رد: حياة شُعراء العامية ....
وهي لحظة لا تغيب عن عيني
وأنا أري الإسرائيليين وأسمع شتائمهم لنا
وجلست إلي فتحية أم زعزوع
وعم إبراهيم أبوالعيون
وأم علي وعم محمد عبد المولي
وأنا أستمع إلي قصص الجنود
الذين عادوا من سيناء مهلهلين
بثياب تنكرية وأقدامهم منتفخة
من المشي الطويل وكيف كان الفلاحون
يصنعون الماء بالملح
لكي يضعوا أقدامهم فيها
ويدقون البصل ليدهنوا به أقدامهم لتخفيف الورم
وكيف كانوا يطمئنونهم لدرجة أن بعض الجنود
كانت تأتيه حالات فزع مفاجئة
ويصرخ ويجري في الحقول وكانت القنابل
مازالت تتساقط عليهم
من الجانب الإسرائيلي
هذه القصص
لا يمكن أن أنساها علي الإطلاق
فيما بعد طلبوا من هؤلاء الناس
الهجرة مع بداية حرب الاستنزاف
وهي الحرب الرائعة العظيمة
التي لم تأخذ حقها من التكريم
والتبجيل لجنودها وبطولتهم الحقيقية
هذا إلي جانب منظمة سيناء الثورية
التي تكونت من شباب مدينة السويس
والذين كانوا يعبرون القناة
ويعملون عملياتهم الثورية الفدائية
أصر كثير من الفلاحين
على البقاء ومساعدة الجنود
ورأيت عودة الجنود مرة أخري وإعادة بناء الجيش
وحفر الخنادق في التلال الرملية المواجهة
للعدو الإسرائيلي علي شاطئ القناة
ولم أستطع الفرار
وكنت أعود قليلا إلي القاهرة
لاستكمال تسجيل السيرة الهلالية
وتأليف أغنيات لعبد الحليم مثل
"المسيح"
وأيضا كتبت لعبدالحليم
"يا بلدنا لا تنامي"
و
"من قلب المواكب"
كما كنت أقيم في ذلك الوقت
أمسيات شعرية وغنائية
|