عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14/7/2008, 01:05 AM
 
ايهاب هاشم
صديق المهندسين العرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ايهاب هاشم غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 83426
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 6,719 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 105
قوة التـرشيـح : ايهاب هاشم يستاهل التميزايهاب هاشم يستاهل التميز
افتراضي التوحيد أولاً وقبل كل شئ

التوحيد أولاً وأخيراً


إن أساس الإصلاح الإسلامي هو التوحيد الخالص لله (تعالى) ، فهو الذي يرتقي بالإنسان المكان اللائق به ، وهو الذي ينقذه من رق العبودية لغير الله ، ويحرره من استعباد الإنسان ، ومن استعباد الخرافة والأهواء ..

وهو الذي ينقذه من المحتالين الدجالين أحبار السوء الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ، وإذا لم يتعبد الإنسان لله تعالى فسوف يقع في الوثنية - لا محالة - بشتى صورها وأشكالها ؛ فإن الإنسان كما جاء في الحديث (حارثٌ وهمّام) ، فلا بد أن يمتلئ بشيء ، فإذا لم تكن العبودية لله فهي لغيره مهما تظاهر بأنه حر ، فالعبودية هي عبودية القلب كما يقول ابن تيمية رحمه الله، فمن ركض وراء الشهوات فهو الأسير المملوك ، ولو كان حاكماً يستعبد الناس .

التوحيد الخالص لله تعالى هو الذي يجعل المسلم شخصية تستعصي على الطغيان ، ولا تخضع للملأ أو المال ، كما استعصى الصحابي الجليل بلال بن رباح حين قالها لملأ قريش : أحد أحد ، والتوحيد هو الذي يحفظ الإنسان من الانفلات بلا قيد أو ضابط ، كما حُفظت الأفلاك بالجاذبية .

التوحيد الخالص لله تعالى هو الذي أنقذ العرب من وهدة النسيان والخمول ، وجعلهم أمة تحمل رسالة وتشعر بالمسؤولية ، وتحول العربي إلى إنسان لا تأسره الأوهام والتقاليد ، ولا القبيلة والعشيرة ، ولا الإقليمية والقومية .

إن من أصعب الأشياء على الإنسان الذي يحب الفساد في الأرض أن يسمع كلمة التوحيد [ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ][ص : 5] وكأنهم يقولون : كيف يكون إله واحد ينظر في أمر الجميع ؟ [ وَإذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ... ][الزمر : 45] ..
وقد خشي فرعون من هذا التوحيد الذي جاء به موسى عليه السلام فقال : [ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ... ][غافر : 26] والدين هنا يعني الحكم ، وكأنه يقول : إن هذا النبي الذي جاء بالتوحيد خطير جدّاً ؛ لأنه سيذهب بملككم وسيادتكم وطريقتكم في العيش .

فلا مانع عند الطغاة أن يكون الدين حركة ثقافية أو حضارية تتكلم عن الزخرفة الإسلامية أو العمارة الإسلامية ، وتذكر ما أنتجه العلماء القدامى في الطب ، والهندسة ، وعلم الفلك ، ولا مانع من تشجيع الطرق الصوفية التي تربط الفرد بالشيخ والولي والأقطاب والأوتاد وما هنالك من خيالات وخرافات .

ومن المؤسف أن بعض الذين يوسمون أنفسهم بأنهم ( مثقفون ) ، أو بعض من دخلت في قلوبهم شبه ( علم الكلام ) يأنفون من هذا التوحيد ، فلا يدرسونه ولا يُدرّسونه ؛ لأن هذا عندهم أقرب أن يكون للعوام ! ، أما هم فلا بد أن يخوضوا في الذات الإلهية ، وكيف ولماذا ؟ ...

ولا بد أن يذكروا أقوال الفلاسفة القدامى والمعاصرين ؛ فتراهم يلوكون الكلمات التي لا تقيم حقًّا ولا تهدم باطلاً ، والتي هي كلحم جمل غَثّ على رأس جبل وعر ، ولا يكتفون بهذا ، بل يُنفّرون الناس عن هذا التوحيد باللمز والغمز لأهله الذين يقومون به ويعلمونه الناس .

إذا أردنا النهوض فلا بد أن نرتفع بمستوى الأمة كي تفهم وتمارس التوحيد الخالص، وحتى لا تكون قطيعاً يُنادى من مكان بعيد ، وتكون أمة تقوم بواجباتها وتحمل الرسالة .