رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
ولم يسلم مع ذلك كتاب طه حسين الثاني
من النقد والتفنيد
ومرت السنوات بعد ذلك
ولم يكتب لنظرية طه حسين وأمثاله
القبول التام وإن أيقظت الأذهان
ولفتت الأنظار إلى ضرورة التثبت
من صحة الشعر الجاهلي بل صحة كل شعر
قبل روايته أو الاستشهاد به
ويضاف إلى ذلك ظهور كتب ودراسات جديدة
زادت من توثيق الشعر الجاهلي وتصحيح ما صحّ منه
ونوّهت بكثير من مصادره الأصلية
وفي مقدمة هذه الكتب كتاب
«مصادر الشعر الجاهلي»
لناصر الدين الأسد
وقد وجد الباحثون المعاصرون
بين أيديهم عدداً من مصادر الشعر الجاهلي
التي جاءت عن طريق الرواة الأمناء الصادقين
الذين وقفوا جهودهم على التحري
والتثبت ولم يخف عليهم
وجود شعر جاهلي منحول كشفوا جانباً منه
ولقد حازت آثار أولئك الرواة القبول والتقدير
وعُدّت مصادر أساسية للشعر الجاهلي
وأهم هذه الآثار
دواوين الشعراء القدماء
التي جمعت في عصر التدوين
كزهير والنابغة وامرئ القيس
دواوين القبائل العربية
كديوان الهذليين
الذي لم يصل إلينا كاملاً
المجموعات الشعرية الموثوق بها
كالمعلقات وشروحها
والمفضليات والأصمعيات
والنقائض وشروحها والحماسات
وكتب الأدب واللغة والنحو
كالبيان والتبيين والحيوان ومجالس ثعلب
وعيون الأخبار والكامل والأمالي
وكذلك بعض كتب المتأخرين التي احتفظت
بكثير من الأشعار الجاهلية التي ضاعت أصولها
كخزانات الأدب
وشرح أبيات مغني اللبيب
وكلاهما للبغدادي
وشرح شواهد المغني للسيوطي
الكتب النقدية البلاغية
كالموشح والصناعتين
والموازنة والوساطة
كتب التراجم والطبقات
كمعجم الشعراء
والمؤتلف والمختلف وطبقات ابن سلاّم
والشعر والشعراء والأغاني.
فهذه المصادر وأمثالها
تجعل بين أيدينا مادة وافرة للشعر الجاهلي
وهذه المادة غنية وكافية
لكي تهيئ للدارسين مجالاً واسعاً
للبحث والتحليل والموازنة
في رحاب أغراض ذلك الشعر
وفنونه المختلفة
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|