عرض مشاركة واحدة
قديم 25/1/2009, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 234 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فقال أفريدون: في غد يكون الانفصال إذا خرجت إلى النزال وطلبت ضوء المكان وقتلته فإن عسرهم يولون الأدبار ويركنون إلى الفرار هذا ما كان من أمر الكفار وأما ما كان من أمر عساكر الإسلام فإن ضوء المكان لما رجع إلى الخيام لم يكن له شغل إلا بأخيه فلما دخل عليه وجده في أسوأ الأحوال وأشد الأهوال فدعا بالوزير دندان ورستم وبهرام للمشورة فلما دخلوا عليه اقتضى رأيهم إحضار الحكماء لعلاج شركان ثم بكوا وقالوا: لم يسمح بمثله الزمان وسهروا عنده تلك الليلة وفي آخر الليل أقبل عليهم الزاهد وهو يبكي فلما رآه ضوء المكان قام إليه فملس بيده على أخيه وتلى شيئاً من القرآن، وعوذه بآيات الرحمن وما زال سهراناً عنده إلى الصباح فعند ذلك استفاق شركان وفتح عينيه وأدار لسانه في فمه وتكلم ففرح السلطان ضوء المكان وقال: قد حصلت له بركة الزاهد.
فقال شركان: الحمد لله على العافية فإنني بخير في هذه الساعة وقد عمل علي هذا الملعون حيلة ولولا أني زغت أسرع من البرق لكانت الحربة نفذت في صدري فالحمد لله الذي نجاني وكيف حال المسلمين، فقال ضوء المكان: هم في بكاء من أجلك، فقال: إني بخير وعافية وأين الزاهد وهو عند رأسه قاعد، فقال له: عند رأسك، فقام إليه وقبل يديه. فقال الزاهد: يا ولدي عليك بجميل الصبر يعظم الله لك الأجر فإن الأجر على قدر المشقة فقال لشركان: ادع لي، فدعا له.
فلما أصبح الصباح وبان الفجر ولاح برزت المسلمون إلى ميدان الحرب وتهيأ الكفار للطعن والضرب، وتقدمت عساكر المسلمين فطلبوا الحرب والكفاح وجردوا السلاح وأراد الملك ضوء المكان وأفريدون أن يحملا على بعضهما وإذا بضوء المكان: نحن فداك فقال لهم: وحق البيت الحرام وزمزم والمقام لا اقعد عن الخروج إلى هؤلاء العلوج فلما صار في الميدان لعب بالسيف والسنان حتى أذهل الفرسان وتعجب الفريقان وحمل في الميمنة فقتل منها بطريقين وفي الميسرة فقتل منها بطريقين ونادى في وسط الميدان: أين أفريدون حتى أذيقه عذاب الهوان فأراد الملعون أن يولي وهو مغبون فأقسم عليه ضوء المكان أن لا يبرح من الميدان وقال له: يا ملك بالأمس كان قتال أخي واليوم قتالي وأنا بشجاعتك لا أبالي ثم خرج وبيده صارم وتحته حصان كأنه عنتر في حومة الميدان وذلك الحصان أدهم مغاير كما قال فيه الشاعر: قد سابق الطرف بطرف سابق كأنـه يريد إدراك الـقـدر
دهمته تبدي سواداً حـالـكـا كأنها ليل إذا اللـيل عـكـر
صهيله يزعج من يسـمـعـه كأنه الرعد إذا الرعد زجـر
لو تسابق الريح جرى من قبلها والبرق لا يسبقه إذا ظـهـر
ثم حمل كل منهما على صاحبه، واحترس من مضاربه وأظهر ما في بطنه من عجائبه وأخذا في الكر والفر حتى ضاقت الصدر وقل الصبر للمقدور وصاح ضوء المكان وهجم على ملك القسطنطينية أفريدون وضربه ضربة أطاح بها رأسه وقطع أنفاسه، فلما نظرت الكفار إلى ذلك حملوا جميعاً عليه وتوجهوا بكليتهم إليه فقابلهم في حومة الميدان واستمر الضرب والطعان حتى سال الدم بالجريان وضج المسلمون بالتكبير والتهليل والصلاة على البشير النذير وقاتلوا قتالاً شديداً وأنزل الله النصر على المؤمنين والخزي على الكافرين، وصاح الوزير دندان: خذوا بثأر الملك عمر النعمان وثار ولده شركان وكشف برأسه وصاح: يا للأتراك وكان بجانبه أكثر من عشرين ألف فارس فحملوا معه حملة واحدة فلم يجد الكفار لأنفسهم غير الفرار وتولي الأدبار وعمل فيهم الصارم البتار فقتل منهم نحو خمسين ألف فارس وأسروا ما يزيد على ذلك، وقتل عند دخول الباب خلق كثير من شدة الزحام، ثم أغلقوا الباب وطلعوا فوق الأسوار وخافوا خوف العذاب وعادت طوائف المسلمين مؤيدين منصورين وأتوا خيامهم ودخل ضوء المكان على أخيه فوجده في أسر الأحوال فسجد وشكر الكريم المتعال ثم أقبل عليه وهنأه بالسلامة.
فقال شركان: إننا كلنا في بركة هذا الزاهد الأواب ما انتصرنا إلا بدعائه المستجاب، فإنه لم يزل قاعداً يدعو للمسلمين بالنصر. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والعشرين بعد المئة
  رد مع اقتباس