عوض الله
يزُرّ في عينيه كأن عينيه ما هيش زارّه
و يفتي و يقول في الاشتراكيه و الذرّه
الافندي لا في إيده منشّه و لا الطربوش على راسه و لا الساعه بكتينه و لا الشنب برّيمه ..
يعني مش من مُخلّفات الماضي و الحمد لله ..
لكن في الماضي بَص وراه ، قام داخل الحقوق ، قام لاطش الليسانس ،
قام بَص قدامه : ما فيش مستقبل في المحاماه ..
لا تروح عليه الحياه
و الافندي غزال صَغِير السنّ .. ما ينفعشي قاضي
ينفع إيه ؟
تنفع إيه يا عوض الله ؟
كاتب و صاحب رساله و يمتلك مبدأ
حِدق و لكن سلامة نيّتُه أحدق
فلنستعد !
وَصَفُوك في طلب المعالي ، يادي الليالي نستحملك .
يادي الثقافه نستكملك . الصبر طيب ، أي نعم طيب ، بس مش ثوري .
يا فن على ودنه ، مش حنجي لك زي جحا .
يا كلام إفرنجي
إحنا برضه أُسطوات زي الترزيه و المكوجيه و النجارين والريحاني ، و نفهم في الصنعه .
و ننقد الارتجال و السطحيه و التجاري و الكلفته .
يا صفحه بيضا بسرعه بسرعه اسْوَدّي
ع المطبعه وَدِّي ع المطبعه وَدِّي
سَلّم . فيه اللي يستلم و فيه اللي يفك الخط و فيه اللي يصحح النحو و فيه اللي يصُف الحروف .
و فيه اللي يوضّب . و اللي يرسم لاجل توصل بنات أفكار عوض الله لإيد القاريء .
ثم فيه الصوت الحلو و الناعم و الدلع .
و فيه اللي يسرسع و اللي يطجن . و اللي يُطبخ .
و عوض الله نشيط و الشهاده لله .
بدل ما يلبس قميص باكمام طويله ويشمّر ، بيلبس قميص بنص كم على طول .
ما يخفش من البرد متْدَفّي .
ابن الحلال المصفِّي .
من قبل ما يوَصّل بنات أفكاره كان واصل .
و عنده مطرح فوقاني و شقه محجوبه
و عنده تلاجه من غير تلج أعجوبه
... ومكتبه في الفلسفه و الفلكلور .
و جَت عيني ع الرف اللي فيه الشعب و الأمثال .
قلت : يا عوض الله مش المثل اللي بيقول الشاطره تغزل برجل حمار
عكس المثل اللي بيقول اطبخي يا جاريه كلّف يا سيدي
عوض الله ضحك في سرُّه و ابتسم في وشّي و قال :
بص لي تعرف ما فيش تناقض بين المثلين .
و زرّ في عينيه ، رَفَع نظره و نظره خَفَّض
سيجاره دخن ، مشاكل حل ، طافيه نَفَّض