[عبدالرازق ابو محمد]

“استطاع أن يبني لنفسه مجدًا قبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره في قراءة القرآن الكريم، حتى جاء حق الدفاع عن الوطن وطلب للتجنيد وأداء الخدمة العسكرية فتقدم للتجنيد عام 1958م وكان سنه عشرين عامًا تم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة بجوار مسجد الحسين والجامع الأزهر الشريف.. ومن هذه النقطة انهالت عليه البركات وتردد على مسجد الحسين ليصعد من هذه النقطة المباركة ويرافق عمالقة القراء.. إنه الشيخ مصطفى غلوش

ولد غلوش في 5 يوليو 1938 بقرية “برما” مركز طنطا بمحافظة الغربية، وعاصر عمالقة القراءة الخمسة وهم الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ طه الفشني، والشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمود علي البنا.

كانت قدوته الشيخ مصطفى اسماعيل، تعلم وحفظ القرآن في كتاب القرية، ثم بحث عن شيخ في علوم القرآن ليتلقى عليه علمي التجويد والقراءات والتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا وتوّلاه بالرعاية وقتها الشيخ إبراهيم الطبليهي، ليحقق حلمه.

بعد أن تقدم للتجنيد التحق بقوات الأمن المركزي بالدراسة حيث كان يتردد دائمًا على مسجد الإمام الحسين، وفي ذات مرة تأخر الشيخ طه الفشني عن رفع الآذان، فكانت فرصته في رفع الآذان ذلك الوقت مرتديًا الزي العسكري.

تقدم للإذاعة المصرية وكان برتبة جاويش في اختباره كقاريء للقرآن، ظهرت نتيجة قبوله في الإذاعة المصرية أثناء إنهاء إجراءات الخروج من الخدمة مباشرة، وذلك في سن لا يتعدى إثنين وعشرين عامًا حيث كان أصغر قارىء بالإذاعة في عصرها الذهبي وذلك عام 1962م.

سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم فى شهر رمضان على مدار 30 عاما متتالية، قارئا لكتاب الله، ووجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية خاصة في الكويت والإمارات والسعودية.

توفى اليوم القارئ، الشيخ راغب مصطفى غلوش، وهو يعتبر واحدا من أهم قراء الإذاعة والتلفزيون، وأحد أكبر مشاهير القراء فى العالم الإسلامى حيث شيعت جنازته اليوم الخميس بمسقط رأسه بقرية برما بمحافظة الغربية.