المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الحديث وعلومه (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=314)
-   -   اتق الله حيثما كنت (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=478051)

helmy40 27/2/2011 11:07 PM

اتق الله حيثما كنت
 
اتق الله حيثما كنت
عن أبي ذر جندب بن جنادة ، و أبي عبد الرحمن معاذ بِن جبل ( رضي الله عنهما )، عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) . رواه الترمذي وقال: حديث حسن .
الشرح:

التقوى هي سفينة النجاة ، ومفتاح كل خير ، كيف لا ؟ وهي الغاية العظمى ، والمقصد الأسمى من العبادة ؟

إنها محاسبة دائمة للنفس ، وخشية مستمرة لله ، وحذر من أمواج الشهوات والشبهات التي تعيق من أراد السير إلى ربه ، إنها الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل .

من هنا كانت التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه ، قال تعالى : { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } ( النساء : 131 ) ، وهي وصية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لجميع أمته ، ووصية السلف بعضهم لبعضهم ، فلا عجب إذا أن يبتدأ بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصيحته لمعاذ بن جبل و أبي ذر ( رضي الله عنهما ).

والتقوى ليست كلمة تقال ، أو شعاراً يرفع ، بل هي منهج حياة ، يترفّع فيه المؤمن عن لذائذ الدنيا الفانية ، ويجتهد فيه بالمسابقة في ميادين الطاعة ، ويبتعد عن المعاصي والموبقات ، وقد جسد أبي بن كعب ( رضي الله عنه ) هذا المعنى لما سئل عن التقوى ؟ فقال : " هل أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال :

فكيف صنعت؟ قال : إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى " وقد أخذ ابن المعتز رحمه الله هذا المعنى ، وصاغه بأبيات بديعة من الشعر فقال :

خل الذنوب صغيـــرها وكبيــرها ذاك التقـى

واصنع كمـــاش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقـــرن صغيــرة إن الجبـال من الحصى

ومن تمام التقوى ، أن يترك العبد ما لا بأس به ، خشية أن يقع في الحرام ، ويشهد لذلك قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): ( فمن اتقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه ) رواه مسلم ، وفي هذا المعنى يقول أبو الدرداء ( رضي الله عنه ) : "تمام التقوى ، أن يتقي الله العبد ، حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال ، خشية أن يكون حراما ، فيكون حجابا بينه وبين الحرام ، فإن الله قد بيّن للعباد الذي يصيرهم إليه فقال : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } ( الزلزلة : 7 - 8 ) " ، فلا تحقرن شيئا من الخير أن تفعله ، ولا شيئا من الشر أن تتقيه .

وفي قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( اتق الله حيثما كنت ) تنبيه للمؤمن على ملازمة التقوى في كل أحواله ، انطلاقاً من استشعاره لمراقبة الله له في كل حركاته وسكناته ، وسره وجهره ، وفي قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( اتق الله حيثما كنت ) إشارة إلى حقيقة التقوى ، وأنها خشية الله في السرّ والعلن ، وحيث كان الإنسان أو صار ، فمن خشي الله أمام الناس فحسب فليس بتقي ، وقد قال تعالى في وصف عباده المؤمنين : { من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ، ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود } ( ق : 33 - 34 ) .

وقد يظن ظان أن المتقي معصوم من الزلل ، وهذا خطأ في التصور ؛ فإن المتقي قد تعتريه الغفلة ، فتقع منه المعصية ، أو يحصل منه التفريط في الطاعة ، وهذه هي طبيعة البشر المجبولة على الضعف ، ولكن المتقي يختلف عن غيره بأنه إذا تعثّرت به قدمه ، بادر بالتوبة إلى ربه ، والاستغفار من ذنبه ، ولم يكتف بذلك ، بل يتبع التوبة بارتياد ميادين الطاعة ، والإكثار من الأعمال الصالحة ، كما أمره ربه في قوله : { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } ( هود : 114 ) ومن هنا قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) .

ولئن كانت التقوى صلة مع الله تبارك وتعالى ، وتقرّبا إليه ، فهي أيضا إحسان إلى الخلق ، وطيبة في التعامل ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، وهكذا يظهر لنا التكامل والتناسق في القيم الإيمانية ، فإن الأخلاق الحميدة رافد من روافد التقوى ، وشعبة من شعب الإيمان .

وللأخلاق الفاضلة مكانة عظيمة في شريعتنا ، فإنها تثقل ميزان العبد يوم الحساب ، ويبلغ بها درجة الصائم القائم ، وهو سبب رئيسى في دخول الجنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ ، قال : ( تقوى الله ، وحسن الخلق ) رواه أحمد .

وإذا عرفنا ذلك ، فإن هناك وسائل تعين العبد على التخلق بالأخلاق الحسنة ، أعلاها : التأمل في سيرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وغيره من الأنبياء ، لاسيما وأنهم أعلى الناس خلقا ، وأوفرهم أدبا ، فإذا أراد المسلم التحلي بالصبر ، قرأ قصة نبي الله يوسف ( عليه السلام ) ، وإذا أراد التخلّق بالحلم ، نظر إلى حلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع قومه ، وهكذا ينهل من أخلاق الأنبياء ، ويتعلّم منهم شمائل الخير كلها .

وبعد : فقد تبيّن لنا من خلال هذا الحديث معاني التقوى وأحوالها ، كما تبيّن لنا أيضا أن الإسلام يقبل من العاصي توبته ، ولا يطرده من رحمة الله ، وظهرت لنا معالم الخلق الحسن وأهميته ، فجدير بنا أن نعمل بهذه الوصايا الثلاث ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين، آمين.

محمود ابواحمد 1/3/2011 08:52 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...b4YmZGR7dA&t=1

helmy40 1/3/2011 10:24 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود ابواحمد (المشاركة 3358944)

تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم وشكرا لاطلالتكم الكريمة الطيبة

hassan86 6/3/2011 12:52 AM

رد: اتق الله حيثما كنت
 

helmy40 6/3/2011 10:48 AM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hassan86 (المشاركة 3365078)

تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم وشكرا على إطلالتكم الكريمة الطيبة

جابرنور 21/3/2011 06:42 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
:mohndsen2:mohndsen2:mohndsen2 جزاك اللة خيرا :mohndsen2:mohndsen2:mohndsen2:mohndsen::mohndsen: :mohndsen6:mohndsen6

انطونى سات 21/3/2011 08:06 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
شكرا لك اخى حلمى الف شكر

helmy40 21/3/2011 11:03 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابرنور (المشاركة 3384929)
:mohndsen2:mohndsen2:mohndsen2 جزاك اللة خيرا :mohndsen2:mohndsen2:mohndsen2:mohndsen::mohndsen: :mohndsen6:mohndsen6

تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم

helmy40 21/3/2011 11:09 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات (المشاركة 3385086)
شكرا لك اخى حلمى الف شكر

تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم

م:محمدعابدين 26/3/2011 11:50 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
بـــــــــــــــــــــــــارك الله فـــــــــــــــــــــــــــيك

helmy40 27/3/2011 12:31 AM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م:محمدعابدين (المشاركة 3393039)
بـــــــــــــــــــــــــارك الله فـــــــــــــــــــــــــــيك

تقبل الله منا ومنك وغفر الله لنا ولك

هانى رزق 30/4/2011 03:57 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
جــــــــــــــــــــــزاك الله خــــــــــــــــــيرا

helmy40 30/4/2011 04:20 PM

رد: اتق الله حيثما كنت
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هانى رزق (المشاركة 3449028)
جــــــــــــــــــــــزاك الله خــــــــــــــــــيرا

http://www.gmrup.com/gmrup-live5/gmrup13031683512.gif


الساعة الآن 12:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir