عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18/9/2023, 07:45 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,416 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new الجبال خلق من مخلوقات الله




الجبال خلق من مخلوقات الله العظيمة، ذكرها الله في كتابه العزيز في أكثر من أربعين موضعاً؛ تتحدث عن صفاتها ووظائفها وخصائصها، وتدعو إلى التأمل فيها والتدبر في كيفية خلقها، وتشير إلى شيء من عظيم قدرة الله في تكوينه لها، وشدة بنائها، كما تتحدث عن مصيرها ومآلها يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات، وكيف تتحول هذه الجبال مع عظمتها وقوة خلقها هباء منبثاً وكالعهن المنفوش.
[IMG]https://1-a1072.azureedge.net/wp-*******/uploads/2022/02/shutterstock_2113457150.jpg?resize=770%2C513&quali ty=80[/IMG]
الجبال في منهج القرآن الكريم:
جاء حديث القرآن عن الجبال على وجوه كثيرة؛ منها:

شاهدة على تعنّت الفئة الكافرة التي رفضت عبادة الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ۝ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ [سورة هود: 42-43].
شاهدة على مهارة قوم صالح في النحت والصناعة، وشاهدة على تعنتهم وعصيانهم: قال تعالى: ﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ۝ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ﴾ [سورة الحجر: 82-83].
عبودية الجبال لله
دلت النصوص الشرعية على أن الجبال تسجد لله تعالى وتُسبح وتخشع له، وأنها ثالث الكائنات التي عُرضت عليها الأمانة لحملها، وأنها جاءت بأفعال تدل على إدراكها، وإليك بيانَها في النصوص:

سجود الجبال لله تعالى:
ذلك في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [سورة الحج: 18]، فهذه الآية عامة في إثبات السجود لله تعالى من جميع الكائنات، والعطف يفيد أنها جميعاً عابدة لله تعالى، فأما الكيفية فلا يعلمها إلا هو سبحانه. يقول ابن كثير رحمه الله عن سجود الجبال: "وأما الجبال والشجر فسجودهما بفيء ظلالهما عن اليمين والشمائل".

تسبيح الجبال:
قال تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [سورة الأنبياء: 79]، وقال تعالى: ﴿يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ [سورة سبأ: 10]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾ [سورة ص: 18]. فالتسبيح في الآيات السابقة هو على الحقيقة، فقد جعل الله سبحانه لها إدراكاً تسبّح به، واقترانها بالتسبيح مع داوُد عليه السلام وتسخيرها لذلك هو من باب إظهار معجزة هذا النبي عليه السلام، وكذلك استئناساً وإعانة له على التسبيح؛ بحيث تردد معه تسبيحه أو تسبح هي بأمره لها، فجعلها الله عز وجل مُسخَّرة لأمره عليه السلام، فالنداء في قوله تعالى: "يا جبال" للخطاب لمن يُدرك. ونورد هنا أقوال بعض العلماء: قال القرطبي رحمه الله: ذكر الله تعالى ما آتاه من البرهان والمعجزة؛ وهو تسبيح الجبال معه، قال مقاتل: كان داوُد إذا ذكر الله عز وجل ذكرت الجبال معه، فكان يفقه تسبيح الجبال. ثم قال رحمه الله: وإن ذلك تسبيح مقال على الصحيح من الأقوال، وكان عند طلوع الشمس وعند غروبها.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.


توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس