الموضوع: التوبه
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21/6/2016, 11:23 PM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,416 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
افتراضي التوبه




عباد الله: اتقوا الله تعالى, وحاسِبوا أنفُسَكُم قبلَ أنْ تُحاسَبُوا, واستَعِدُّوا قَبْلَ المَوْتِ لِما بعدَ الموت, فإِنَّكُم ما خَرَجْتُم مِنْ بُطُونِ أمهاتِكم إلا مِنْ أَجْلِ عِبادَةِ الله. واعْلَمُوا أنَّ اللهَ تعالى أرْحَمُ مِن الوالدَةِ بِوَلَدِها, وأَنَّ مِنْ رَحْمَتِه: أَنْ فَتَحَ لِعِبادِهِ بابَاً عَظيماً, لا يَمْتَنِعُ مِن دُخُولِهِ إلا خاسِرٌ ومَحْروم. ألا وَهُو بابُ التوبةُ. فإنها واجِبَةٌ على المُكَلَّفِ, وَبابُها مفتوحٌ إلى أنْ تَطْلُعَ الشمسُ مِنْ مغْرِبِها, أوْ يُعايِنَ العَبْدُ المَوْت. مهما بَلَغَتْ ذُنُوبُ العبدِ وكَثُرَتْ وكَبُرَتْ. وهذا مِنْ سَعَةِ رحمةِ الله. فَتَأمَّلُوا يا عبادَ الله, لَوْ لمْ يَفْتَحِ اللهُ هذا البابَ لِعِبادِه, كيفَ سَتَكونُ حالُهُم؟, وكيف يَطيبُ عَيْشُهُم؟!!!. وكيفَ ستَكونُ حالُ المؤمِنِ الذي حَمَلَ هَمَّ الآخرةِ في قلبِه, إذا كان بابُ التوبةِ والاستِغفار مُغْلَقاً؟. لا يُسْتَبْعَدُ عليه أنْ يَتَمنَّى قَبْضَ روحِه, كيْ لا تَكْثُرَ ذنوبُه, لأن العبدَ لا يَسْلَمُ مِنَ الذنوبِ, ولا يَسْلَمُ مِنَ التقصير.
وهكذا العبدُ العاصِي الذي يبحَثُ عن التوبةِ والخلاص, لَوْ لَمْ يُفْتَحْ له بابُ التوبةِ والاستِغْفار, كيفَ سَتَكونُ حالُه. لا يُسْتَبَعَدُ أن يَزدادَ مِنْ الذُّنوبِ والفُجُور, والظُّلْمِ والأذِيَّة, لأنه لا تَوبَةَ له. ويَدُلُّ على ذلك قِصَّةُ الرَّجُلِ الذي قَتَلَ تِسْعَةً وتسعين نفساً, ثمَّ أرادَ أنْ يتوب, فإنه لمَّا قال له العابِدُ: " ليس لك توبة ". كَمَّلَ به المائة. لأنه أَيِسَ من التوبة. ولوْ لَمْ يَلْقَ العالمَ الذي بَشَّرَه بِأنَّ التوبةَ تُقبَلُ مِن التائِبِ مهما بلغَتْ ذنوبُهُ. لَمْ يَتَوَقَّفْ عن القَتْلِ والجريمَة.
فيا عبادَ الله: لا تَنْسَوا أن اللهَ تعالى, نادَى عِبادَه المُسْرِفِين, المُكثِرينَ من الذنوبِ والمعاصِي, بِقَولِه: " يَا عِبَادِيَ ", وأمَرَهُم بالتوبةِ ونهاهُم عن القٌنوطِ مِن رحمتِه, فقال: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ). مَهْمَا بَلَغَتْ دَرَجَةُ الإسراف, ومَهْمَا بَلَغَ عِظَمُ الذَّنْب. أَلَمْ تَسْمَعُوا قولَ أرْحَمِ الراحمين, وخَيْرِ الغافرين, في سُورةِ البُرُوج: ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) دلَّ ذلكَ على أَنَّهم لو تابُوا, تابَ اللهُ عليهم, لأنه سبحانه قال: ( ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ), مَعَ العِلْمِ أَنَّهُم حَرَّقُوا المؤمنينَ والمؤمنات, وصَدُّوهُم عن سبيلِ الله. قال الحسنُ رحمهُ الله: " انْظُرُوا إلى هذا الكرمِ والجُود: هُمْ قَتَلُوا أولياءَه وأهْلَ طاعتِه، وهو يَدْعُوهُم إلى التوبة !!! ".
الحمد لله رب العالمين ,,,,,,
توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس