الفرق بين اليمين والنذر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
كَانَ نَظَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ إلَى مَعْنَى الصِّيغَةِ وَمَقْصُودِ الْمُتَكَلِّمِ سَوَاءً كَانَتْ بِصِيغَةِ الْمَجَازَاتِ أَوْ بِصِيغَةِ الْقَسَمِ . فَإِذَا كَانَ مَقْصُودُهُ الْحَطَّ أَوْ الْمَنْعَ جَعَلُوهُ يَمِينًا وَإِنْ كَانَ بِصِيغَةِ الْمَجَازَاتِ وَإِنْ كَانَ مَقْصُودُهُ التَّقَرُّبَ إلَى اللَّهِ جَعَلُوهُ نَاذِرًا وَإِنْ كَانَ بِصِيغَةِ الْقَسَمِ 0 وهذا مثل لو قال إن لم أسافر اليوم إلى مكة فعليّ أن أصوم شهرًا، أو أتصدق بألف ريال، فهذا حكمه حكم اليمين. لأن قصده الحث .ولو جاءه أمر يسربه فقال والله لأصومن لله شهرا .فهذا نذر ولو كان بصيغة اليمين .
من الفروق بين اليمين والنذر، فاليمين مقصوده الحث أو المنع أو التصديق أو التكذيب وتحله الكفارة، والنذر إلزام العبد نفسه طاعته مطلقا، أو معلقا لها على شرط حصول نعمة، أو دفع نقمة ويتعين فيه الوفاء، فلا تفيد فيه الكفارة وهو نذر التبرر، وأما باقي أقسام النذر فيجري مجرى اليمين. واليمين تحله الكفارة لقوله تعالى ﴿ قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ﴾ .
ومن النذر التزام جازم لله تعالى، فيلتزم الناذر طاعة لله، قاصدا به القرب من ربه والوصول إلى ثوابه،و اليمين، عقدها بالله وقصد بها مجرد تأكيدها حلفاً على فعله أو على تركه، فالنذر عقده لله، واليمين عقدها بالله.
ومن الفروق أن عقد الحلف غير منهي عنه، بل قد يكون واجبا أو مسنونا بحسب أسبابه. أما عقد النذر فإنه مكروه