عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30/1/2009, 10:18 AM
الصورة الرمزية Mr.Mostafa
 
Mr.Mostafa
استاذ فضائيات

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mr.Mostafa غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 91494
تاريخ التسجيل : Mar 2008
العمـر : 43
الـجنـس :
الدولـة : MoHaNdSeN.CoM
المشاركـات : 9,537 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : Mr.Mostafa يستاهل التميز
افتراضي ::: جـــــــــــوال الملــــــــــــك :::

جوّال الملك*

أحسّ ملك إحدى الدول ( الإسكندنافيّة) بحاجة ماسّة إلى تحسين صورته وزيادة شعبيته وتغيير الصورة السوداء المترسخة في أذهان المواطنين عنه ، فطلب الملك من مجموعة من الخبراء والمفكرين والمتخصصين في الدعاية والإعلان وفن الترويج أن يحلّوا هذه المعضلة ، وبالفعل اجتمع الخبراء ، وبعد عدة مناقشات ومداولات فيما بينهم توصلوا إلى حلّ لمشكلة الملك ، وأبلغوه أن الحل هو أن يقوم الملك بنشر رقم جواله في جميع وسائل الإعلام !
وافق الملك على مضض ، وكان خائفاً من إمكانية تعرضه إلى مكالمات غير لائقة من أحد المندسّين بين صفوف هذا الشعب المسالم الطيّب !

بدأت حملة إعلامية ضخمة لتوزيع ونشر رقم جوال الملك ، وانتشرت اللوحات المضيئة في الميادين العامة والشوارع وعلى أسطح البنايات ، لوحات تحمل رقم جوال الملك ، مع عبارات جذابة ، مثل :

لوحة عليها صورة حقول النفط وتحتها كُتبت العبارة :
اتصل على الملكْ ، فنفْطُنَا لنَا ولكْ !

لوحة عليها صورة (باب مفتوح) وتحتها كُتبت العبارة :
بابي مفتوحٌ مفتوحْ ، للبائسِ والمجروحْ !

لوحة عليها صورة الملك وهو ساجد وتحتها كُتبت العبارة :
أحبُّ ربّي ، أحبُّ شعبي ، همومكم كرْبي ، وقلبكم قلبي !

لوحة عليها صورة (أوراق نقدية من فئة 500 يورو ) وتحتها كُتبت العبارة :
يا مواطن يا مديونْ ، جاء السعدُ وجاء العونْ !

لوحة عليها صورة الملك وهو مبتسم ويجري مكالمة بالجوال وتحتها كُتبت العبارة :
سأُغيّرْ كلَّّ الأحوالْ ، لاتنسوا رقم الجوالْ !

ثم كان هناك خلاف هل ستكون هذه المكالمات مجانية ؟ أم برسوم ؟ وفي النهاية تقرّر أن تكون برسوم لزيادة دخل الدولة ، والإنفاق على المشاريع الحيوية !

بدأت ساعة الصفر ، وبدأ الملك يتلقى المكالمات ..



المكالمة الأولى :
- ألو ..
- نعم ..
- جلالة الملك ؟
- أيوة ياحبيبي ، مين معايا ؟
- أنا ياجلالة الملك مواطن متخرج من الجامعة من خمسة سنوات ، ولحد الآن ما أتوظفت و..
- يابني .. فين المشكلة ؟ وبعدين ايش فايدة الوظيفة ووجع الدماغ والتعب ؟
- بس ياجلالة الملك أبغا أكوّن نفسي ، أبغا أتزوج ، ..
- يا أخي أمرك غريب فعلاً ! كوّن نفسك مين ماسكك ؟ خلّي أبوك يساعدك ! أنا عندي ( كوم) بزورة وأنا اللي بأصرف عليهم !! لازم الأب يتحمل المسؤولية !
" كلّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " ولا أنا غلطان يابني ؟
- لا العفو منك ياجلالة الملك ، و شكراً لأريحيّتك ! .


المكالمة الثانية :

- ألو
- اتفضل يابني
- جلالة الملك شخصياً ؟ ماني مصدق نفسي !!
- ياسيدي صدّق ، احنا في عصر الديموقراطية والشفافية
- الله يطول في عمرك ياملكنا ياحبيب الكل ، عندي مشكلة بسيطة جداً
أمس رحت قسم الشرطة عشان أبلغ عن سرقة سيارتي ، ومع ذلك استقبلوني في القسم بكل برود وكأنو الأمر مايعنيهم أبداً .. وعاملوني معاملة قاسية وكأني بأشحت منهم !
- شوف ياحبيبي ..
لازم تعرف إنو " الشعب في خدمة الشرطة " !
وكفاية إنهم بيسهروا ويتعبوا ويضحوا براحتهم عشان يوفروا للمواطن الأمن والطمأنينة !!
- بس يا طويل العمر ..
- فلازم إنتا كمان تضحي شوية عشان الوطن ! ولا أيه ؟؟؟؟؟؟
- طبعاً يا طويل العمر ، ربنا يخليك لنا وللوطن !






المكالمة الثالثة :
- ألو
- نعم
- بنشر السعادة ؟
- ههههههه يابني غلطان في الرقم ، الله يصلحك !

المكالمة الرابعة :

- ألو ..
- أهلين يابنتي ..
- ربنا يخليك ياجلالة الملك ، ويطوّل لنا في عمرك ..
- اتفضلي يا بنتي سامعك .. إيش مشكلتك ؟؟
- يا جلالة الملك أنا عانس عمري 39 سنة ، وماني لاقية عريس ، نفسي أتجوز زي كل البنات ويكون ليا بيت وأخلف وو.. ، نفسي أحب وأتحب !
- يابنتي : حبّ الوطن كفاية !
- يعني أتجوز الوطن ؟ وأجيب منّو بزورة ؟
- يعني كلامي مو عاجبك ؟
- طوط ! طوط !

تم إغلاق الخط !




ومازال أفراد الشعب يجرون الاتصالات على جوال الملك ، ولايزال الملك يردّ على مكالماتهم ، ماسحاً لدموعهم ، مخففاً لمعاناتهم ، مداوياً لهمومهم ، محققاً لأحلامهم ، مغدقاً عليهم من حنانه وأبوّته وكرمه !







*قصة من الأدب الإسكندنافي !

رد مع اقتباس