المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   شخصيات اسلامية (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=583)
-   -   اداب المسجد وحقوقه (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=663559)

عبدالرازق ابو محمد 2/5/2014 09:26 AM

اداب المسجد وحقوقه
 

http://www.mezan.net/forum/g11/01.gif

إن المساجد بيوت الله قد عظمها ربها، وقدرها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فسَنّ لها آدابا وأحكاما وفضائل يحسن بنا أن نُذكِّر بها، فمن آداب المساجد:

التنظف والتطهر والتطيب عند الإتيان إلى المساجد: قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ…} [الأعراف:31]

، وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه إذا قام للمسجد لبس أحسن ثيابه وأجودها، فسئل عن ذلك فقال: إن الله جميل يجب الجمال، وإني أتجمّل لربي وهو يقول: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. و كانت عائشة رضي الله عنها تعطر الدرهم قبل أن تعطيه للفقير، وأظنكم تتساءلون؟ لماذا تعطر الدرهم قبل أن تتصدق به؟ فقالت عائشة رضي الله عنها: ( إنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يدي الفقير)، لو قيل: غداً لك مقابلة مع الوزير أو الرئيس فانظر ماذا أنت صانع في لباسك؟! فما بالك بالوقوف بين يدي الله ” ولله المثل الأعلى”، لذلك نُهى عن دخول المساجد بالرائحة الكريهة كالثوم والبصل ونحوهما

، ففي صحيح مسلم يقـول صلى الله عليه وسلم : “من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم”، وفي مثله رائحة الدخان، وقد يكون أشدّ منه وأعظم إثمًا الدخول بالجوال مفتوحًا لتسمع الرنين هنا وهناك، فإن كلا من صاحب البصل أو الثوم قد آذى اثنين وهما مَن بجانبه؛ فكم يؤذي صاحب الجوال من العشرات من المصلين ويبوء بإثمهم؟! والأمر أخبث إذا كان نغمة موسيقية، فلطفك اللهم بنا ورحمتك نرجو، آخر الزمان تدخل الموسيقى المساجد! اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا. أين هذا الأدب اليوم ممن يأتون للمساجد بثياب النوم، أو بالألبسة الرياضية ولو كان في مناسبة لما لبسها؟!

تنظيف المسجد وتطييبه: فكما أن المسلم مستحب له أن يأتي للمسجد متطهرًا نظيفًا، فكذلك ينبغي أن يكون المسجد مهيّأً للمصلين بنظافته وصيانته عن كل ما يؤذيهم، ألا والله ما أعظم أجر ذلك عند الله، كفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم حزن على المرأة السوداء التي كانت تقمّ المسجد عندما ماتت. ولما رأى بصاقاً في جدار مسجده مرة، غضب غضباً شديداً، وحك البصاق وقال: { الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا }(البخاري)

عمارة المساجد: من أهم حقوق المساجد علينا عمارتها وعدم هجرها، يقول سبحانه: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18].

والعمارة نوعان:

النوع الأول: العمارة الحسية وذلك ببنائها وتشييدها، ففي الصحيحين من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة”، فيا لها من بشرى لمن بنوا مساجد أو ساهموا فيها، فالقصور العظيمة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، تنتظرهم في جنات النعيم ما أخلصوا النية لله تعالى فيما عملوا، الله أكبر ما صلى مصل في هذا المسجد وما دعا داع وما قرأ قارئ وما ذكر ذاكر إلا وتلك الأجور العظيمة والحسنات الكبيرة في ميزان من بنى هذا المسجد وأقامه، وهيأ لهم مكانه، من غير أن ينقص من أجر المصلين شيئًا، هل بعد هذا الفوز من فوز؟! هذا ـ وربي ـ ما جعل كثيرًا من الصالحين على مرّ التاريخ وتعاقب سنين الدهر يدفعون الأموال العظيمة في بناء المساجد، لا يراهم في ذلك إلا الذي خلقهم، لا يرجون من الناس شكورًا، وإنما يرجون من ربهم جنة وحبورًا.

النوع الثاني: العمارة المعنوية، بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن، وتلك العبادات هي مراد الشارع في بناء المساجد وإقامتها.

المشي إلى المساجد بالسَّكينةِ والوقار: فلعظم المسجد ومكانه فإن الماشي إليه ينبغي أن يتحلى بالسكينة والوقار، فلا يسرع في مسير، ولا يزعج الناس. ألا وإن من سوء الأدب أن يوقف الرجل سيارته أمام باب المسجد مباشرة بحيث يسدّ على الناس باب المسجد أو يضايقهم في الخروج منه، والسير بالأقدام إلى المسجد أفضل ما أمكن ذلك، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيتٍ من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداهما تحطّ عنه خطيئة والأخرى ترفع درجة”
الدخول إلى المسجد بالقدم اليمنى والخروج بالقدم اليسرى: وذكر الدعاء الوارد في ذلك، وهي سنة تكاد تفقد عند الكثير.

صلاة تحية المسجد: فالمسجد بيت الله العظيم، فلا بد لداخله الذي يريد الجلوس فيه من تحيته وهي ركعتان، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : “إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين” (البخاري) وهو من السنة المؤكدة جدًا التي يتساهل فيها بعض الناس.

إن لكل تحية، فتحية المسجد الصلاة، وتحية البيت الطواف، وتحية المسلم السلام، وتحية القادة في الجيش معروفة، إن قصرت فيها عوقبت، فما بالك بتحية الله؟ ولله المثل الأعلى”.
النهي عن تخطي الرقاب : لما فيه من الأذية للناس، فقد قال النبي للمتخطي رقاب الناس: “اجلس فقد آذيت وآنيت”

النهي عن إنشاد الضالة في المسجد:فإذا ضاع له شيء بدأ يرفع صوته طالبًا لها، فهذا دعا عليه النبي صلى الله عليه و سلم قال :” من سمعتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا : لا ردها الله عليك، فإن المسجد لم تجعل لهذا .”

رفع الصوت في المسجد: حتى ولو كان بقراءة القرآن، فإذا كان مؤذياً ومشوشًا على المصلين فلا ينبغي. فعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الْآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ قَالَ نَافِعٌ لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي، قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ }(متفق عليه)، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا تَكَلَّمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُسْمِعْ كَلَامَهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ (الترمذي)، لشدة خفض صوته في المسجد، وهذا ما جعل ثابت بن قيس يختبئ في بيته ويبكي ثلاث ليال،

لما نزلت هذه الآية وقال: أنا خطيب الرسول وأرفع صوتي، يا ويلي حبط عملي وأنا من أهل النار، فعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده في بيته مُنَكِّسًا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يَرْفَعُ صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله، فهو من أهل النار. فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا، قال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: “اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة” (البخاري)

تحريم البيع و الشراء في المسجد: فإنما وضع للتسبيح والالتقاء والصلاة وذكر الله، يكفي بقية الأربع والعشرين ساعة نمضيها في الأسواق، وفي البيع والشراء والمكاتب والفصول والدنيا، والحديث والتراب، ثم تبقى هذه الدقائق لنلتقي فيها بالله رب العالمين، فتبقى خالصة لله، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه النسائي والترمذي: ” إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ ” فإن من باع واشترى في المسجد ارتكب أمراً محرماً؛ لأنه خدش قداسة الشريعة، وانتهك حرمتها وصيانتها.

تحريم المسجد على الحائض والجنب: أمر صلى الله عليه وسلم بتجنيب الحائض والجنب ومن في حكمهم المسجد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إِنِّي لَا أُحِلُّ الْمَسْجِدَ لِحَائِضٍ وَلَا جُنُبٍ ” (أبو داود )

، ولذلك حتى مصلى العيد لا تدخله الحائض ولا الجنب، إلا عابر سبيل إذا عبر من باب إلى باب لغرض كما قال سبحانه: “إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ” [النساء:43]

أما الحائض فلا تقترب، لأن هذا مكان قداسة وسمو وخلود وطهارة، وقد نقل القرطبي عن بعض العلماء تلخيصا جيدًا ، مما ينبغي أن يراعي في الآداب والممنوعات في المسجد فقال : وقد جمع بعض العلماء في ذلك خمس عشرة خصلة، فقال: من حرمة المسجد أن يسلم وقت الدخول إن كان القوم جلوسًا ، وإن لم يكن في المسجد أحد قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وأن يركع ركعتين قبل أن يجلس ، وألا يشتري أو يبيع ، ولا يسل فيه سهما ولا سيفا ، ولا يطلب فيه ضالة ،

ولا يرفع فيه صوتا بغير ذكر الله تعالى ، ولا يتكلم فيه بأحاديث الدنيا ، ولا يتخطى رقاب الناس ، ولا ينازع في المكان ، ولا يضيق على أحد في الصف ، ولا يمر بين يدي مصل ، ولا ييصق ولا يتنخم ولا يتمخط فيه ، ولا يفرقع أصابعه ، ولا يعبث بشيء من جسده ، وأن ينزه عن النجاسات والصبيان والمجانين ، وإقامة الحدود ، وأن يكثر ذكر الله تعالى ولا يغفل عنه . فإذا فعل هذه الخصال فقد أدَّى حق المسجد.

masar 2/5/2014 12:01 PM

رد: اداب المسجد وحقوقه
 
الف شكر لك

ابراهيم123 23/5/2014 12:43 AM

رد: اداب المسجد وحقوقه
 
بارك الله فى اخى الغالى

طارق الصعيدي10 26/7/2014 04:28 AM

رد: اداب المسجد وحقوقه
 
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 06:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir