المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الحديث وعلومه (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=314)
-   -   لا يدخل الجنة قتات (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=399152)

helmy40 21/5/2010 12:15 PM

لا يدخل الجنة قتات
 
لا يدخل الجنة قتات


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: لا يدخل الجنة قتات متفق عليه.


--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

حديث حذيفة -رضي الله عنه- في التحذير من النميمة، وهاتان الكبيرتان الغيبة وتقدمت، والنميمة من أقبح الخصال، والنميمة أقبح منها لأنها مشتملة على الغيبة، وهو ذكر من هو غائب سواء ذكره في شيء يتعلق بخَلْقه أو خُلُقه أو تكلم بكلام نقله عنه، على جهة الإفساد بينه وبين غيره؛ لأنه قد تجتمع الغيبة والنميمة، كمن يقول مثلا في رجل، يذكر رجلا بصفاته لزوجته إنه كذا وكذا، فيغتابه ويفسد ما بينه وبين زوجته، وهو بهذا جمع بين الغيبة والنميمة، لكن الغيبة امتازت بالإفساد بين الأخوين والجماعتين والجارين، وهو من نم الحديث وهو نقله على جهة الإفساد.

وفي اللفظ الآخر: لا يدخل الجنة نمام وهذا مثل ما تقدم في الأخبار وسبق بيانه، وهذا الوعيد، وأنه يكون بهذا الوصف قد أتى أمرا محرما، وهي محرمة بالإجماع، وهذا يدل على عظمة هذه الشريعة كما أشار إليه -رحمه الله- الصنعاني شارح البلوغ، فالنميمة مع أنها صدق حرُمت والكذب مع أنه خلاف الواقع جاز بل شُرِع في بعض الأحوال؛ لأجل الإصلاح.

انظر إلى قصد الشارع كيف أجاز الكذب بل شرعه في بعض الأحوال لأجل الإصلاح، وحرم النميمة وهي صدق لأن فيها إفسادا، لأن فيها إفسادا وتفرقة بين المتحابين، وذلك يبين لك ما تقصده الشريعة في التأليف والجمع وأنها من أعظم النعم، ولهذا تآلف القلوب واجتماعها دلالة الإسلام والسنة والخير، دلالة الهدى والصلاح، وهذا واقع، وإذا وجدت البغضاء، فلا تكون إلا في التفريق في حقوق الله -عز وجل- وإلا لم تقع البغضاء ولا تقع حينما يحافَظ على حكم الله عز وجل.

فالمقصود أن النميمة مفاسدها كثيرة، ولا يستهان بها، وإذا رأيت وعلمت أن إنسانا نماما، ونقل حديثا فلا يجوز لك أن تصدقه، ويجب عليك أن تنكر عليه، ولا يجوز لك أن تسيء الظن بمن نقل عنك، واعلم أنه وإن كان صادقا لكنه أعدى لك من الحية الرقطاء، وأعدى لك من أعدى الأعداء الذين ربما لا تعرفهم، أو من نقل عنك الحديث، والذي نقل إليك سوف ينقل عنك، والذي يريد في زعمه أن يعطيك هذا الكلام، ويبلغك هذا الكلام وكأنه يهديك هدية، فاعلم أنه عدو وأنه وإن تمسح بجلود الضأن، لكن قلبه قلب ذئب، وهذا واقع.

وقد ذكر ابن مفلح -رحمه الله- في كتابه في الفروع أو الآداب الشرعية، ويغلب على ظني أنه في الفروع -رحمه الله- قصة محصلها أن رجلا أراد أن يشتري مملوكا فجاء إلى السوق يريد أن يشتري، فوجد مملوكا معروضا للبيع فاستامه وسأل عنه وعن صفاته، فقال له صاحبه الذي يبيعه فأثنى عليه ومدحه في قوته وجده في العمل ونشاطه، قال: لكن فيه خصلة واحدة، خصلة، قال: ما هي؟ قال: إنه نمام يحب النميمة، قال: هذه النميمة أمرها سهل، أهم شيء أنه يعمل، ولا يتوانى، قال: أبدًا في العمل عن جماعة، فأخذه واستهان بأمر النميمة.

فيذكر -رحمه الله- أن زوجة ذلك الرجل الذي اشتراه بعدما جاء عنده البيت كان زوجها لا يميل إليها وربما رغب عنها، فقال لها ذاك النمام، أو هذا المملوك: تريدين أن يميل إليك وأن تكون محبته لك في قلبه، ولا يقدم عليك في حبه أي شيء من أهله وأولاده؟ قالت: نعم هذا الذي أسعى عليه، قال: ائتيني بشعرات من حلقه، فأنا أصنع لك شيئا أو تِوَلة تحببك من هذا، وهو غافل لا يشعر وهو نائم، قالت: نعم. وهذه المسكينة انخدعت بهذا.

بعد ذلك ذهب إلى زوجها، فقال: إن زوجتك قد تمالأت هذه الليلة مع نسوة أنهن سوف يغتالونك ويقتلونك. سمع الكلام لم يصدق ولم يكذب، وقد تمالأت إما هذه الليلة أو التي بعدها، فجاء زوجها هذا بجوارها وجعل يتناوم أمامها، ينظر، زوجته ظنت أنه قد استغرق وقد نام، فجاءت بالموسى لأجل أن تأخذ شعرات بناء على وصية هذا المملوك، وهو يشاهدها وهي لا تشعر، فلما رآها قد جاءت بالموسى قال: جاء الموت صدق ذاك، فأخذها فخنقها فقتلها، ثم جاء أهُلها، فقالوا لأهله سلموه لنا، فامتنعوا فثار الحيان وتقاتلوا.

فمفاسد النميمة كثيرة، وهي تفسد بين الدول، تفسد بين القبائل، تفسد ما بين الجيران بل ما بين الوالد وأولاده، والوالدة وأولادها، ولهذا كثير من الناس يُصغي ويسمع، وربما خرَّبت النميمة بيوتا كانت عامرة، وكان فيها شيء من الأنس، لكن جاء إنسان مفسد ويعلم أن فيها شيئا من الخلاف فاستغله.

وليست كل البيوت تبنى على الحب؛ ولهذا العاقل يبنيها على الإسلام والإحسان، إن لم يحصل الحب سعى إلى بنائها على الإيمان والإسلام والإحسان، ومن أحسن النية وأخلصها، فإن المحبة طريق قريب لمن كانت نيته أن يبنيها على الإسلام والإحسان والمعروف والصلة، كما يقول عمر رضي الله عنه. ولهذا شرع - كما تقدم - الكذب فيها إذا كان لقصد الإصلاح في الأمور المعروفة. ومفاسد النميمة كما تقدم بينها أهل العلم، وجاءت الأخبار الكثيرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانها والتحذير منها وهي من الكبائر بإجماع أهل العلم

جمعه الديسطي 21/5/2010 12:18 PM

رد: لا يدخل الجنة قتات
 
شكر لك اخي حلمي

انطونى سات 21/5/2010 01:58 PM

رد: لا يدخل الجنة قتات
 
http://img230.imageshack.us/img230/1...ageshackjh.gif

helmy40 21/5/2010 03:18 PM

رد: لا يدخل الجنة قتات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات (المشاركة 2856610)

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

مهندس محمد عبدة 22/5/2010 02:29 AM

رد: لا يدخل الجنة قتات
 
بارك الله فيك اخى الغالى

helmy40 22/5/2010 10:19 AM

رد: لا يدخل الجنة قتات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهندس محمد عبدة (المشاركة 2858717)
بارك الله فيك اخى الغالى

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب


الساعة الآن 02:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir