المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم التوحيد والعقيدة (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=311)
-   -   فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=420643)

helmy40 11/7/2010 10:27 AM

فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة


وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر، ففي بعضها: من قال: لا إله إلا الله مخلصا، وفي بعضها: مستيقنا، وفي بعضها: يصدق قلبه لسانه، وفي بعضها: حقا من قلبه، وفي بعضها: قد زل بها لسانه واطمئن بها قلبه.

وهذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين، وتحققه بقول: لا إله إلا الله، ألا يأله القلب غير الله حبا ورجاء، وخوفا وتوكلا واستعانة، وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحققه بأن محمدا رسول الله ألا يُعبد الله بغير ما شرع الله على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صريحا أنه قال: من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة. قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: أن تحجبك عن كل ما حرَّم الله عليك .

وهذا يُروَى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم، ولكن إسنادهما لا يصح، وجاء أيضا من مراسيل الحسن نحوه، وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله. يقتضي ألا إله له إلا الله .


--------------------------------------------------------------------------------


جواب رابع: وهو أن هذه الأحاديث ورد ما يقيدها، فهي جاءت مطلقة، بعض الأحاديث جاء مطلقا، ولكن ورد في جملة أحاديث أشار المؤلف إليها، والمحقق عندكم قد أحسن في تخريجها.

فكل حديث يرد فيه ذكر الوعد على مجرد قول: "لا إله إلا الله" فلا بد أن يقيد بتلك الأحاديث، الأحاديث التي فيها ذكر اليقين ذكر الإخلاص، وذكر الاستيقان.

مع أن هذه الأحاديث نفسها التي مرت بنا التي هي محور البحث، ومناط الكلام، نجد أن هذه القيود موجودة فيها، أو في بعضها، فحديث عتبان بن مالك: إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله .

"يبتغي بذلك وجه الله" هذا هو معنى الإخلاص، إذن القيد موجود، هذه القيود التي أشار إليها المؤلف هي موجودة في هذه الأحاديث، بعضها فيه صريح، وبعضها مفهوم، أنا قلت لكم: إن لفظ الشهادة، من شهد أن لا إله إلا الله.

فالشهادة تتضمن العلم، وتتضمن اليقين، تتضمن الصدق، فالذي قالها بلسانه دون قلبه لم يشهد، ومن علم معناها وقالها بلسانه، يعني: غير صادق أيضا، بل قال ذلك نفاقا، لم يقل ذلك عن انقياد، فكذلك لم يكن بهذا مخلصا.

وفي الحديث: يبتغي بذلك وجه الله ومن قال ذلك، من قالها يبتغي بذلك وجه الله فما قالها إلا وهو موقن غير شاكٍ، فمن شأنها أن يزل بها لسانه، ويلهج بها حبا لها، وطمأنينة قلبية بما دلت عليه هذه الكلمة.

ومن قالها على هذا الوجه، على وجه العلم واليقين بالشروط التي سبق ذكرها، وهي معروفة، من تحققت فيه هذه الشروط، فإن التوحيد يمنعه من الإصرار على الذنوب، من ترك واجب، أو فعل محرم.

فمن قال: "لا إله إلا الله" على وجه اليقين التام، والصدق والإخلاص التام والطمأنينة، فإنه لا بد أن يؤدي الفرائض، ويجتنب المحارم.

ومتى قصَّرَ في شيء من ذلك فإنما أوتي من نقص علمه، ونقص يقينه، ونقص إخلاصه، ونقص محبته، فإن هذه المعاني تتفاضل؛ العلم واليقين والصدق والإخلاص، هذه الأحوال القلبية تتفاضل، هي من شعب الإيمان، وهي تتفاضل بالقوة والضعف.

فمن قال: لا إله إلا الله صادقا غير منافق، عالما ليس بجاهل، هذا الذي قامت به هذه الشروط.

قلت لكم: له حالان:

إما أن تكون هذه المعاني قامت بقلبه على وجه الكمال، فلا بد أن يظهر أثر ذلك على الجوارح بفعل الفرائض واجتناب المحرمات.

وإما أن تقوم بقلبه على ضعف ما هو بزوال شيء منها، لا، على ضعف، فيكون أثر ذلك على جوارحه بحسب ذلك، ومن هنا يحصل الخلل، واعتبر هذا في أحاديث الشباب+ فيمن يخرج النار، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة أو برة أو خردلة من إيمان .

هذا الذي يخرج من النار لا شك أنه لم يقلها كاذبا، ولم يقلها -يعني- غير عالم بمعناها مطلقا، ولم يقلها نفاقا، بل كان فيها مخلصا، لكن ما معه من العلم بمعناها، والإخلاص في قولها، والمحبة، لم يبلغ المرتبة التي بلغها أهل الإيمان الكُمَّل الذين نجوا، أو نجاهم الله بكمال إيمانهم وتوحيدهم من النار، فلم يتعرضوا لها.

فلا بد من ملاحظة هذا المعنى، وأن هذه المعاني التي يعدها العلماء شروطا أنها متحققة لكل أهل التوحيد، أهل التوحيد بمعنى الكلمة، أهل التوحيد الذين ينفعهم توحيدهم بالخروج، أو في الخروج من النار، إلا أنهم متفاوتون، فالكمل منهم في هذه المعاني هؤلاء توحيدهم يمنعهم من دخول النار.

إذن، فمن قال فيهم الرسول -عليه الصلاة والسلام-: إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله .

"حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" نعلم أن المراد من قالها على الوجه الأكمل، وقد توفرت فيه الشروط، شروط التوحيد المذكورة المأخوذة من سائر النصوص، فهذا الذي تحقق في التوحيد.

الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقد بابا ثالثا قال: باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، من حقق التوحيد.

فمن كملت له هذه المعاني في قلبه لا بد أن يظهر أثرها على جوارحه: فعلا وأداء للفرائض، واجتنابا للمحرمات.

فالتوحيد الكامل يمنع من الإصرار على شيء من الذنوب.

قد يقع الموحد في الذنب، فليس بمعصوم، لكنه لا يصر عليه، فلا بد أن كمال إيمانه وإخلاصه وتوحيده يمنعه من الإصرار؛ لأن في قلبه من خوف الله ورجاء ثوابه ما يوجب له الفزع إليه، والرجوع إليه -سبحانه وتعالى-.

فهذه جملة أجوبة -يعني- أهل العلم عن هذه الأحاديث، وهي متفقة في المعاني، فكلهم يتفقون، أهل السنة والجماعة كلهم يتفقون: إن هذه الأحاديث ليست على ظاهرها الذي يدعيه أو يفهمه المرجئة، أو يفهمه المغرورون من جهلة أهل السنة مثلا.

كما سبقت الإشارة إلى هذا المعنى، أهل السنة متفقون على أن هذه الأحاديث ليست على ظاهرها الذي يدعيه المرجئة، أو يظنه المغترون برحمة الله ومغفرته.

وهناك جواب خامس، ونقله لكم المحقق ونُسِب للبخاري، وهو حَمْل هذا التوحيد على من قالها نادما تائبا، من قال هاتين الشهادتين نادما على ما سلف من ذنوبه تائبا.

وهذا المعنى قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع، أو في بعض المواضع، في توجيه بعض هذه الأحاديث، وتوجيه حديث صاحب البطاقة؛ لأن المراد: من قالها على غاية من الصدق والإخلاص على وجه الكمال والتحقيق للتوحيد، ثم لم يرتكب بعد ذلك ذنبا.

فما جاء عن البخاري فيه تقييد هذا بالتوبة، ومعلوم أن من قال ذلك تائبا نادما على ما سلف من ذنوبه، ثم بقي على هذه الحال، فالأمر فيه واضح، هذا محرم على النار، والنار محرمة عليه.

ومضمون ومنحى ما ذكرته لكم عن شيخ الإسلام -رحمه الله-، ونقله شارح كتاب التوحيد -اذكر- في فتح المجيد، وفي تيسير العزيز الحميد؛ لأنه أصله أن المعنى من قال هذه الكلمة مخلصا كل الإخلاص، وصادقا كل الصدق، ثم مات على ذلك، مات على ذلك، على هذه الحال، فإن هذه الحال توجب ألا يصر على ذنب من الذنوب، فمن مات على هذه الحال من كمال وتحقيق التوحيد كان هذا التوحيد عاصما له من دخول النار، والله أعلم.

مهندس محمد عبدة 11/7/2010 11:03 AM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
بارك الله فيك اخى الغالى

محمود ابواحمد 11/7/2010 03:24 PM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

helmy40 11/7/2010 11:52 PM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهندس محمد عبدة (المشاركة 3004572)
بارك الله فيك اخى الغالى

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

محمود هير 12/7/2010 01:08 AM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
شكرا ليك استاذ حلمي.

hassanelaiwa 12/7/2010 01:12 AM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

helmy40 12/7/2010 01:37 AM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود هير (المشاركة 3006660)
شكرا ليك استاذ حلمي.

لك كل الشكر والتقدير

helmy40 12/7/2010 01:43 AM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasanelawa (المشاركة 3006679)
باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

لك كل الشكر والتقدير

helmy40 12/7/2010 01:48 AM

رد: فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود ابواحمد (المشاركة 3005274)
باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

لك كل الشكر والتقدير


الساعة الآن 05:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir