العراقيون حربا مائة سنة مقبلة.

إن كل القوى المعنية بسلامة العراق ووحدته واستقراره لا تملك إلا هذا الخيار الذي بدأ منذ ثلاث سنوات، ولا يوجد عاقل واحد يعرف طبيعة العراق وتركيبته الاجتماعية يملك حلا افضل مما هو موجود، بغض النظر عن رأينا في من يفوز ومن يخسر، فهو امر يفترض أن يترك للعراقيين أنفسهم.

لذا فالبصرة، لا بغداد، في نظري، تمثل مفتاح المستقبل العراقي. فإن ارتضت القوى الداخلية المتصارعة صيغة الحكم المحلي، وفق النظام العراقي، فإنها تكون قد قبلت بالتخلي عن مفهوم حكم الميلشيات الذي ينذر اليوم بحرب طويلة بين الأطراف الشيعية المختلفة، وبحرب العشائر بينها أيضاً. كما انه اذا قبلت الدول الإقليمية، وكذلك الدولية، ببصرة تابعة لبغداد، تكون قد حمت نفسها من الصراعات المقبلة.

لهذا أعطوا البصرة اهتماما أكثر فهي رئة العراق الحقيقية.