ولدي ضعيف الذاكرة ...!!
الذاكرة عند الولد ضعيفة جدا، وتوجد مشكلة أدعو الله أن أجد لها علاجا، أرجو المساعدة من أهل العلم والخبرة.
فالولد لا يستطيع حفظ الحروف أو تثبيت المعلومات؛ يعني متميز في اللعب، ولكن لا يستطيع أن يحفظ شكل الحروف والأرقام رغم جميع المحاولات من: أفلام كرتون تعليمية، ومدرسين ومدرسات، وأنا وأمه؛ لكن كل هذا بلا جدوى..
إن كان هناك دواء لتنمية الذاكرة في أي مكان في العالم فأنا مستعد، حتى لو كان ثمن هذا الدواء عمري كاملا؛ فهو الولد الوحيد، رغم أني لا أفرق بينه وبين أخته في أي كبيرة أو صغيرة، والله شهيد على ما أقول..
ساعدوني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الفاضل فهمت من موضوعك أن ولدك -وعمره خمس سنوات- ليس لديه القدرة على حفظ الحروف والأرقام والمعلومات.
أخي أولا علينا فهم الخصائص النمائية لهذا العمر، فيما يخص حفظ المعلومات.
إن الطفل ذو عمر الخمس سنوات إذا أعطيته 3 معلومات أو تعليمات أو طلبات دفعة واحدة فإنه لا يتذكرها جميعها، فإما أن يتذكر أول معلومة أو آخر معلومة؛ فمثلا إذا طلبت منه غسل يديه، ثم تغيير ملابسه، ثم تناول الغذاء، فقد يؤدي الأولى أو الأخيرة وينسى الباقي، وهذا طبيعي في هذا العمر.
إذ لابد من إعطائهم التعليمات واحدة، واحدة أو اثنتين اثنتين فقط، فإذا نفذوها نعطيهم باقي التعليمات، هذا فيما يخص طبيعة التذكر في هذا العمر، وأنا هنا أتكلم عن المتوسط، ولكن من الممكن أن يكون هناك أطفال أكثر قدرة من غيرهم فيتذكرون ثلاث تعليمات أو مهام فأكثر.
ولا أدري ما الذي جعلك تصنف وتشخص مشكلة ولدك على أنها مشكلة تذكر، فلكي نشخص حالة علينا البحث في جميع الاحتمالات، مثلا هناك أسئلة منها:
-هل ولدك يتذكر أرقاما أو يتعرف على الأرقام من 1-5، أو من 1–10؟
-هل ولدك يتعرف على الأرقام ولكن لا يميز بين رقمي 2 و6، أو 7 و8؟
-هل إذا طلب منه تنفيذ أمرين يتذكرهما وينفذهما بشكل فوري حسب ترتيب الأوامر المعطاة له؟
-إذا كان يستطيع التعرف على الأرقام من 1-5 وهي مكتوبة أمامه أو يعد من 1-5 فهي ليست مشكلة تذكر.
-إذا كان لا يستطيع التمييز بين رقمي 2و6، فهذا طبيعي حتى نهاية الصف الأول الابتدائي، لكن لو استمرت المشكلة بعد ذلك فهناك علاج لها، فلا تقلق.
أخي السائل
ولدك ما زال صغير السن لتحكم عليه بأن لديه مشكلة في الذاكرة؛ فهو لم يصل بعد لمرحلة الدخول في المدرسة، لكن ممكن أن تكون وأنا أشدد على ممكن؛ لأنه ليس علينا إطلاق الأحكام جزافا، فمشكلته أن تكون لديه صعوبات تعلم، وهذه من الصعب الجزم بها في هذه السن، فقد يكون مستواه النمائي بطيئا، وعندما يصل لسن المدرسة قد يتغير، وتكون قدراته متوسطة مثل زملائه.
لكن يمكن أن تساعد طفلك على التعلم من خلال مختص أو مختصة في صعوبات تعلم؛ بحيث يعمل له الاختبارات اللازمة، وحتى إن ثبت أنها مشكلة صعوبات تعلم -لا قدر الله- فهناك الكثير ممن لديهم صعوبات تعلم، واستطاعوا مواصلة تعليمهم الجامعي، بل حصلوا على درجة الدكتوراه، المهم أن يلقى العناية المناسبة وطريقة التعليم التي تناسبه.
والسلام عليكم
المصــــــدر : إسلام أون لاين
|