عرض مشاركة واحدة
قديم 24/1/2009, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 177 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فقال الوقاد: أما جئت ورأيتني في الموضع الذي أنا قاعد فيه وعرفت مكاني وما أحد يقدر في هذه الساعة ينشد شيئاً من الشعر سواء كان بعيداً أو قريباً لا تعرفه إلا مني، ثم باس رأس الخادم وأخذ بخاطره فتركه الخادم ودار دورة وخاف أن يرجع إلى سيدته بلا فائدة فاستتر في مكان غير بعيد من الوقاد فقام الوقاد إلى ضوء المكان ونبهه وقال له: اقعد حتى أحكي لك ما جرى وحكى له ما وقع فقال له: دعني فإني لا أبالي بأحد فإن بلادي قريبة فقال الوقاد لضوء المكان: لأي شيء أنت مطاوع نفسك وهواك ولا تخاف من أحد وأنا خائف على روحي وروحك، بالله عليك أنك لا تتكلم بشيء من الشعر حتى ندخل بلدك وأنا ما كنت أظنك على هذه الحالة، أما علمت أن زوجة الحاجب تريد زجرك لأنك أقلقتها وقد كانت ضعيفة وتعبانة من السفر، وكم مرة قد أرسلت الخادم يفتش عليك. فلم يلتفت ضوء المكان إلى كلام الوقاد بل صاح ثالثاً وأنشد هذه الأبيات: تركـت كــل لائم ملامه أقلـقـنـي
يعذلنـي ومـا درى بابه حـرضـنـي
قال الوشاة قد سـلا قلت لحب الوطـن
قالوا فمـا أحـنـه قلت فما أعشقنـي
قالوا فـمـا أعـزه قلت فمـا أذلـنـي
هيهات أن أتـركـه لو ذقت كأس الشجن
وما أطعـت لائمـاً في الهوى يعذلنـي
وكان الخادم يسمعه وهو مستخف فما فرغ من شعره إلا والخادم على رأسه فلما رآه الوقاد فر ووقف بعيداً ينظر ما يقع بينهما، فقال الخادم: السلام عليكم يا سيدي فقال ضوء المكان: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقال الخادم: يا سيدي. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والتسعين
قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الخادم قال لضوء المكان: يا سيدي إني أتيت إليك في هذه الليلة ثلاث مرات لأن سيدتي تطلبك عندها، قال: ومن أين هذه الكلبة حتى تطلبني مقتها الله ومقت زوجها معها، نزل في الخادم شتماً فما قدر الخادم أن يرد عليه لأن سيدته أوصته أن لا يأتي به إلا بمراده هو فإن لم يأت معه يعطيه الألف دينار، فجعل الخادم يلين له الكلام ويقول له: يا ولد أنا ما أخطأت معك ولا جرنا عليك، فالقصد أن تصل بخواتك الكريمة إلى سيدتنا وترجع في خير وسلامة، ولك عندنا بشارة. فلما سمع ذلك الكلام قام ومشى بين الناس والوقاد ماشي خلفه، ونظر إليه وهو يقول في نفسه: يا خسارة شبابه في الغد يشنقونه. وما زال الوقاد ماشياً حتى قرب من مكانهم وقال: ما أخسه إن كان يقول علي هو الذي قال لي أنشد الأشعار.
هذا ما كان من أمر الوقاد. وأما ما كان من أمر ضوء المكان فإنه ما زال ماشياً مع الخادم حتى وصل إلى المكان ودخل الخادم على نزهة الزمان وقال لها: قد جئت بما تطلبينه وهو شاب حسن الصورة وعليه أثر النعمة فلما سمعت ذلك خفق قلبها وقالت له: أأمره أن ينشد شيئاً من الشعر حتى أسمعه ومن قرب وبعد ذلك أسأله عن اسمه ومن أي البلاد هو، فخرج الخادم إليه وقال له: أنشد شيئاً من الشعر حتى تسمعه سيدتي فإنها حاضرة بالقرب منك وأخبرني عن اسمك وبلدك وحالك، فقال: حباً وكرامة ولكن حيث سألتني عن اسمي فإنه محي ورسمي فني وجسمي بلي ولي حكاية تدون بالإبر على آماق البصر وها أنا في منزلة السكران الذي أكثر الشراب وحلت به الأوصاب فتاه عن نفسه واحتار في أمره وغرق في بحر الأفكار.
فلما سمعت نزهة الزمان هذا الكلام بكت وزادت في البكاء والأنين وقالت للخادم: قل له هل فارقت أحداً ممن تحب مثل أمك وأبيك? فسأله الخادم كما أمرته نزهة الزمان فقال ضوء المكان: نعم فارقت الجميع وأعزهم عندي أختي التي فرق الدهر بيني وبينها. فلما سمعت نزهة الزمان منه هذا الكلام قالت: الله يجمع شمله بمن يحب. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والتسعين
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن نزهة الزمان لما سمعت كلامه قالت الله يجمع شمله بمن يعشق. ثم قالت للخادم: قل له أن يسمعنا شيئاً من الأشعار المتضمنة لشكوى الفراق فقال له الخادم كما أمرته سيدته فصعد الزفرات وأنشد هذه الأبيات: ليت شعري لو دروا أي قلب ملـكـوا
  رد مع اقتباس