ويشهدون أن
محمدا عبده ورسوله ,
أرسله الله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ,
وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ,
وهو خاتم النبيين ,
أرسل إلى الإنس والجن بشيرا ونذيرا ,
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ,
أرسله بصلاح الدين وصلاح الدنيا ,
وليقوم الخلق بعبادة الله ,
ويستعينوا برزقه على ذلك .
ويعلمون أنه
أعلم الخلق
وأصدقهم
وأنصحهم ,
وأعظمهم بيانا ,
فيطيعونه
ويحبونه ,
ويقدمون محبته
على محبة الخلق كلهم ,
ويتبعونه
في أصول دينهم وفروعه ,
ويقدِّمون قوله وهديه
على قول كل أحد وهديه ,
ويعتقدون أن الله جمع له من الفضائل
والخصائص
والكمالات
ما لم يجمعه لأحد ,
فهو أعلى الخلق مقاما ,
وأعظمهم جاها ,
وأكملهم في كل فضيلة :
لم يبق خير إلا دل أمته عليه :
ولا شر إلا حذرهم عنه .
وكذلك يؤمنون
بكل كتاب أنزله الله ,
وكل رسول أرسله الله ,
لا يفرقون بين أحد من رسله .
ويؤمنون بالقدر كله ,
وأن جميع أعمال العباد - خيرها وشرها -
قد أحاط بها علم الله ,
وجرى بها قلمه ,
ونفذت فيها مشيئته ,
وتعلقت بها حكمته ,
حيث خلق للعباد قدرة وإرادة ,
تقع بها أقوالهم وأفعالهم بحسب مشيئتهم ,
لم يجبرهم على شيء منها ,
بل جعلهم مختارين لها ,
وخصَّ المؤمنين بأن
حبَّب إليهم الإيمان
وزيَّنه في قلوبهم ,
وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ,
وجعلهم من الراشدين
بفضله ونعمته ,
وولَّى غيرهم ما تولوه ورضوه لأنفسهم
من الكفر والفسوق والعصيان
بعدله وحكمته .