[ابن سينا]

يعرف منذ زمن بعيد التعصب الكروي وهي عدوى انتقلت الى وطننا العربي من مؤسسي اللعبة الذين لا يقلون ضراوة في موضوع التعصب, ولاشك بأن موضوع التعصب قد يتحول الى نقمة على صاحبه إن زاد عن حده الطبيعي وهو ما حدث في مدينة رفح الفلسطينية والتي شهدت مأساة جديدة نتاج التعصب الأعمى الذي أصاب الجماهير ولكن هذه المرة التعصب قد وصل الى التفرقة بين الأخوة والى حد إراقة دماء الأخ لأخيه.



فمدينة رفح الفلسطينية مدينة معروف عنها حب الرياضة بشكل كبير وبالأخص كرة القدم وما لم يستطع أن يصنعه الاحتلال استطاع أن يصنعه التعصب الكروي المجنون فتحولت المدينة الى قسمين الأول هم مشجعي النادي الأهلي المصري والقسم الثاني فهو لمشجعي نادي الزمالك, وحتى الآن لا توجد مشكلة في ذلك حيث إن التقارب الجغرافي والحدود الوهمية بين فلسطين ومصر لم تمنع بأن يتشابه الشعب الفلسطيني بشقيقه المصري حتى في الهوايات والتشجيع.



لكن نقطة التحول كانت في النتائج السيئة التي أصابت نادي الزمالك منذ الموسم الماضي والذي حول حياة الزمالكاوية ومن حولهم الى جحيم, فلقد شهدت مدينة رفح الموسم الماضي ازديادا واضحا في حالات الطلاق والتي ثبت من خلال الإحصاءات التي قامت بها وزارة الشئون الاجتماعية بأن 18% من حالات الطلاق كانت بسبب التعصب الرياضي وبالتحديد التي واكبت مباريات الزمالك الموسم الماضي مع زيادة في حالات الطلاق وصل معدلها الى 6%.



المشكلة الأخيرة في رفح تجاوزت مشكلات الطلاق وحتى العراك بين مجموعة من الشباب الذين قد تجمعهم مقهى لمشاهدة مباراة للأهلي أو الزمالك, فالمشكلة هذه المرة حدثت في بيت صغير في مدينة رفح جمع بين اثنين أخوة انقسموا كحال المدينة بين الأهلي والزمالك وقد جلسوا سويا لمشاهدة مباراة الزمالك والاتحاد الأخيرة والتي انتهت بالتعادل, نقطة الشرارة كانت عندما بدأ الأخ الأهلاوي من السخرية على الفريق الأبيض وعلى المستوى الذي وصل إليه الفريق مع قوله بأنه يجب على الزمالك التعاقد مع الاتحاد المصري على المركز السابع منذ الآن.



ومع كرة احمد صالح الأخيرة والتي كادت أن تسلب نادي الزمالك النقطة من التعادل وصل غضب الأخ الزملكاوي الى أقصاه فما كان منه إلا أن يذهب للمطبخ ليحضر سكين ويضعه في بطن أخيه الذي سقط على الأرض من دهشته لما حدث من أخيه ابن أمه وأبيه.



وللأسف فلولا تدخل العقلاء لزادت الأمور عن حدها بعد أن قرر مجموعة من أصدقاء الشقيق الأهلاوي من الانتقام من الأخ الذي فقد عقله واصطحب مجموعة أخرى من أصدقاءه الزمالكاوية وذلك لتأديب أصدقاء شقيقه لتطاولهم عليه.



وبعد الصلح بين الطرفين بقت هذه المشكلة في السجلات بالرغم من قرب حدوثها وان كنا نرى بأنه يجب علينا ننشرها هنا في موقع الأهلي دوت كوم وذلك لإرسال رسالة لكل المسئولين الذين يتلاعبون بالكلمات ومن يفجرون الأوضاع بين الجماهير دون النظر الى مسئولياتهم الحقيقية اتجاه المجتمع ولاشك بان الشقيق الزملكاوي لازال لا يرى خطأ فيما فعله وذلك بعد مشاهدته للأحداث الدامية التي حدثت في نادي الزمالك المثل الأعلى كما يرى الشاب الساذج والمهووس بكرة القدم وبالطبع فان ما آلت إليه أحداث نادي الزمالك ومرورها مرور الكرام دون عقاب قد يجعلنا نرى أكثر وأكثر في المستقبل القريب