المهندسين العرب - الغيبة جائزة؟!!

متى تكون الغيبة جائزة؟

هل يجوز الغيبة في العمل الدعوي بقصد الإصلاح؟.

يجيب عن هذا السؤال: الشيخ سعد فضل من علماء الأزهر الشريف،

ويقول

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فإن الغيبة محرَّمة بالكتاب والسنة؛ فقد قال جل شأنه: ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجرات: من الآية 12)، وقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: "كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وعرضه وماله" (رواه أحمد في المسند، وأبو داود في الأدب، ومسلم في البر والصلة والأدب، وابن ماجة، والترمزي).

إلا أنه في بعض المواضع تجوز الغيبة لتحقيق عددٍ من المقاصد الشرعية، ونذكر منها الحالات الآتية:

أولها: بأن يتظلَّم المسلم إلى السلطان أو القاضي أو غيرهما ممن له ولاية على الظالم؛ فقد قال جل وعلا: ﴿لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)﴾ (النساء).

ثانيها: الاستفتاء؛ فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا، وقد قالت زوجة أبي سفيان لرسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "إن أبا سفيان رجل شحيح؛ لا يعطيني وابني من ماله ما يكفيني إلا ما أخذتُ منه من غير علمه" (البخاري)، فلم يُنكِر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عليها ذلك، بل قال لها: "خذي من ماله ما يكفيك وبنيك بالمعروف".

ثالثها: الاستعانة على تغيير المنكر؛ فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يفعل كذا، فَحُلْ بينه وبين فعله؛ فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيِّرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

رابعها: تجريح الرواة والشهود لمن يعرف ذلك فيهم بأن يقال: الراوي فلان كذَّاب أو مدلِّس أو غير ثقة، كما يُقال في الشهود: إن فلانًا لا يصلح للشهادة؛ لأنه يشرب الخمر مثلاً.

خامسها: المستشار في مصاهرة شخص أو مشاركته أو معاملته، فعليه أن يبيِّن ما يعرفه عنه إجمالاً إذا كفى، وإلا بيَّن ذلك بالتفصيل، وقد جاء في الحديث الشريف "المستشار مؤتمن".

سادسها: التعريف؛ وذلك إذا كان معروفًا بلقب، كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول.. لا بأس بتعريفهم بذلك.

والله تعالى أعلم

http://www6.0zz0.com/2008/03/23/22/331768136.gif