بسم الله الرحمن الرحيم
مثل أفئدة الطير
» » في صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» » وأصحاب هذه القلوب التي تشبه قلوب الطير حالهم عجيب ،
وقد ذكر الشراح في تفسير الحديث عدة معان كلها محتملة ،
ولا مانع من الجمع بينها .
- منها ان قلوبهم تشبه قلوب الطير في التوكل على الله حق التوكل ،
فهذه الطيور الضعيفة تغادر أوكارها في الصباح جائعة وتعود آخر النهار وقد شبعت ،
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً "
- ومنها ان قلوبهم تشبه قلوب الطير في الرقة والحنان ، فلا قساوة فيها ولا غلظة ولا صلابة مذمومة ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " «لا تنزع الرحمة إلا من شقي» "
- ومنها أن قلوبهم تشبه قلوب الطير في شدة الخوف والوجل ،
والطير من أكثر الحيوان خوفا وفزعا ، وأصحاب تلك القلوب من أشد الناس خوفا من الله وهيبة من عظمته وجبروته .
فاللهم ارزقنا حسن التوكل عليك وحدك ،
والخوف منك لا من أحد سواك،
ورقة القلب ورحمته بخلقك ،
واجعلنا من أهل الجنة ،
وسائر عبادك المسلمين .