عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31/10/2023, 07:25 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,416 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new الله حمَّلكم أمانة الأموال والأولاد




اعلموا أن الله حمَّلكم أمانة الأموال والأولاد وهما حمل ثقيل، ولكن من وفقه الله وأعانه خف عليه ذلك وقام بحقه ونجا من مسئوليته أمام الله سبحانه وتعالى، وهذا يحتاج إلى جهد، ويحتاج إلى اهتمام، ويحتاج إلى نية صالحة، فهؤلاء الأولاد أمانة في أعناق والديهم منذٌ نشأتهم إلى أن يبلغوا الرشد، وهم أمانة في أعناق أبائهم وأمهاتهم حتى يؤدوها ويسلموا من تبعتها، وإلا فإنهم يكونون ممن قال الله تعالى فيهم: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)، وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ)

ليس معنى ذلك أنك تترك الأموال والأولاد لتسلم من شرهم، ولا أن تدعو بالله بأن لا يرزقك مالا ولا ولدلا ليس هذا هو المقصود، ولكن المقصود أن تسأل الله الذرية الطيبة الصالحة كما قال زكريا عليه السلام: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)، وقال إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ)، لاشك أن الأولاد والأموال إنهما حمل ثقيل إلا من سهله الله عليه على حمله ونجا من مسئوليته وإلا فإنهما حمل ثقيل على الإنسان قال صلى الله عليه وسلم: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ يعني: على الدين والصلاح في أصله وفطرته،

كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ولم يقل أو يسلمانه لأن الإسلام هو الأصل وإنما التربية هي التي تحرف عن الإسلام، التربية السيئة هي التي تحرف المولود عن الإسلام، وهي تكون على يد الوالدين، لأن الولد بيد الوالدين إلى أن يبلغ الرشد وهو تحت أيديهما فإما أن يحافظ على فطرته السليمة وينمينها على الخير والطاعة وإما أن يصرفاه عن فطرته إلى اليهودية أو إلى النصرانية أو إلى المجوسية، فالوالدان يربيان الأولاد بلا شك إما على الخير وإما على الشر ليس معنى التربية أن توفر للأولاد المال والمأكل والمشارب والملابس والسيارات الفارهة وتضن أنك بذلك أدية حقهما وربيتهما؛

ولكن المراد بالتربية الدينية، التربية على الخير، على الأخلاق، على حسن السلوك، على ملازمة الخير، على الصلاة: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)، وقال عن إسماعيل عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً)، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) فأنقذ نفسك من هذه النار بتقوى الله وأنقذ أولادك من هذه النار بالتربية الصالحة على الإسلام، وعلى الدين، وعلى الأخلاق الفاضلة وإلا فإنك تكون خائنا لأمانتك وما حمَّلت.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.


توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس