المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الحديث وعلومه (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=314)
-   -   كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=252049)

انور حافظ احمد 8/5/2009 02:58 PM

كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
http://www8.0zz0.com/2008/10/12/20/749601954.gif
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: قد أكثر الناس القول في الأدب ونحن نقول : إنه معرفة النفس ورعوناتها وتجنب تلك الرعونات ، وقال أيضا : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم.

وسئل الحسن البصري رحمه الله عن أنفع الأدب فقال : التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا ، والمعرفة بما لله عليك .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله : من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن ، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وقيل : الأدب في العمل علامة قبول العمل ، وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل ولهذا كان الأدب : استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة إلى الفعل ، فإن الله سبحانه هيأ الإنسان لقبول الكمال بما أعطاه من الأهلية والاستعداد التي جعلها فيه كامنة كالنار في الزناد ، فألهمه ومكّنه وعرّفه وأرشده وأرسل إليه رسله وأنزل إليه كتبه ؛ لاستخراج تلك القوة التي أهّله بها لكماله إلى الفعل قال الله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [ الشمس : 7 -10 ] فعبرعن خلق النفس ، بالتسوية الدالة على الاعتدال والتمام ، ثم أخبر عن قبولها للفجور والتقوى وأن ذلك نالها منه امتحانا واختبارا ، ثم خص بالفلاح من زكّاها فنمّاها وعلاها ورفعها بآدابه التي أدب بها رسله وأنبياءه وأولياءه وهي التقوى، ثم حكم بالشقاء على من دسّاها فأخفاها وحقّرها وصغّرها وقمعها بالفجور. والله سبحانه وتعالى أعلم .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
هذه الأقوال بعض ما جادت به يراع العلامة ابن القيم في كلامه عن منزلة الأدب في كتابه النفيس (مدارج السالكين) وأختم نقلي عنه بما ختم به هذه المنزلة ملخصا الكلام عنها فقال :
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
والمقصود: أن الأدب مع الله تبارك وتعالى : هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرا وباطنا ، ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء : معرفته بأسمائه وصفاته ، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا والله المستعان .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وأما الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم : فالقرآن مملوء به فرأس الأدب معه : كمال التسليم له ، والانقياد لأمره ، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا ، أو يحمله شبهة أو شكا ، أو يقدم عليه آراء الرجال ، فيوحّده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما وحّد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل ، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل وتوحيد متابعة الرسول ، فلا يحاكم إلى غيره ، ولا يرضى بحكم غيره ، ولا يقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
ومن الأدب معه : أن لا ترفع الأصوات فوق صوته ؛ فإنه سبب لحبوط الأعمال ، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به ، أترى ذلك موجبا لقبول الأعمال ، ورفع الصوت فوق صوته موجبا لحبوطها .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم : أنهم إذا كانوا معه على أمر جامع من خطبة أو جهاد أو رباط لم يذهب أحد منهم مذهبا في حاجته حتى يستأذنه، كما قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ) [ النور: 62 ] فإذا كان هذا مذهبا مقيدا بحاجة عارضة لم يوسع لهم فيه إلا بإذنه ، فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين : أصوله وفروعه دقيقه وجلبله هل يشرع الذهاب إليه بدون استئذانه ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [ النحل: 43 ] [ الأنبياء: 7 ] .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
ومن الأدب معه : أن لا يستشكل قوله ، بل تستشكل الآراء لقوله ولا يعارض نصه بقياس ، بل تهدر الأقيسة وتلغى لنصوصه ، ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولا ، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد ، فكل هذا من قلة الأدب معه ، وهو عين الجرأة .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وأما الأدب مع الخلق : فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم ، فلكل مرتبة أدب ، والمراتب فيها أدب خاص ، فمع الوالدين : أدب خاص وللأب منهما : أدب هو أخص به ، ومع العالم : أدب آخر، ومع السلطان أدب يليق به ، وله مع الأقران أدب يليق بهم ، ومع الأجانب أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه ، ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهل بيته ، ولكل حال أدب : فللأكل آداب ، وللشرب آداب ، وللركوب والدخول والخروج والسفر والإقامة والنوم آداب وللبول آداب ، وللكلام آداب وللسكوت والاستماع آداب ، وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره ، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب . ـ ثم ذكر أمثلة على ذلك ـ .

محمود غريب 8/5/2009 07:01 PM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انور حافظ احمد (المشاركة 1802782)
http://www8.0zz0.com/2008/10/12/20/749601954.gif
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: قد أكثر الناس القول في الأدب ونحن نقول : إنه معرفة النفس ورعوناتها وتجنب تلك الرعونات ، وقال أيضا : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم.

وسئل الحسن البصري رحمه الله عن أنفع الأدب فقال : التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا ، والمعرفة بما لله عليك .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله : من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن ، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وقيل : الأدب في العمل علامة قبول العمل ، وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل ولهذا كان الأدب : استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة إلى الفعل ، فإن الله سبحانه هيأ الإنسان لقبول الكمال بما أعطاه من الأهلية والاستعداد التي جعلها فيه كامنة كالنار في الزناد ، فألهمه ومكّنه وعرّفه وأرشده وأرسل إليه رسله وأنزل إليه كتبه ؛ لاستخراج تلك القوة التي أهّله بها لكماله إلى الفعل قال الله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [ الشمس : 7 -10 ] فعبرعن خلق النفس ، بالتسوية الدالة على الاعتدال والتمام ، ثم أخبر عن قبولها للفجور والتقوى وأن ذلك نالها منه امتحانا واختبارا ، ثم خص بالفلاح من زكّاها فنمّاها وعلاها ورفعها بآدابه التي أدب بها رسله وأنبياءه وأولياءه وهي التقوى، ثم حكم بالشقاء على من دسّاها فأخفاها وحقّرها وصغّرها وقمعها بالفجور. والله سبحانه وتعالى أعلم .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
هذه الأقوال بعض ما جادت به يراع العلامة ابن القيم في كلامه عن منزلة الأدب في كتابه النفيس (مدارج السالكين) وأختم نقلي عنه بما ختم به هذه المنزلة ملخصا الكلام عنها فقال :
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
والمقصود: أن الأدب مع الله تبارك وتعالى : هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرا وباطنا ، ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء : معرفته بأسمائه وصفاته ، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا والله المستعان .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وأما الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم : فالقرآن مملوء به فرأس الأدب معه : كمال التسليم له ، والانقياد لأمره ، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا ، أو يحمله شبهة أو شكا ، أو يقدم عليه آراء الرجال ، فيوحّده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما وحّد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل ، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل وتوحيد متابعة الرسول ، فلا يحاكم إلى غيره ، ولا يرضى بحكم غيره ، ولا يقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
ومن الأدب معه : أن لا ترفع الأصوات فوق صوته ؛ فإنه سبب لحبوط الأعمال ، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به ، أترى ذلك موجبا لقبول الأعمال ، ورفع الصوت فوق صوته موجبا لحبوطها .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم : أنهم إذا كانوا معه على أمر جامع من خطبة أو جهاد أو رباط لم يذهب أحد منهم مذهبا في حاجته حتى يستأذنه، كما قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ) [ النور: 62 ] فإذا كان هذا مذهبا مقيدا بحاجة عارضة لم يوسع لهم فيه إلا بإذنه ، فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين : أصوله وفروعه دقيقه وجلبله هل يشرع الذهاب إليه بدون استئذانه ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [ النحل: 43 ] [ الأنبياء: 7 ] .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
ومن الأدب معه : أن لا يستشكل قوله ، بل تستشكل الآراء لقوله ولا يعارض نصه بقياس ، بل تهدر الأقيسة وتلغى لنصوصه ، ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولا ، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد ، فكل هذا من قلة الأدب معه ، وهو عين الجرأة .
http://img528.imageshack.us/img528/783/132gb4.gif
وأما الأدب مع الخلق : فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم ، فلكل مرتبة أدب ، والمراتب فيها أدب خاص ، فمع الوالدين : أدب خاص وللأب منهما : أدب هو أخص به ، ومع العالم : أدب آخر، ومع السلطان أدب يليق به ، وله مع الأقران أدب يليق بهم ، ومع الأجانب أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه ، ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهل بيته ، ولكل حال أدب : فللأكل آداب ، وللشرب آداب ، وللركوب والدخول والخروج والسفر والإقامة والنوم آداب وللبول آداب ، وللكلام آداب وللسكوت والاستماع آداب ، وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره ، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب . ـ ثم ذكر أمثلة على ذلك ـ .

الله يبارك لك اللهم آمين

وحيد مدنى 8/5/2009 10:03 PM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
جزاك الله خيرا .

مجدى الفاضى 10/5/2009 01:23 AM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1155500579.gif

Mr.Mostafa 10/5/2009 10:56 AM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
http://www.islamcg.com/islamsignature/fawasel/28.gif
http://www.islamcg.com/islamsignature/fawasel/29.gif
http://www.islamcg.com/islamsignature/fawasel/44.gif
http://www.islamcg.com/islamsignature/fawasel/48.gif

ايهاب هاشم 25/5/2009 10:59 PM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/50/e%20(127).gif

helmy40 25/5/2009 11:45 PM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
بارك الله فيك وشكر الله لك

محمود ابواحمد 11/6/2009 07:24 PM

رد: كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
 
شكرا الف شكر يا غالى ننتظر المزيد


الساعة الآن 07:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir