عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12/7/2010, 03:12 PM
الصورة الرمزية helmy40
 
helmy40
كبار الشخصيات

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  helmy40 غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 143585
تاريخ التسجيل : Jan 2009
العمـر : 70
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 40,555 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 19021
قوة التـرشيـح : helmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لهاhelmy40 القمة دائما للمتميزين اتمناها لك اسعي ايضا لها
افتراضي طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن

طاعة الشيطان تقدح في توحيد الرحمن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال -رحمه الله تعالى-: ويدل عليه -أيضًا- أن الله -تعالى- سَمَّى طاعة الشيطان في معصيةٍ عبادةً للشيطان، كما قال تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ .

وقال حاكيًا عن خليله إبراهيم أنه قال لأبيه: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا .

فمن لم يحقق عبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخْلُص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن، وهم الذين قال فيهم: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ .
فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها، وصدقوا قولهم بفعلهم، فلم يلتفتوا إلى غير الله، محبة ورجاء، وخشية وطاعة وتوكلا، وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقًا.

فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته، فقد كَذّب فعله قوله، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله.

وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .

فيا هذا، كن عبد الله لا عن الهوى؛ فإن الهوى يهوى بصاحبه في النار أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ .

تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، والله ما ينجو غدًا من عذاب الله إلا من حقق عبودية الله وحده، ولم يلتفت معه إلى شيء من الأغيار، من علم أن إلهه ومعبوده فرد فليفرده بالعبودية، ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا.

كان بعض العارفين...


--------------------------------------------------------------------------------


الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

تقدم تقرير أن "لا إله إلا الله" لها مدلول، وهو أن الإله الحق هو الله، وإنه مستحق للعبادة، فهو الذي يستحق أن يؤله، يعني: يُعْبَد وحده لا شريك له، يُعْبَد خوفًا ورجاء وتوكلا، ورغبة ورهبة واستعانة، بكل أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، هو المستحق لذلك.

وهذه الأمور يتفاضل فيها الناس؛ فالإيمان يزيد وينقص، أعمال القلوب تزيد وتنقص، أعمال الجوارح تزيد وتنقص.

ولذلك كان الناس أصناف، منهم السابقون في الخيرات، ومنهم المقتصدون، ومنهم الظالمون لأنفسهم ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ .
تفاضل العباد في إيمانهم، وفي طاعتهم، وفي سائر أنواع العبادة، تفاضل لا يعلم مداه إلا الله الذي يعلم ما في القلوب، ويعلم ما يُسِرُّه العباد وما يعلنون.

وإذن، فهناك الذنوب التي تنقِّص التوحيد، تنقص الإيمان، ولهذا -كما تقدم- جاءت النصوص فيها تسمية بعض الذنوب كفرًا، تسمية بعض الذنوب شركًا، شرك وكفر، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر، يعني: بمعنى أنها من الكفر، اثنتان في الناس هما بهم كفر، سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر .

ومعنى ذلك أن الذي ينقص تحقيقه للتوحيد، تحقيق لمدلول هذه الكلمة العظيمة "لا إله إلا الله" يكون عنده شعبة من الشرك بقدر ما معه من المخالفات.

تقدم ذكر الحديث: تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم .

إذا أفرط الإنسان في المحبة الطبيعية خرج إلى نوع من الشرك قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .

هذه هي آية المحبوبات الثمانية، إيثار هذه المحبوبات قد يصل إلى الكفر، وقد يكون دون ذلك، قد يكون كفرًا، فكثير من الكفار تركوا الإيمان بالله ورسوله إيثارًا -يعني- للوطن والعشيرة والأهل، إيثارًا لهم، وموافقة لهم.

ومنهم من يؤثر هذه المحبوبات في المعصية، يؤثرهم فيطيعهم في معصية الله، ويقدم محابهم على ما أوجب الله -سبحانه وتعالى- وهكذا.

تقدم أن اتباع الهوى هو أصل الشرك الأكبر والأصغر، أنواع الشرك أكثرها اتباع الهوى إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ .

بعد هذا كله يقول المؤلف: من الدليل على ذلك أن الله سمى طاعة الشيطان عبادة، وكل معصية هي طاعة للشيطان، كل معصية هي طاعة للشيطان.

ولكن من الخلق من عبد الشيطان عبادة -يرحمك الله- صار بها كافرًا مشركًا كعباد الأوثان، عباد الأوثان هم عابدون للشيطان، يقول شيخ الإسلام -رحمه الله-: أصل الشرك -أصل الشرك كله، أصل شرك عباد الملائكة، والأنبياء، والصالحين، والأصنام، والأحبار والرهبان وغير ذلك- أصل الشرك عبادة الشيطان، هذا أصل الشرك.

وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ .

أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ لا تعبدوا الشيطان، وما الذي كان من أولئك؟ إنما كانت منهم الطاعة، طاعة الشيطان، يعني: أكثر الأمم لا تقصد أنها تعبد الشيطان، لكن هي في الواقع عبدت الشيطان من حيث أنها أطاعته.

وقال إبراهيم -عليه السلام-: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا .

إذن، فعُلِم أن طاعة الشيطان هي نوع عبادة، هي عبادة له، وهي تختلف كما ذكرت.

إذن، التألّه لله والتعبد له يقتضي طاعته ومحبته، وخوفه ورجاءه، وإفراده بذلك، فالعبد على الحقيقة، عبد الله على الحقيقة هو الذي يفرد ربه بالطاعة، ولا يطيع إلا من أمره الله بطاعته من الرسل مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ .

يقول نوح -عليه السلام-: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ فإن طاعة الرسل هي طاعة لله، وكل من أمر الله بطاعته فطاعته هي طاعة لله، في حدود ما أمر الله به من طاعته.

فالعبودية تقتضي كمال الطاعة، وكمال الحب، والذل والإجلال، وما يتبع ذلك من الخوف والرجاء والتوكل.

فيجب إفراده -سبحانه وتعالى- بحيث إفراده بالعبادة بكل أنواعها الظاهرة والباطنة، بكل أنواعها، ولا يحقق هذا المقام إلا الذين استثناهم الله في قوله: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ .

وقال -سبحانه وتعالى- عن إبليس: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ .

فيه قراءة (المُخْلِصِين) فهم مخلصون، يخلصون لله في أعمالهم، ومخلصون لله، فهم العباد الخُلَّص، عباد الله الخلَّص، ليس فيهم عبودية لغير الله، وهذا يصدق على الأنبياء، فهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون، فهم مخلصون لله في أعمالهم وأقوالهم الظاهرة، فاعبد الله مخلصًا. فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ .

أما من يتبع هواه فيما يخالف هدى الله فليس بمخلص، ولا مُخلَص، وإن كان عنده شيء من -يعني- من أصل العبودية لله، فالعبودية لله المتضمنة لمحبته وتعظيمه وطاعته، الناس فيها على مراتب، فأكمل الخلق عبودية لله هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو مقام شريف شرَّفه الله به، ونوَّه بهذا الوصف وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا .

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ .

وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ .

قال -سبحانه وتعالى- في نوح -عليه السلام-: إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا .

وقوله: فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا كذبوا عبدنا، عبودية، هذه العبودية خاصة.

فالرسل والأنبياء والصديقون -على اختلاف مراتبهم- هم الذين حققوا التوحيد، وحققوا العبودية لله، فأخلصوا الدين لله، أخلصوا الدين لله، فلم تزاحم محبة الله محبة غيره، لم تزاحم محبةَ الله في قلوبهم محبةُ غيره، وسيأتي مزيد كلام في المحبة؛ لأن المؤلف استرسل في هذا، وتكلم عن هذا كثيرًا. نعم.
رد مع اقتباس