المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   في شرف استقبال شهر رمضان (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=628)
-   -   لو تكلم رمضان (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=701339)

ناصر ابو محمد 26/5/2015 06:04 PM

لو تكلم رمضان
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



لو تكلم رمضان

لذرف دموعا غزيرة، ولعجز لسانه عن وصف أناس تاهت بهم دروب الحياة وانغمسوا في الاستمتاع بملذات الدنيا ومباهجها حتى صار لسانهم عاجزا عن ذكر الله عز وجل والتضرع إليه بالدعاء والاستغفار.


ألا تعلم أيها الإنسان بأنني النور الذي أرسله رب العباد ليزيل الغشاوة عن عينيك ويشحن قلبك بزاد التقوى لتتذوق من جديد حلاوة القرب من رب الأنام.

ألا تعلم أن الذكر الذي غفلت عنه أنت كان سببا في إنزال السكينة والثبات على الأفئدة في أصعب أوقات الشدائد مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية:45: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

اعلم أيها الإنسان بأن ما أنت فيه من نعم هو بفضل الله عز وجل، ومن المؤسف حقا أن لا تجد وقتا تخصصه للذكر فتضيع على نفسك الأجر الذي أعده الله سبحانه للذاكرين.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده). رواه مسلم

لو تكلم رمضان

لشعر بالحزن والأسى على أناس هجروا القرآن الكريم فغدت حياتهم بلا معنى، هائمون فيها تغشى أعينهم الضلالة وأفئدتهم أثقلتها الهموم والأحزان ومع ذلك فهم يتساءلون لم نحن على هذه الحال؟ وماذا فعلنا لتصبح أيامنا لا تطاق؟

لو تكلم رمضان

لأخبركم بأن الإنسان عندما يغرس شجيرة صغيرة ويتعهدها بالرعاية والسقي حتى تتفرع جذورها تحت الأرض وتتكاثر أوراقها لتعطي ثمارا لذيذة المذاق، فإن هو أهملها فإن أوراقها تذبل وتموت وتصبح تلك الشجرة عارية وغير قادرة على تقديم شيء.كذلك الشأن بالنسبة لقلب الإنسان، إن هو رعاه بالقرآن وتعهده بالذكر تغمره السكينة والطمأنينة ويتأهب دوما لمواجهة المحن في ثبات وعزيمة ويقين بأن الله عز وجل لا ينسى عباده المخلصين، وإن هو غفل عنه فإنه يترك للشيطان مكانا ليتحكم فيه ويثقله بشتى أنواع الهموم.


اعلم بأن في إحدى الليالي العظيمة أنزل خير كتاب على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لقوله عز وجل في سورة القدرالآيات: 1-2-3: ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَة الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر )، وقوله تعالى في سورة البقرة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.. )

وقد تعهده الله عز وجل بالرعاية وحفظه من التحريف وضمنه آيات بينات لتوضح لك أمورك الدينية والدنيوية وكيف تتعامل معها بأسلوب بليغ عجز أبلغ الفصحاء عن الإتيان بمثله فكيف تتخلى عنه وأنت تعلم منزلته الرفيعة ومكانته العظيمة، وكن على يقين بأنك عندما تتخذه أنيسا وملازما لك في السراء والضراء فستغمر قلبك السكينة، وعندما تتلوه تلاوة خاشعة فإنك لن تنسى تلك اللحظات وما أجملها عندما تكون في حضرة الرحمن!


الساعة الآن 04:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir