المهندسين العرب - المارد الأحمر يبحث عن مفتاح القمة داخل مغارة الدراويش.. اليوم

البعض يعتبرها قمة الظل، والبعض الآخر يرى فيها المفتاح الحقيقي للفوز ببطولة الدوري العام، هو لقاء يصعب معه التكهنات والتحليلات الحسابية وتبقى عوامل الحسم متوقفة على ظروف وأجواء وأداء ومستوى اللاعبين في لحظة المباراة، لا قبلها ولا بعدها بل لحظتها.
إنها مباراة تحديد مصير الدوري العام بين الأهلي http://img62.imageshack.us/img62/2540/imageshackyy.jpg
متصدر الجدول والإسماعيلي صاحب المركز البرونزي الثالث وبرازيل مصر والإسماعيلية، اليوم على أضواء ستاد القاهرة الكاشفة في تمام الثامنة والنصف في إطار مباريات الأسبوع الـ 26 من عمر بطولة الدوري المصري الممتاز.
الأهلي يدخل اللقاء برغبة أصيلة في عدم النزول من فوق صهوة المركز الأول الذي اعتلاه بعد عناء 10 شهور كاملة من ملاحقة غريمه التقليدي الزمالك على قمة الدوري واستطاع –مستغلا في ذلك تراجع الفارس الأبيض أمام طلائع الجيش وتعادله سلبا- أن يستغل الفرصة ويتفوق على إنبي العنيد ويزيح الزمالك من عرش الدوري إلى أن تنتهي لعبة الكراسي الموسيقية مع انتهاء الأسبوع الأخير.
الحالة الفنية للأحمر بشكل عام خلال هذا اللقاء لا بأس بها وفي تحسن مستمر منذ عودة الساحر البرتغالي مانويل جوزيه، وإذا ما وضعنا في الاعتبار المستوى الطيب الذي ظهروا به خلال شوط مباراة إنبي الثاني فيمكن القول بأن المستوى الفني أفضل بكثير عن قبل سابق.
المختلف في الأهلي أمام دراويش الإسماعيلي من حيث القدرات الفردية هو عودة نجمهم الرابح دائما العريس عماد متعب والذي أثبت في أول مشاركة فعلية له منذ العودة لصفوف الأهلي أنه هداف الفريق الدائم، وبالتالي يعوّل الجهاز الفني على فتاهم الذهبي أمالا عريضة في خطف هدف الفوز الذي قد ينقذهم عندما تنسد في وجوههم أبواب مرمى الإسماعيلي القوي.
دومينيك دا سيلفا كان أحد مفاجأت لقاء إنبي الماضي، بعد ان اختلف أسلوب لعبه وأدائه وتحول من الأداء الفردي غير المثمر إلى آخر جماعي يضيف للفريق ككل وهو ما وضح خلال المبارة الماضية وتحديدا في صناعة هدف عماد متعب الثاني.
لم تتوقف مكاسب الأهلي قبل هذا اللقاء في عودة متعب ودا سيلفا فحسب بل أيضا في عودة أمير سعيود الذي يذهب البعض لحد اعتباره ميسي العرب لما يتمتع به من مهارات فردية عالية وقدرة غير طبيعية على المراوغة وإن كان ما زال يعيب عليه افتقاره للحس الجماعي في الأداء الهجومي واعتماده على التوغل الفردي الذي غالبا ما ينتهي لغير صالح الفريق.
أحمد حسن الموقوف هو الآخر انضم إلى القافلة الحمراء بعد إيقافه خلال المباراة الماضية ويمكن أن يكون كارتا رابحا بحق للمقامر دائما مانويل جوزيه بعد أن استطاع أن يبث فيه روح من الثقة بالنفس كان لها مفعول السحر بعد فترة إحباط عاشها اللاعب خلال فترة المدرب السابق حسام البدري.
يبقى الرهان الأخير على محمد ناجي "جدو" فبرغم أن مستوى اللاعب منذ انضمامه للفريق وحتى هذه اللحظة لم يقنع كثيرين ولكن بعد عودة متعب ربما يصبح الوضع مختلفا لأن جدو بطبعه يلعب في أطراف الصندوق أفضل من العمق وبالتالي هو أقرب لصانع ألعاب منه لرأس حربة صريح ويمكن أن يشكل ومتعب ثنائيا يسبب أرقا دفاعيا لحصون الدراويش.
أما الإسماعيلي فهو دائما وأبدا جاهزا للأهلي، حتى وإن كان موسمه غير موفقا منذ ضربة البداية في الأسبوع الأول، فتتحول لقاءاته مع القلعة الحمراء لدروس كروية في فنون كرة القدم ويقدم لاعبوه وجبة كروية دسمة على الجمهورين.
حافز العودة في القمة ربما يسيطر على رأس اللاعبين ومديرهم الفني عماد سليمان قبل مواجهة اليوم فالإسماعيلي بعيد عن القمة بفارق 9 نقاط وفي حاجة ماسة لإيقاف قطار الأهلي حتى يدخل مضمار السباق من جديد، ولما لا وقد فعلها في الجولة الأولى بعدما تفوق عليه 3-1 في مباراة أطاحت بالجهاز الفني وعلى رأسه حسام البدري بعد أن توّجت هذه الهزيمة سلسلة هزائم تعادلات مخيبة لأمال عشاق القلعة الحمراء.
الإسماعيلي يعتمد على عدد من الكروت الرابحة خلال هذه المواجهة مثل عمر جمال صانع ألعاب الإسماعيلية القوي الذي يمكن أن يحدث الفارق بمهاراته وتمريراته في أي وقت، وكذلك مهاجمه المخضرم عمرو السولية الذي أثبت شخصية هجومية جيدة خلال المباريات الماضية.
حسني عبد ربه هو عمود من أعمدة لقاء اليوم خاصة بعد حالة الفوران التهديفي التي أصابه مؤخرا وتحديدا في مباراة فريقه في الأسبوع الـ 24 أمام اتحاد الشرطة في مباراة انتهت 4-1 لصالح الدراويش أحرز فيها عبد ربه "هاتريك".
جمهور الإسماعيلية الذي دائما وأبدا يزحف وراءه وخاصة أمام الأهلي سوف يبدد إحساسه بالغربة اليوم أمام جماهير الأهلي العريضة وسيجعل من ستاد القاهرة أرضا حياد بين الفريقين قد لاتتساوى فيها القوة التشجيعية، لكن ربما تتقارب. وأبرز نقاط ضعف الإسماعيلي خلال هذه المباراة تتلخص في استمرار غياب الحارس محمد صبحي عن اللقاء.
كل ما سلف يبقى مجرد كلمات لا تحسم مواجهة قوية تحدد بدورها بنسبة كبيرة مصير بطل الدوري، وفي الثامنة والنصف مساء وحده البساط الأخضر وعرق اللاعبين يقولان كلمتهم الفصل.