المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   المنتدي الاسلامي (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   سب الصحابة (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=447699)

محمود ابواحمد 15/10/2010 03:25 AM

سب الصحابة
 
سب الصحابة



آفة جد خطيرة وآفة والعياذ بالله رب العالمين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافي الذي ابتُلي بها، وأن يرجع ويتوب ويؤوب إلى الله عز وجل قبل أن يخرج من هذه الدنيا.

هذه الآفة هي سب أحد من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم.

نعلم جميعاً، أخوة الإسلام، ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( "يقول الله تعالى: من عادى ليّ ولياً فقد آذنته بالحرب" )الإمام أحمد يؤول ويفسر هذا الحديث فيقول: أولياء الله هم العلماء وإذا كان العلماء ليسوا بأولياء لله فلا ولي لله في الأرض، فما بالك بصحابة الحبيب صلى الله عليه وسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مٌد أحدهم ولا نصيفه".

وقال: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً من بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله أوشك أن يأخذه" .

فمن يتخذهم غرضاً، أي: أن يسبهم، ويسب الصحابة، أو أن يفتري عليهم، أو يعيبهم، أو يكفرّهم، أو يجترئ عليهم، أو يقول: إنهم غير عدول، وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الله الله في أصحابي" يعني: هذا تحذير، وهذا إنذار خطير من النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقول أنتَ محذراً: النار النار، أي: احذر النار. "لا تتخذوهم غرضاً من بعدي"، هذا كلام خطير؛ لأن بعض الناس قد يخوض، دون أن يدري، بالسب والطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم، الذين أيّدوه والذين تحملوا المشاق معه، والذين آمنوا به وعزروه ونصروه، ووقفوا بجواره وواسوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، فإنما الذي يتعرض لسبهم فإنما يتعرض لسخط الله وسخط رسوله صلى الله عليه وسلم.

هؤلاء كفاهم كرامةً أن الله قد اختارهم ليكونوا نصراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين تسابقوا وسابقوا إلى الإيمان، وإلى مجاهدة الكفار، ونشروا الدين، وأعلوا كلمة الله سبحانه وتعالى وكلمة رسوله صلى الله عليه وسلم.

هم الذين أظهروا شعائر الإسلام في العالم، وهم الذين علمّوا الناس الفرائض والسنن، وفضلهم لا ينكره إلا فاسق، منحرف في عقيدته، وفي فكره، وفي دينه؛ لأنه لولا الله تعالى، ثم هؤلاء الغُر الميامين، ما وصل إلينا من الدين أصلُ ولا فرع، ولا عُلمنا من الفرائض ولا من السنن، لا سُنةً ولا فرضاً، ولا بلغنا من الأحاديث عن المعصوم صلى الله عليه وسلم أي حديث؛ لأنهم هم الذين بلّغوا عن رسول الله، عليه الصلاة والسلام. ولذلك من يطعن في الصحابة فقد مرق من الدين، وخرج منه كما يخرج السهم من الرمية، ويخرج من ملة الإسلام؛ لأن الذي يسب أحد الصحابة إنما بهذا يظهر عما في قلبه من مكنونات حقد وسوء في قلبه نحو أفضل الناس بعد رسول الله، عليه الصلاة والسلام.

بين الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الصحابة وحرمة سبهم فقال صلى الله عليه وسلم: "من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

ولذلك مما رواه ابن مسعود، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذكر أصحابي فامسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا"

فانظر إلى مقام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن الكلام عن الصحابة كلام يطول شرحه، والكلام عن مناقبهم وأخلاقهم ونصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأفضلهم: العشرة المبشرون بالجنة، الخلفاء الراشدون الذين شهد الرسول لهم بالخيرية والبدريون منهم، والذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة غير العشرة.

"يا بلال خبرني ما دخلت الجنة مرة إلا وسمعت حفيفاً نعليك فيها" "لمناديل سعد (بن معاذ) في الجنة ألين من هذا الحرير"

إذاً كل هذا ينم عن مكانة الصحابة، قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عُضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"

هذا أبو بكر الذي لما تكلم مسطح بن أثاثة الذي كان ينفق عليه، وتكلم وشارك في موضوع حديث الإفك، ورموا السيدة عائشة رضي الله عنها، أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، بنت الصديق بالفاحشة ونزل القرآن ليبرئها في قضية حادثة الإفك، وامتنع أبو بكر عن الإنفاق على مسطح الذي شارك مع المنافقين في الحديث والخوض في عرض عائشة. فلما نزلت الآية: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22) فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله أحب أن يغفر الله لي

إذاً هذه مكانة أبي بكر يمتدحه رب العباد في كتابه: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: من الآية40)، ونزل فيه قول الله عز وجل: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الزمر:33).

هذا كان في أبي بكر رضي الله عنه، وانظر إلى عمر وكيف نصر الإسلام، انظر إلى عثمان وكيف جهز جيش العسرة وكيف زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بابنتين واحدة تلو الأخرى. انظر إلى عليّ بن أبي طالب الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "أنتَ مني منزلة هارون بالنسبة لموسى غير أنه لا نبي بعدي أنتَ أخي في الدنيا والآخرة" . يرفع يد سعد رضي الله عنه ويقول: "هذا خالي فليُرني أحدكم خاله" .

كل هذه العظمة في هؤلاء الذين كان الواحد منهم يضع التمرة في فم أخيه فيجد حلاوتها في فمه، ولهذا مَدح الله عز وجل كِلا الفريقين المهاجرين والأنصار لمّا آخى الله بين المهاجرين والأنصار انظر ماذا صنعوا، يقول تبارك وتعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر من الآية:9).

هذه بعض من المعاني المباركة والجميلة، والمعاني العظيمة التي رأيناها في خُلق صحابة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فما علينا إلا أن نتأسى بهم، لكن حذاري من أن يسبهم إنسان، حذاري من أن يخوض فيهم إنسان؛ لأنهم الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه وآزروه وعزروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه.

فأخوة الإسلام وأحبتي في الله، حاذروا من الخوض في الصحابة وفي سيرتهم، بل هم الصفوة المنتقاة الذين اختارهم الله عز وجل ليصحبوا رسول الله، وينقلوا لنا هذا الدين ويوصلوه لنا، كان كل واحد منهم نسخة مصحفية تسير على قدمين، فيعني الذين يخوضون ويسّبون، والعياذ بالله رب العالمين، في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نهايتهم وسوء خاتمتهم عند الله معلومة إن لم يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى.

أحبتي في الله، حقيقة الأمر إن موضوع سب الصحابة يجب أن يسارع من يصنع هذا الأمر إلى التوبة والنزوع والعودة إلى الله والتكفير عما مضى عسى رب العباد سبحانه وتعالى أن يتوب علينا جميعاً.

رضي الله عن صحابة رسول الله وألحقنا بهم في مقعدِ صدقٍ عند مليك مقتدر

جلال البستاني 15/10/2010 10:42 AM

رد: سب الصحابة
 
يا ناطحا شم الجبال برأسه

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل


بارك الله فيك

helmy40 15/10/2010 09:44 PM

رد: سب الصحابة
 
لك كل الشكر والتقدير

محمود ابواحمد 16/10/2010 01:38 AM

رد: سب الصحابة
 
باقه ورد اقدمها لكم
شكرا لزيارتكم الكريمه

hassan86 17/10/2010 12:59 AM

رد: سب الصحابة
 
بارك الله فيك أخي محمود وجزاك ألف خير


الساعة الآن 03:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir