عرض مشاركة واحدة
قديم 27/1/2009, 10:50 PM   رقم المشاركة : ( 683 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ثم دخل الخباء وقعد ساعة زمانية وهو يبكي ثم قال: يا ابن العم إن لابنة عمي في هذه الليلة نبأ وقد حدث لها أو عاقها عني عائق، ثم قال لي: كن مكانك حتى آتيك بالخبر ثم أخذ سيفه وترسه وغاب عني ساعة من الليل ثم أقبل وعلى يده شيء يحمله، ثم صاح علي فأسرعت إليه فقال يا ابن العم أتدري ما الخبر? فقلت: لا والله، فقال: لقد فجعت في ابنة عمي هذه الليلة لأنها قد توجهت إلينا فتعرض لها في طريقها أسد فافترسها ولم يبق منها إلا ما ترى ثم طرح ما كان على يده فإذا هو مشاش الجارية وما فضل من عظامها، ثم بكى بكاء شديداً ورمى القوس من يده وأخذ كيساً على يده ثم قال: لا تبرح إلى أن آتيك إن شاء الله تعالى ثم سار فغاب عني ساعة ثم عد وبيده رأس أسد فطرحه من يده، ثم طلب ماء فأتيته به فغسل فم الأسد وجعل يقبله ويبكي وزاد حزنه عليها وجعل ينشد هذه الأبيات: ألا أيها الليث المـغـر بـنـفـسـه هلكت وقد هيجت لي بعدها حزنـا
وصيرتني فرداً وقد كنـت ألـفـهـا وصيرت بطن الأرض قبراً لها رهنا
أقول الدهر ساءنـي بـفـراقـهـا معاذ إليها أن تريني لـهـا خـدنـا
ثم قال: يا ابن العم سألتك بالله وبحق القرابة والرحم التي بيني وبينك أن تحفظ وصيتي فستراني الساعة ميتاً بين يديك فإذا كان ذلك فغسلني وكفني أنا وهذا الفاضل من عظام ابنة عمي في هذا الثوب وادفنا جميعاً في قبر واحد واكتب على قبرنا هذين البيتين: كنا على ظهرها والعيش في رغد والشمل مجتمع والدار والوطـن
ففرق الدهـر والـتـصـريفـا وصار معنا في بطنها الكـفـن
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الغلام وصى جميل بأن يكتب بعد موته على قبره بيتين من الشعر ثم بكى بكاء شديداً ودخل الخباء وغاب عني ساعة وخرج وصار يتنهد ويصيح ثم شهق شهقة ففارق الدنيا. فلما رأيت ذلك منه عظم علي وكبر عندي حتى كدت أن ألحق به من شدة حزني عليه، ثم تقدمت إليه فأضجعته وفعلت به ما أمرني من العمل وكفنتهما ودفنتهما جميعاً في قبر واحد وأقمت عند قبرهما ثلاثة أيام، ثم ارتحلت وأقمت سنتين أتردد إلى زيارتهما وهذا ما كان من حديثهما يا أمير المؤمنين، فلما سمع الرشيد كلامه استحسنه وخلع عليه وأجازه جائزة حسنة.

حكاية ضمرة بن المغيرة
التي حكاها حسين الخليع لهارون الرشيد
وحكى أيضاً أيها الملك السعيد أن هارون الرشيد أرق ليلة فوجه إلى الأصمعي وإلى حسين الخليع فأحضرهما وقال: حدثاني وابدأ أنت يا حسين فقال: نعم يا أمير المؤمنين خرجت في بعض السنين منحدراً إلى البصرة ممتدحاً محمد بن سليمان الربعي بقصيدة فقبلها وأمرني بالمقام فخرجت ذات يوم إلى المريد وجعلت المهالبة طريقي فأصابني حر شديد، فدنوت من باب كبير لأستسقي، وإذا أنا بجارية كأنها قضيب يثني سناء العينين زجاء الحاجبين أسيلة الخدين عليها قميص جلناري ورداء صنعاني قد غلبت شدة بياض يديها حمرة قميصها يتلألأ من تحت القميص ثديان كرمانتين وبطن كطي القباطي بعكن كالقراطيس الناصعة المعقودة بالمسك محشوة، وهي يا أمير المؤمنين متقلدة بخرز من الذهب الأحمر وهو بين نهديها، وعلى صحن جبينها طرة كالسبح ولها حابان مقرونان وعينان نجلاوان وخدان أسيلان وأنف أقنى تحته ثغر كاللؤلؤ وأسنان كالدر وقد غلب عليها الطيب وهي والهة حيرانة ذاهبة تروح وتجيء تخطو على أكباد محبيها في مشيها وقد سيقانها أصوات خلخالها فهي كما قال فيها الشاعر: كل جزء في محاسنها مرسل من حسنها مثلا
فهبتها يا أمير المؤمنين ثم دنوت منها لأسلم عليها فإذا الدار والدهاليز والشارع قد عبق بالمسك فسلمت عليها فردت علي بلسان خاشع وقلب حزين بلهب الوجد محترق، فقلت لها: يا سيدتي إني شيخ غريب وأصابني عطش أفتأمرين لي بشربة ماء تؤجرين عليها? قالت: إليك عني يا شيخ فإني مشغولة عن الماء والزاد.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والأربعين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية قالت: إني مشغولة عن الماء والزاد فقلت: لأي علة يا سيدتي? قالت: إني أعشق من لا ينصفني وأريد من لا يريدني ومع ذلك فإني ممتحنة بمراقبة الرقباء، فقلت: وهل يا سيدتي على بسيطة الأرض من تريدينه ولا يريدك? قالت: نعم وذلك أفضل ما ركب فيه من الجمال والكمال والدلال وقلت: وما وقوفك في هذا الدهليز? قالت: هاهنا طريقه وهذا وقت اجتيازه، وقلت لها: يا سيدتي فهل اجتمعتما في وقت من الأوقات وتحدثتما حديثاً أوجب هذا الوجد? فتنفست الصعداء وأرخت دموعها على خدها كظل سقط على ورد ثم أنشدت هذين البيتين: وكنا كغصني بانة فـوق روضة نشم جنى اللذات في عيشة رغد
فأفرد هذا الغصن من ذاك قاطع فيا من رأى فرداً يحن إلى فرد
قلت: يا هذا فما بلغ من عشقك لهذا الفتى? قالت: أرى الشمس على حيطان أهله فأحسب أنها هو وربما أراه بغتة فأبهت ويهرب الدم والروح من جسدي وأبقى الأسبوع والأسبوعين بغير عقل، فقلت لها: اعذريني فإني على مثل ما بك من الصبابة مشتغل البال بالهوى وانتحال الجسم وضعف القوى أرى بك من شحوب اللون ورقة البصر ما يشهد بتباريح الهوى وكيف لا يمسك الهوى وأنت مقيمة في أرض البصرة? قالت والله كنت قبل محبتي هذا الغلام في غاية الدلال بهيئة الجمال والكمال ولقد فتنت جميع ملوك البصرة حتى افتتن بي هذا الغلام قلت: يا هذه ما الذي فرق بينكما? قالت: نوائب الدهر ولحديثي وحديثه شأن عجيب وذلك أني قعدة في يوم نيروز ودعوت عدة من جواري البصرة وفي تلك الجواري جارية سيران، وكان ثمنها عليه من عمان ثمانين ألف درهم وكانت لي محبة وبي مولعة، فلما دخلت رمت نفسها وكادت ببطني قرضاً وعضاً ثم خلونا نتنعم بالشراب إلى أن يتهيأ طعامنا ويتكامل سرورنا وكانت تلاعبني وألاعبها فتارة أنا فوقها وتارة هي فوقي، فحملها السكر على أن ضربت يدها إلى دكتي فحلتها من غير ريبة كانت بيننا ونزل سروالي بالملاعبة فبينما نحن كذلك إذ دخل هو على حين غفلة، فرأى ذلك فاغتاظ لذلك وانصرف عني انصراف الهرة العربية إذا سمعت صلاصل لجامها فولى خارجاً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية قالت لحسين الخليع: إن محبوبي لما رأى ما ذكرت لك من ملاعبتي مع جارية سيران خرج مغضباً مني، فأنا يا شيخ منذ ثلاث سنين لم أزل أعتذر إليه وأتلطف به وأستعطفه فلا ينظر إلي بطرف ولا يكتب إلي بحرف ولا يكلم لي رسولاً ولا يسمع مني قليلاً، قلت لها: يا هذه أمن العرب هو أم من العجم? قالت: ويحك هو من جملة ملوك البصرة فقلت لها: أشيخ هو أم شاب? فنظرت إلي شزراً وقالت: إنك أحمق هو مثل القمر ليلة البدر أجرد أمرد لا يعيبه شيء غير انحرافه عني. فقلت لها: ما اسمه? قالت: ما تصنع به? قلت: أجتهد في لقائه لتحصيل الوصال بينكما قالت: على شرط أن تحمل غليه رقعة قلت: لا أكره ذلك.
فقالت: اسمه ضمرة بن المغيرة ويكنى بأبي السخاء وقصره بالمريد ثم صاحت على من في الدار هاتوا الدواة والقرطاس وشمرت عن ساعدين كأنهما طوقان من فضة وكتبت بعد البسلمة: سيدي ترك الدعاء في صدر رقعتي ينبيء عن تقصيري واعلم أن دعائي لو كان مستجاباً ما فارقتني لأني كثيراً ما دعوت أن لا تفارقني وقد فارقتني ولولا أن الجهد تجاوز بي حد التقصير لكان ما تكلفته خادمتك من كتابة هذه الرقعة معيباً لها مع يأسها منك لعلمها أنك تترك الجواب وأقضي مرادها سيدي نظرة إليك وقت اجتيازك في الشارع إلى الدهليز تحيي بها نفساً ميتة واجل من ذلك عندها أن تحفظ بخط يدك بسطها الله بكل فضيلة رقعة تجعلها عوضاً عن تلك الخلوات التي كانت بيننا في الليالي الخاليات التي أنت ذاكر لها سيدي ألست لك محبة مدنفة، فإن أجبت إلى المسألة كنت لك شاكرة ولله حامدة والسلام.



فتناولت الكتاب وخرجت وأصبحت، عدوت إلى باب محمد بن سليمان فوجدت مجلساً محتفلاً بالملوك ورأيت غلاماً زان المجلس وفاق على من فيه جمالاً وبهجة قد رفعه الأمير فوقه فسألت عنه فإذا هو ضمرة بن المغيرة، فقلت في نفسي: معذورة المسكينة بما حل بها ثم قمت وقصدت المريد ووقفت على باب داره فإذا هو قد ورد في موكب فوثبت إليه وبلغت في الدعاء وناولته الرقعة، فلما قرأها وعرف قال لي: يا شيخ قد استبدلنا بها فهل لك أن تنظر البديل، قلت: نعم فصاح على فتاة وإذا هي جارية تخجل ناهدة الثديين تمشي مشية مستعجل من غير وجل فناولها الرقعة وقال: أجيبي عنها.
فلما قرأتها اصفر لونها حيث عرفت ما فيها. وقالت: يا شيخ استغفر الله بما جئت فيه فخرجت يا أمير المؤمنين وأنا أجر رجلي حتى أتيتها واستأذني عليها ودخلت فقالت: ما وراءك? قلت: البأس واليأس قالت: ما عليك منه? فأين الله والقدرة ثم أمرت لي بخمسمائة دينار وخرجت ثم جزت على ذلك المكان بعد أيام فوجدت غلماناً وفرساناً فدخلت وإذا هم أصحاب ضمرة يسألونها الرجوع فيه وهي تقول والله ما نظرت له في وجه فسجدت شكراً لله يا أمير المؤمنين شماتة بضمرة، وتقربت من الجارية فأبرزت لي رقعة فإذا فيها بعد التسمية سيدتي لولا إبقائي عليك أدام الله حياتك لو وصفت شطراً مما حصل منك وبسطت عذري في ظلامتك إياي إذا كانت الجانية على نفسك ونفسي المظهرة لسوء العهد وقلة الوفاء، والمؤثرة علينا غيرنا فخالفت هواي والله المستعان على ما كان من اختيارك والسلام، وأوقفتني على ما حمله إليها من الهدايا والتحف وإذا هو بمقدار ثلاثين ألف دينار، ثم رأيتها بعد ذلك وقد تزوج بها ضمرة فقال الرشيد: لولا أن ضمرة سبقني إليها لكان لي معها شأن من الشؤون.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

حكاية أحمد الدنف وحسن شومان
مع الدليلة المحتالة وبنتها زينب النصابة
وحكي أيضاً أيها الملك السعيد أنه كان في زمن هارون الرشيد رجل يسمى أحمد الدنف وآخر يسمى حسن شومان وكانا صاحبي مكر وحيل ولهما أفعال عجيبة فبسبب ذلك خلعلا الخليفة على أحمد الدنف خلعة وجعله مقدم الميمنة، وخلع على حسن شومان خلعة مقدم الميسرة، وجعل لكل منهما جامكية في كل شهر ألف دينار، وكان لكل واحد منهما أربعون رجلاً من تحت يده، وكان مكتوباً على أحمد الدنف درك البر فنزل أحمد الدنف ومعه حسن شومان والذين من تحت أيديهما راكبين والأمير خالد الوالي بصحبتهم والمنادي ينادي حسبما رسم الخليفة أنه لا مقدم ببغداد في الميمنة إلا المقدم أحمد الدنف، ولا مقدم ببغداد في الميسرة إلا حسن شومان وأنهما مسموعا الكلمة واجبا الحرمة وكان في البلدة عجوز تسمى الدليلة المحتالة ولها بنت تسمى زينب النصابة فسمعتا المناداة بذلك فقالت زينب لأمها الدليلة: انظري يا أمي هذا أحمد الدنف جاء من مصر مطروداً ولعب مناصف في بغداد، إلى أن تقرب عند الخليفة وبقي مقدم الميمنة وهذا الولد الأقرع حسن شومان مقدم الميسرة، وله سماط في الغداء وسماط في العشاء ولهما جوامك لكل واحد منهما ألف دينار في كل شهر ونحن معطلون في هذا البيت لا مقام لنا ولا حرمة وليس لنا من يسأل عنا وكان زوج الدليلة مقدم بغداد سابقاً وكان له عند الخليفة في كل شهر ألف دينار فمات عن بنتين بنت متزوجة ومعها ولد يسمى أحمد اللقيط، وبنت عازبة تسمى زينب النصابة وكانت الدليلة صاحبة حيل وخداع ومناصف، وكانت تتحيل على الثعبان حتى تطلعه من وكره وكان إبليس يتعلم منها المكر وكان زوجها براجاً عند الخليفة وكان له جامكية في كل شهر ألف دينار وكان يربي حمام البطاقة الذي يسافر بالكتب والرسائل وكان عند الخليفة كل طير لوقت حاجته أعز من واحد من أولاده، فقالت بغداد، وتكون لنا جامكية أبينا.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والأربعين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس