النهي عن سب أئمة الهدى من علماء هذه الأمة
يلي الصحابة في الفضيلة والكرامة والمنزلة : أئمة الهدى من التابعين وأتباعهم من القرون المفضلة ، ومن جاء من بعدهم ممن تبع الصحابة بإحسان ، كما قال تعالى : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ . . الآية .
فلا يجوزُ تنقّصهم وسبّهم ؛ لأنهم أعلام هدى ، فقد قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا .
قال شارح الطحاوية : ( فيجبُ على كل مسلم بعد مُوالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين ، كما أطلق القرآن ، خصوصًا الذين هُم ورثة الأنبياء ، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم ، يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر ، وقد أجمعَ المسلمون على هدايتهم ودرايتهم .
فإنهم خُلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمته ، والمحيون لما مات من سنته ، فبهم قام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا ، وكلهم متفقون اتفاقًا يقينًا على وجوب اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن : إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه ، فلا بد له في تركه من عذر ) .