السنة النبوية في القرآن الكريم
http://www8.0zz0.com/2008/10/12/20/426050267.gif http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif لقد ذكرت السنة في القرآن الكريم كثيراً . 1. فذكرت بلفظ الحكمة كما في : قوله تعالى على لسان إبراهيم - عليه السلام - في دعائه لهذه الأمة: " ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة و يزكيهم .." { البقرة /129 }. وقوله تعالى: " كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة .." { البقرة / 151 }. وقوله تعالى: " لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة " { آل عمران / 164 } وقوله تعالى: " وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة " { النساء / 113 } وقوله تعالى: " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة " { الأحزاب / 34 } وقوله تعالى: " هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة " { الجمعة / 2 } قال الحسن وقتادة : الكتاب : هو القرآن ، و الحكمة هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1). http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif وقال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: " ذكر الله الكتاب ، وهو القرآن ، وذكر الحكمة، فسمعتُ من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة : سنة رسول الله ، وهذا يشبه ما قال ، والله أعلم ، لأن القرآن ذكر واتبعته الحكمة ، وذكر الله مَنّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة ، فلم يجز – والله أعلم – أن يقال الحكمة ههنا إلا سنة رسول الله ، وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله ، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع أمره ، فلا يجوز أن يقال لقول فرض إلا لكتاب الله ثم سنة رسوله ، لما وصفنا من أن الله جعل الإيمان برسوله مقروناً بالإيمان به ، وسنة رسول الله مبينة عن الله معنى ما أراد : دليلاً على خاصه وعامه، ثم قرن الحكمة بها بكتابه فأتبعها إياه ،ولم يجعل هذا لأحد من خلقه غير رسوله " (2) . http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif وقال الطبري – رحمه الله - : " ويعلمهم الكتاب والحكمة " يعني : ويعلمهم كتاب الله الذي أنزل عليه ، ويبين لهم تأويله و معانيه " الحكمة " ويعني بالحكمة : السنة التي سنها الله جل ثناؤه للمؤمنين على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيانه لهم.(3) http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif وقال الطبري – أيضاً – بعد أن ذكر آراء الأئمة في تفسير الحكمة – و الصواب من القول عندنا في الحكمة أنها العلم بأحكام الله تعالى لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمعرفة بها ، وما دل عليه ذلك من نظائره .(4) http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif وإذا سلمنا بهذه الحقيقة ، وهي أن بيان القرآن الكريم هو الحكمة التي أوتيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقرنت بالكتاب ، وأن هذه الحكمة ليست شيئاً سوى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإن هذا التسليم يطرح تساؤلات : من بينها : أن القرآن لم يستخدم لفظ " السنة " تعبيراً عن " بيان القرآن "، وإنما استخدم لفظ " الحكمة " فما سبب هذا العدول ؟. ثم : إذا كان لفظ " الحكمة " هو ما آثره القرآن ، فلم عدل عنه النبي ، وصحابته ، وعلماء الأمة من بعده ، واستبدلوا به لفظ " السنة " ؟. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif يقول الدكتور الخولي : " وفي تقديرنا : أن بداية هذا التفسير كامنة في الفرق بين طبيعة كلٍ من " الكتاب " و " السنة " رغم وحدة مصدرهما ، وهو " الوحي " ،كلاهما وحي من الله – تعالى – بشهادة القرآن نفسه .. و السنة من بعده . أما شهادة القرآن فتطالعنا بينة قاطعة في قوله تعالى: " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " { النجم / 4،3 } فما ينطقه رسول الله شامل لما يتلوه على الناس، من قرآن، وما يقوله لهم من حديث. كلاهما وحي إذا. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif وبناء على ما قررنا: من أن الحكمة هي " سنة " رسول الله، و أنها ليست سواها ، فقد أصبحت الآية الكريمة : " و أنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً " { النساء / 113 } . دليلاً ثانياً قاطعاً، على أن السنة وحي، أنزلها الله على رسوله – كما أنزل الكتاب. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif و دليل ثالث: " ثم إن علينا بيانه " { القيامة / 19 } أنه وعد قاطع بأن بيان القرآن ، سوف يتولاه الله ، كما تولى " جمعه وقرآنه " على حد سواء ، ولا معنى لهذا سوى : أن يوحي إليه هذا البيان ، بصورة من صور الإيحاء . السنة إذًا وحي بشهادة القرآن البينة ، و هي وحي بشهادتها كذلك : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " (5). وهو لم يؤت شيئاً غير القرآن - سوى السنة- والسنة ليست مثل القرآن في شيء إلا في كونها وحياً مثله. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ومهما حاولنا أن نجد معنى لكونها مثل القرآن غير كونها وحياً مثله، فقد حاولنا محالاً. فمن البين أنها ليست مثل القرآن كماً، وليست مثل القرآن كيفاً.. و لا يتحدى بها كما يتحدى بالقرآن . إن بين القرآن و السنة شبهاً محدداً ، ينحصر في أن كليهما وحي من عند الله تعالى ، وبينهما فرق : أن القرآن " وحي " بلفظه ومعناه ، أما السنة فهي " وحي " بمعناها دون لفظها . ونحن نجد هذا الفرق على نحو قاطع، حين نتأمل ما أحيطت به رواية " السنة " بالقياس إلى ما أحيط به تبليغ " القرآن ". http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif لقد تكفل ربنا بحفظ القرآن، وحماه أن يناله تغيير أو تحريف .." إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " {الحجر / 9}. ولكنه وكل إلينا حفظ " السنة ".. فتطرق إليها شيء مما لا سبيل للبشر إلى توقيه ، وأبسطه هذا الاختلاف في رواية الحديث الواحد ، بطرق شتى ، كلها موثوق صحيح ، إذ هذا قاطع بأن تصرفا حدث في الرواية ، وهو سبب هذا الاختلاف ، وإذا كان هناك خلاف حول جواز رواية الحديث بالمعنى ، فهناك إجماع على عدم جواز قراءة القرآن بالمعنى البتة . http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ذلك أن لفظ القرآن متعبد به ، ولا كذلك لفظ الحديث النبوي ، والقرآن هو المعجزة وبه التحدي ، ولا كذلك السنة . هذه الفروق وراء المفارقة البادية، في إيثار القرآن لفظ " الحكمة " وعدول النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه إلى لفظ " السنة ". وإذا سلم لنا هذا الفرق الجوهري: أن " القرآن " وحي: لفظه ومعناه، وأن " السنة " وحي بمعناها دون لفظها، فقد انفتح لنا الباب لإسقاط الإشكال من أساسه. وهنا نجتهد آملين في الله أن نكون على صواب : أن " الحكمة " هي : المعاني التي تضمنتها أحاديث رسول الله ، أوحاها الله إليه ، وكساها – صلوات الله عليه – ألفاظا من عنده . http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif أما " السنة ": فهي هذه المعاني الموحى بها، بعد أن اكتست العبارة التي تحملها، وإذا فمفهوم " السنة " غير مفهوم " الحكمة ". " الحكمة " هي " المعاني " وحدها.. و " السنة " هي المعاني بألفاظها، وبالتالي لا عدول من جانب النبي – صلى الله عليه وسلم – عن نهج القرآن، أو تسميته، و لا مفارقة هناك ؟! مفهوم " الحكمة " مختلف عن مفهوم " السنة ". http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif " السنة " معنى: هي الحكمة. وهي بهذا المفهوم وحي من عند الله . و " السنة " معنى ولفظاً : هي حديث رسول الله ، وما في معناه ، من فعل أو تقرير . و الدليل على أن معنى " السنة " وحي من عند الله ، أن لفظها المعبر عن المعنى هو لرسول الله *– صلى الله عليه وسلم – الدليل على هذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم : " إن الروح الأمين قد ألقى في رُوعي : أنه لن تموت نفس ، حتى تستوفي رزقها ، فأجملوا في الطلب " و في رواية : " إن روح القدس نفث في روعي ... " (6) " نفث في روعي " لا معنى لها هنا إلا الإلهام، والإلقاء في النفس، وما يلقى في الروع لا يكون إلا من باب المعاني. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif لأن ما يلقى بلفظه ومعناه يلقى في الروع و في السمع في آن واحد، كالحديث القدسي، و القرآن العظيم. وإذا فما نسمعه ونقرؤه من هذا الحديث، ليس ما ألقي في " روع " رسول الله وقلبه. لقد ألقي إليه المعنى، فعبر عنه، وإذا فهذه المعاني الإلهية الموحى بها، قد وصلتنا من خلال عبارة رسول الله. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif وعبارة رسول الله صاغها على طريقته ، وبأسلوبه الخاص ، وهي طريقة في البيان تختلف لا محالة ، عن طريق البيان الإلهي في القرآن . و السنة لغة: الطريقة، فهل نبعد إذا قلنا: سنة رسول الله : هي طريقته في تبليغ ما أوحي إليه من بيان القرآن – المعاني التي ألهمها – بلفظه وأسلوبه : " حديثاً " أو بفعله : " عملاً " أو بتقريره : " إجازة " وهما في دلالتهما كاللفظ ؟! http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ترى: هل يمكن الآن اقتراح وضع لفظ " الحكمة " بدل لفظ " السنة " أو العكس ؟! لقد استقر كل لفظ في موضعه، لا ينازعه الآخر فيه؛ لأن أياً منهما لا يصلح بديلاً من صاحبه (7) ؟!. 2. وذكرت السنة في القرآن الكريم بأساليب أخرى ، منها : الأمر بطاعته - صلى الله عليه وسلم -، كقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم " { النساء / 59 }. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ومنها : قبول أمره ونهيه - صلى الله عليه وسلم -، كما في قوله تعالى : " و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا " { الحشر / 7 } . http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ومنها : القبول والتسليم لقضائه - صلى الله عليه وسلم -، كما في قوله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليماً "{ النساء/65 }. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ومنها: التحذير من مخالفته - صلى الله عليه وسلم -، كما في قوله تعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " { النور / 63 }. http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif ومنها : وجوب اتباعه - صلى الله عليه وسلم - ، كما في قوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " { آل عمران / 31 } . وقوله سبحانه : " و اتبعوه لعلكم تهتدون " { الأعراف / 158 } http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif فهذه النصوص وما في موضوعها تلزم الأمة بهديه - صلى الله عليه وسلم -، و تبين أن ما جاء به فعلى الأمة أن تقبله وأن تعمل به ، وهذا هو الذي نسميه " سنته " - صلى الله عليه وسلم- .(8) http://img210.imageshack.us/img210/9...bd459f8go3.gif (1) - انظر: الفقيه و المتفقه 1/88 بتصرف. (2) - الرسالة ص 79،78 (3) - تفسير الطبري 4/163 (4) - تفسير الطبري 1/557 (5) - أخرجه أبو داود ، كتاب السنة ، باب لزوم السنة ، رقم (4604) ، و الترمذي ، كتاب العلم ، باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم (2663 ) ، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. و أخرجه غيرهما و صححه ابن حبان و غيره . (6) - أخرجه الشافعي في الرسالة ص 53 رقم (306) عن المطلب ، و الحاكم في المستدرك ، كتاب البيوع (2/4) عن ابن مسعود ، أخرجه شاهداً (لحديث جابر الذي ساقه أصلاً ثم شاهدا لهذا الأصل ، و أخرجه أبو نعيم في الحلية ( 10/27،26 ) عن أبي أمامة ، و أخرجه الخطيب في الفقيه و المتفقه ص 92،93 ، وضعفه السيوطي في الجامع الصغير ( 2273 ). (7) - السنة بياناً للقرآن ص 41-46 بتصرف. (8) - المدخل إلى السنة النبوية ص 21. |
رد: السنة النبوية في القرآن الكريم
الله يبارك لك اللهم آمين |
رد: السنة النبوية في القرآن الكريم
جزاك الله خيرا .
|
رد: السنة النبوية في القرآن الكريم
:mohndsen2:mohhttp://akhawat.islamway.com/forum/up...1155500579.gif ndsen2
|
رد: السنة النبوية في القرآن الكريم
|
رد: السنة النبوية في القرآن الكريم
|
الساعة الآن 04:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir