( التَّحِيَّاتُ لله والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبيُّ وَرَحْمَةُ الله وبَرَكَاتُهُ. السَّلاَمُ عَلَيْنَا وعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ. أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ )
43- وكان يخفف هذا التشهد جداً حتى كأنه يجلس على الرضف، أي الحجارة المحماة.
44- ولم يثبت عن النبي جلسة الاستراحة بعد الركعة الأولى
أوبعد الركعة الثالثة إلافي آخر حياته،
وفيها احتمال .
قال الشيخ ابن عثيمين في (صفة صلاة النبي):
منهم من يفصل ويقول :
إن احتجت إليها لضعف ، أو كبر ، أو مرض ،
أو ما أشبه ذلك فإنك تجلس ثم تنهض ،
وأما إذا لم تحتج إليها فلا تجلس ،
والذي يترجح عندي يسيراً أنها تشرع للحاجة فقط .
45- ثم يصنع في الركعة الثانية
مثل ما صنع في الأولى غير أنها أقصر .
46- ثم ينهض قائلاً :
( الله أكبر )
رافعاً يديه للركعة الثالثة،
ويعتمد في نهوضه على ركبتيه لا على الأرض.
47- ثم يقرأ الفاتحة وحدها،
ولا يقرأ سيئاً بعدها،
لأنه لم يثبت عن النبي أنه قرأ
في الركعتين الأخيرتين بعد الفاتحة شيئاً.
48- ثم يصلى الركعة الرابعة،
ويفعل فيها كما فعل ف الثالثة،
ويخففهما - أي الثالثة والرابعة -
عن الأوليين.
49- وبعد الركعة الرابعة من الظهر والعصر
والعشاء أوالثالثة من المغرب
أوالثانية كالصبح والجمعة والعيدين؛
يجلس للتشهد الأخير،
ويقرأ فيه التشهد الأول،
ثم يصلي على النبي فيقول :
( التَّحِيَّاتُ لله والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبيُّ وَرَحْمَةُ الله وبَرَكَاتُهُ. السَّلاَمُ عَلَيْنَا وعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ. أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) متفق عليه .
50- وكان يقعد في التشهد أحياناً متوركاً أي
: يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض،
ويخرج قدميه من ناحية واحدة،
ويجعل اليسرى تحت فخذه وساقه،
وينصب اليمنى وأحياناً يفرشها.
ويلقم كفه اليسرى ركبيه يتحاملُ عليها.
51- ثم إذا فرغ من التشهد الأخير
يستعيذ بالله من أربع فيقول :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَم ِ)
متفق عليه .
52- ثم يدعو لنفسه قبل السلام، ومن الدعاء الذى شرعه : ( اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً ،
وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي،
إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
متفق عليه .
ومن دعائه : (اللَّهُمَّ حَاسِبْنِيْ حِسَابَاً يَسِيراً
( رواه أحمد والحاكم وابن حبان وابن خزيمة
.
و( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) متفق عليه .
ويسأل الله الجنة ويتعوذ به من النار.
وغيرها من الأدعية الثابتة عنه .
53- ويختم صلاته بالتسليم فيلتفت عن يمينه قائلاً ):
السلام عليكم ورحمة الله
( ، حتى يُرى بياض خده الأيمن،
وعن يساره كذلك، وزيادة )
وبركاته
( رويت عنه في حديث واحد،
ولعله قالها مرة لبيان الجواز.
54- وبعد السلام يستغفر الله ثلاثاً،
ويقول:
( اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ.
تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)
رواه مسلم قبل أن ينصرف
(يلتفت)
إلى المصلين إن كان إماماً.
ويبقى مستقبل القبلة مقدار ما يقول ذلك.
55- ثم ينصرف إلى المصلين،
وأكثر ما كان ينصرف عن يمينه،
وأحياناً ينصرف عن يساره.
وقد شرع النبي لأمته
الذكر بعد الصلاة ومن ذلك:
- ( لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ.
لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُل قَدِيرٌ.
لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ. لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ.
وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِلاَّ إِيَّاهُ. لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ.
وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ.
لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).
- ثم يقول دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ: ( سَبَّحَان اللّهَ (ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ)،
وَالحَمِدَ اللّهَ (ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ)،
وَاللّهَ أكَبَّرَ (ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ)،
فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ.
ثم يقول تَمَامَ الْمِائَةِ :
لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ-
فإنه تغفر خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )
- ثم يقرأ آية الكرسي وهي قوله تعالى:
( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
[البقرة:255ْ].
- ثم يقرأ:
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ )
[الإخلاص:1-4].
و (قل أعوذ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
الفلق:1-5].
و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2)
إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ )
[الناس:1-6].
يقرأ هذه الآيات بعد كل صلاة،
ويستحب تكرارها ثلاث مرات
بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب.
وقد شرع لأمته صلاة النوافل
قبل الفرائض وبعدها غالباً.
ومن ذلك صلاة الرواتب
فقال :
(مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لله كُلَّ
يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً،
غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ )
رواه مسلم وأحمد
وهي كالآتي:
- ركعتان قبل صلاة الفجر.
- أربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
والمراة تصنع في الصلاة
كما يصنع الرجل في كل شىء.
ولا يستثنى من ذلك إلا بعض المسائل:
كمسألة سترة الثياب،
ومسألة القراءة،
فالرجل يجهر في الصلاة الجهرية
أما المرأة فإنها تسر.
فعلى المسلم أن يحافظ على الصلاة كما وردت
حتى تكون له نوراً ونجاة يوم القيامة بإذن الله.
والله أعلم
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصادر والمراجع :
1- صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم - عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
.
2- كيفية صلاة النبي لسماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
(مطوية دار بن خزيمة) .
3- صفة صلاة النبي - للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين .