ذكر الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله فى مسنده ما روى عن أبى سعيد بن المعلى رضى الله عنه قال: "كنت أصلى فدعانى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم أجبه حتى صليت، قال فأتيته فقال رسول الله "ما منعك أن تأتينى"، قلت "يا رسول الله إنى كنت أصلى"، قال "ألم يقل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)" ثم قال (صلى الله عليه وسلم): "لأعلمنك أعظم سورة فى القرآن قبل أن تخرج من المسجد".
قال "فأخذ بيدى فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة فى القرآن"، قال "نعم (الحمد لله رب العالمين) هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته".
وروى الامام مسلم فى صحيحة فى فضائل سورة الفاتحة ورواه النسائى فى سننه من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "بينما رسول الله وعنده جبرائيل إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط قال فنزل منه ملك فأتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: "أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبى قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته"، وقد روى البخارى عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم (يعنى لديغ) وإن نفرنا غيب فهل منكم راق، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقى، قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم".
وذكر العلامة القرطبى فى تفسيره الجامع لأحكام القرآن فى فضائل الفاتحة ما رواه الترمذى عن أبى بن كعب قال "قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "ما أنزل الله فى التوراة ولا فى الإنجيل مثل أم القرآن وهى السبع المثانى وهى مقسومة بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل".
وورد في فضل هذه السورة العظيمة أحاديث كثيرة في الصحيحين والسنن، ومنها الذي رواه أبو هريرة رضى الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب (أم القرآن) فهى خداج ثلاثاً غير تمام"، قال فيها ابن عباس رضى الله عنه: "هى أساس القرآن، وأساسها بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تُشفى بإذن الله سبحانه وتعالى".