المهندسين العرب - أوباما* .. ‬والسلاح النووي في ايران واسرائيل

أوباما* .. ‬والسلاح النووي في ايران واسرائيل

يمر العالم حاليا بفترة الوقت الضائع بين ادارتين امريكيتين احداهما راحلة والاخري قادمة*.. ‬وهناك كم كبير من الافكار والمواقف يتطاير علي أجنحة التوقعات*.. ‬بعضها يطمح لان يكون مفيدا والبعض الاخر هو مجرد بالونات اختبار سياسية اعلامية يصعب تحديد اهدافها*... ‬ويعتبر التقرير الاسرائيلي الذي نشرته صحيفة هاآرتس الاسرائيلية احد نماذج هذه المواقف*.. ‬فهو يتحدث عن خطط بديلة للتعامل مع ما يسمي بالتهديد الايراني لوجود اسرائيل وفيه تأكيد علي ان اسرائيل لا تزال ترجح العمل العسكري للتخلص من الخطر النووي الايراني،* ‬ومن الواضح ان هذا التقرير* ‬يتمني* ‬ابقاء الشرق الاوسط ومنطقة الخليج العربي تحت افق حربي لا أثر فيه للسلام والاستقرار لان هذا هو الوضع الامثل لأمن اسرائيل*. ‬والمؤكد ان الدولة العبرية لا تستطيع القيام بعمل عسكري تتمناه ضد ايران الا ضمن خطة حرب امريكية*.. ‬رئيس وزراء تصريف الاعمال في اسرائيل ايهود اولمرت كان قد التقي في واشنطن مؤخرا مع الرئيس بوش* ‬وصاحبت هذا اللقاء توقعات تأرجحت بين محاولة أولمرت انتزاع وعود امريكية جديدة حول الملف النووي الايراني والسعي لإقناع بوش والكونجرس بالموافقة علي بيع مقاتلات حديثة لإسرائيل تسمح بتنفيذ ضربات جوية بعيدة المدي*. ‬ويري المراقبون الاسرائيليون ان باب التكهنات مفتوح علي مصراعيه ولا احد يستبعد ان يكون الملف الايراني نقطة خلاف محتملة بين اسرائيل* ‬وخليفة بوش باراك اوباما الذي سبق وعبر عن رغبته في معالجة الملف النووي الايراني عبر مفاوضات مباشرة وهو الامر الذي انتقده عدد كبير من القادة الاسرائيليين،* ‬وكان اولمرت قد ذكر للصحفيين في واشنطن ان اسرائيل لها مطلق الحرية في اتخاذ اي اجراء قد تراه ملائما لوقف البرنامج النووي الايراني دون وجود قيود امريكية ومضيفا ان احدا* ‬في الادارة الامريكية لم ينصحه بعدم التحرك في حال الضرورة لضمان أمن اسرائيل* ‬ومعربا عن الامل في ان يستمر الرئيس اوباما في اتباع نفس سياسة بوش المتمثلة في عدم التسليم بامتلاك ايران للسلاح النووي*. ‬أما وزير الدفاع الاسرائيلي فقال ان كل الخيارات مطروحة علي المائدة وانه لن يقول المزيد لان التصريحات قد تكون عاملا* ‬ضارا في هذه المرحلة*. ‬وفي الوقت الذي تطالب فيه اسرائيل الولايات المتحدة والعالم بالضغط علي ايران لوقف برنامجها النووي سواء بفرض العقوبات عليها او بتوجيه ضربة عسكرية لها اذا لزم الامر،* ‬دعا تقرير جديد صادر عن معهد ابحاث امريكي الرئيس اوباما للضغط علي اسرائيل لوقف انتاج واستخدام مواد انشطارية* »‬بلوتونيوم و يورانيوم مخصب*« ‬من اجل السلاح النووي*. ‬وهذه التوصية جاءت في التقرير الذي اعده معهد العلوم والأمن القومي بواشنطن برئاسة ديفيد اولبرايت احد كبار الخبراء في العالم لمنع انتشار الاسلحة النووية وحذر التقرير من خطر إغراق الشرق الاوسط خلال عشر سنوات بمواد انشطارية بكميات كبيرة جدا يمكن بمساعدتها تطوير اسلحة نووية*.. ‬ويقول الكاتب يوسي ملمان ان هذا التحذير يرتكز علي حقيقة ان دولا* ‬كثيرة في الشرق الاوسط اعلنت عن نواياها لإقامة مفاعلات نووية* ‬وتسعي تلك الدول لإقامة مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء كبديل لاعتمادهم علي النفط كمصدر للطاقة ويضيف ملمان * ‬ومع هذا وعلي الرغم من ان دولا* ‬كثيرة في الشرق الاوسط لم تعلن عن ذلك،* ‬فان نواياهم تميل ايضا نحو خلق بنية تكنولوچية نووية في اراضيهم وذلك ازاء الاحتمال المقلق بان ايران ستمتلك قدرة نووية*... ‬ووفقا لتقديرات الخبراء فينتظر اقامة مفاعلات نووية في المنطقة في عام *2020 ‬لإنتاج الكهرباء*. ‬ويشير ملمان إلي انه اذا وضعنا في الاعتبار حقيقة ان8كجم تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة فهناك خطر كبير بان يتحول الشرق الاوسط إلي برميل من المواد الناسفة النووية لا يمكن السيطرة عليها ويحوي مادة انشطارية تكفي لإنتاج* »1700« ‬قنبلة نووية*. ‬ولكبح تلك الخطوة اقترح التقرير علي الادارة الامريكية الجديدة المبادرة باتخاذ خطوات تحول الشرق الاوسط إلي منطقة خالية من الاسلحة النووية ويري ملمان ان مغزي هذه التوصية هو في الواقع جعل اسرائيل تتخلص من أسلحتها النووية حيث تقول كل النشرات الاجنبية وجميع حكومات العالم انها تمتلك سلاحا نوويا*. ‬ويقول التقرير انه لكي يتغير هدف التزود بالسلاح النووي في الشرق الاوسط علي الادرة الامريكية الجديدة اتخاذ خطوات جريئة امتنعت ادارة بوش عن اتخاذها في الماضي*.‬
وأحدث تلك الخطوات تتمثل في اعطاء افضلية عليا للجهود المبذولة لإقناع اسرائيل بالانضمام إلي المفاوضات العالمية حول معاهدة حظر انتاج البلوتونيوم واليورانيوم المخصب بدرجة تخصيب عالية من اجل السلاح النووي*.. ‬وقد بحثت اسس تلك المعاهدة في فترة ادارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون لكن ادرة خليفته چورچ بوش ارجأتها ولم تبذل اي جهد للعمل علي تقدمها وقبل ايام قال اللواء عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية العسكرية في اسرائيل انه ستكون هناك فرصة في عام 2009 ‬لوقف البرنامج النووي الايراني بالحوار مشيرا إلي ان الازمة الاقتصادية العالمية خلقت وقتا مناسبا لحوار امريكي مع ايران بفضل انتخاب اوباما للرئاسة الامريكية الذي يعتبر وسيطا مناسبا واشار يادلين إلي انه ليس قلقا من حدوث حوار امريكي مع ايران*.