تضع هؤلاء في قفص الاتهام
الإعلام الإباحي.. التنشئة الأسرية الخاطئة.. البطالة.. تأخر سن الزواج
استيقظ الشعب المصري منذ عدة شهور علي خبر تحرش مجموعة كبيرة من الشباب بالفتيات في وسط البلد.. وكان السبب في ذلك راقصة -عاشقة للشهرة- وقفت أمام السينما ترقص.. فما كان من الشباب إلا أن تحرشوا بالفتيات في الشوارع.. وكان لهذا الخبر أكبر صدمة وقعت علي الجميع.. وبعد رمضان الماضي.. فوجئنا مرة أخري بتحرش جماعي للشباب -قدروه بأكثر من مائة شاب عند شارع جامعة الدول العربية -بالفتيات.. وكانت فضيحة كبري.. ولم يكن هذا في مصر فقط.. بل وفي بعض الدول العربية أيضا.. ووضعت هذه التحرشات مجموعة من علامات الاستفهام حول سبب التحرش بالفتيات رغم أن شهر رمضان لم يمض علي انتهائه إلا سواد الليل.. فهل السبب تأخر سن الزواج.. أم البطالة.. ام ملابس الفتيات الساخنة.. ام هي كل هذه الأسباب مجتمعة.. ام ان هناك اسبابا أخري تضاف لهذه الأسباب؟
تحدث وقائع الانتهاك الجسدي للإناث في مصر يوميا سواء كن فتيات أو نساء ويحدث هذا علي مدار ساعات اليوم.. ومن أهم صور هذا الانتهاك التحرش الجنسي الذي يمتد حتي يشمل الإناث سواء من محجبات أو غير محجبات صغاراً أو كباراً هذا ما أكدته الدراسة التي أعدها المركز المصري لحقوق المرأة.
الحل لابد وأن ينبع أولاً من الأسرة وذلك من خلال التنشئة الاجتماعية السليمة والتمسك بتعاليم الدين كما أن المساجد لها دور كبير في التوعية. أيضا زيادة نسبة التعليم الذي يهدف إلي تحسين السلوكيات والعمل علي توفير فرص العمل للشباب والقضاء علي ظاهرة البطالة لأنها المدخل الأساسي لزيادة وقت الفراغ وما يتبعه من انحراف. بالإضافة إلي تشجيع الشباب علي الزواج لأن فيه حفظا لسلوكيات الشباب وذلك عملا بقول رسول الله "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم.....".
ويجب علي المجتمع الحد من وسائل الإثارة في وسائل الإعلام والحض علي الفضيلة وعلي البنات ارتداء الملابس المحتشمة وعدم الاختلاط السافر بين الجنسين.
وعلي الفتاة أن تكون محتشمة غير مثيرة ولا فاتنة فضلا عن البحث في كبري القضايا التي هي بمثابة النار تحت الرماد من تشغيل الشباب والقضاء علي البطالة وتيسير أمر الزواج والكف عن إذاعة المثيرات التي تخاطب الغريزة ولاتخاطب الفطرة التي فطر الله الناس عليها من الدين القيم الذي يضمن السعادة لاتباعه دون عنت كما قال الله تعالي في حق رسوله "عزيز عليه ما عنتم".
ندد الشيخ جمال قطب من علماء الأزهر بالحادث واصفا إياه بأنه "مأساوي" في حياة المصريين حيث لاتأمن الفتيات علي أنفسهن من التحرش الذي حدث في أكبر شوارع القاهرة مما يدل علي غياب القيم الاجتماعية الحاكمة للمجتمع.
وأرجع انتشار هذه الظاهرة إلي غياب "الحياء" والذي يمثل قمة الهرم القيمي بالمجتمع. وإلي تفسخ التقاليد والأعراف والتي تدعو إلي الشهامة والحفاظ علي المرأة والفتاة في حالة تعرضها لخطر. دعا إلي انشاء صندوق "لتزويج" الشباب يتولي شئونه عدد من الجمعيات الخيرية التي تكون مهمتها تزويج الشباب وتذليل ما يكتنفهم من عقبات كما تكون مهمة هذه الجمعيات محاربة الرذيلة بأشكالها وأنواعها والعوامل المؤدية إليها.