26/8/2008, 12:13 AM
|
|
الاعجاز البلاغي في قصة يوسف عليه السلام
الحمد لله رب العالمين ، وبه نستعين .
أَلِفَ العربُ لغتهم قديماً ؛ فكانت مناط تفكيرهم ، ومصدر إلهامهم وإبداعهم ؛ فكان الشعراء الذين بقي شعرهم خالداً ، وكان ذلك واضحاً في بلاغتهم ولغتهم التي ما فتئت تباهي اللغات فصاحةً وبلاغة وجمال أسلوب ، تجلى في شعر المعلقات والخطب والأمثال ، كل ذلك جعل من العرب أمة فصيحة تعتمد في كلامها على الإيجاز ، واللمحة الدالة التي تعد الإيماءة والإشارة من أجلى مظاهرها حتى أتى القرآن الكريم بأسلوبه المعجز ، المحكم الذي خاطب العقول على رهافتها حساً ووجداناً ؛ فالقرآن بحق مائدة سماوية ربانية ضمت صنوفاً من المعارف والعلوم التي لا ينقطع مددها ولا عددها ولا إمدادها غزارةً وفيوضاً تسيل غدقاً ؛ لأنها من لدن عزيز حكيم .
للإعجاز مظاهر شتى ، وصنوف فرائد ذات روض أنف ، لا يقطعها من يتصدى لها إلا بزاد معرفي ، نما وترعرع نمو أفنان بواسق في روض مربع ، تعهدهما الساقي رعايةً وسقاءً بلطف بديع ؛ لتعطي نَوْراً وروحاً وريحاناً في وقت ربيع .
|