المهندسين العرب - إدارة أنشيلوتي ونجومية فينيسيوس يرسمان ملامح تفوق الريال على تشيلسي

أظهر ريال مدريد في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي السبب وراء كونه بطل المسابقة، حيث قدم أداء مميزا وخرج بانتصار بهدفين نظيفين، ليضع قدما في نصف النهائي، في طريقه للاحتفاظ باللقب وزيادة رقمه القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة العريقة المتوج بها 14 مرة من قبل.

وكانت الفرصة متاحة للريال لزيادة النتيجة خاصة بعدما أكمل تشيلسي اللقاء بعشرة لاعبين في النصف ساعة الأخيرة، وكان إضافة هدف ثالث بمثابة حسم الريال للمواجهة الإقصائية قبل خوضه لقاء العودة في ستامفورد بريدج الثلاثاء المقبل.

ولا يمكن توجيه اللوم للبرازيلي فينيسيوس جونيور على إهداره للفرص في المباراة، خاصة مع تألقه الكبير، حيث أنه دون أن يسجل، حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة من قبل اليويفا.

وفيما يلي أسباب توهج الريال:

إدارة أنشيلوتي

فاجأ المدرب كارلو أنشيلوتي خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق مواجهة تشيلسي برسالة وجهها عن حسن إدارته للفريق بقوله "العلاقة بين اللاعبين رائعة، هم يستمتعون باللعب سويا ويتفاهمون بشكل جيد للغاية".

وأضاف: "كمدرب، تدريب مجموعة كهذه أمر سهل للغاية، أدير الأمر بسهولة والجميع يعترف لي بذلك، أنني رائع في الإدارة، لكن هناك أمورًا أخرى، فالفريق يعمل بشكل جيد للغاية".

وبدا هذا واضحا على شكل الفريق، حيث راهن أنشيلوتي على تشكيلة هجومية، مثلما فعل كامب نو، وليس لأن الأمر سار معه بشكل جيد أمام برشلونة، لكن لأن المدرب كانت لديه خطة: الضغط العالي أمام منافس لا يجيد الخروج بالكرة جيدا.

ورغم أن الريال يبتعد الآن بـ13 نقطة عن برشلونة في صراع الليجا، إلا أن التأهل لنهائي كأس الملك والاقتراب من نصف نهائي دوري الأبطال يعكسان العمل الجيد للمدرب الإيطالي.

https://www.kooora.com/images/afp/20...3d38t6_afp.jpg

كارفاخال: أنا هنا

واجه داني كارفاخال انتقادات هذا الموسم، بسبب انخفاض أدائه في بعض الأوقات وتراجع مستواه البدني ليصبح من الصعب عليه خوض 50 مباراة في الموسم، لكن عندما تحين اللحظة الحاسمة، يعلن وجوده دائما.

دوري الأبطال يدخل مرحلته الحاسمة، بداية من ربع النهائي، وكارفاخال يظهر من بين أفضل لاعبي خط الظهير الأيمن في العالم، وعندما يكون بهذا المستوى فمن الصعب للغاية أن يتفوق عليه لاعب آخر في هذا المركز.

كارفاخال قدم عملا رائعا في الدفاع وقدم تمريرة ماكرة لفينيسيوس جاء منها هدف الريال الأول الذي سجله كريم بنزيما.

ويقول المدرب "هو (كارفاخال) لا يخطيء في المباريات المهمة. جزء كبير من الضغط الذي مارسناه في الأمام كان من الجانب الأيمن الخاص بنا. داني كان يضغط كثيرا".

أسينسيو وهدف المستقبل

لم يحسم ماركو أسينسيو بعد مستقبله مع ريال مدريد، لكن تألقه بالأمس وتسجيله للهدف الثاني للريال من تسديدة أرضية محكمة يؤكد مرة أخرى أن الفريق الملكي قد لا يجد بديلا سهلا لهذا اللاعب الذي سجل هذا الموسم 9 أهداف وصنع 6 أخرى.

ورغم أنه كان ثالث هدافي الفريق في الموسم الماضي، إلا أنه كانت هناك محاولات للرحيل عن صفوف الملكي بحثا عن دور بطولي أكبر في ناد آخر، لكنه لم يصله عرض جيد، ليبقى مع الفريق في آخر موسم له بالعقد، حيث يدفع به كارلو أحيانا كلاعب بديل وأحيانا أخرى كأساسي.

وقد يتغير الحال في المفاوضات الجارية بين الريال وأسينسيو للاستمرار بفضل تألقه مؤخرا، رغم أن بديله، براهيم دياز، المعار لصفوف ميلان، تألق أيضا بالأمس في مواجهة نابولي، وحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة.

ناتشو: الوجه الآخر للعملة

جلس ناتشو فرنانديز على الدكة مرة أخرى مع تألق كارفاخال في الملعب، ولم يشارك أيضا في إياب نصف نهائي كأس الملك ضد برشلونة، في مباراتين كبيرتين للملكي، ليصبح مستقبله في الهواء مرة أخرى.

نعم لعب ناتشو ضد فياريال، لكنه تعرض لانتقادات مع تألق لافت للنيجيري سامو تشوكويزي، ليخسر الفريق الملكي المباراة وتتباعد حظوظه أكثر في الاحتفاظ بلقب الليجا.

تحول اللاعب من هتافات جمهور الريال بـ"ناتشو استمر" وكلمات المدافع نفسه بأنه طالما يشعر بدوره في الفريق فهو ينوي الاستمرار، إلى عدم حصوله على أي دقائق للعب.

كما قللت عودة ديفيد ألابا للملاعب وتفضيل أنشيلوتي لكامافينجا كظهير أيسر من الدور البطولي لناتشو، ليصبح قراره بالتجديد مع الريال أمرا صعبا خلال الفترة المقبلة.

فينيسيوس يزداد نجومية

لم يكن "فيني" بحاجة للتسجيل ليكون أفضل لاعب في مباراة فريقه ضد "البلوز"، فقد ساهمت صناعته للهدفين مع قدراته الكبيرة في مواجهة لاعبي الخصم ومراوغتهم في حصوله على هذا التقدير المستحق.

وأقر فرانك لامبارد، مدرب تشيلسي المؤقت، أن خط الدفاع المكون من خمسة لاعبين الذي راهن عليه، إضافة لمحاولته السيطرة أكثر على الكرة، لم يستطيعا احتواء فينيسيوس.

وبفضل أدائه أمام تشيلسي، يكون فينيسيوس قد سجل هذا الموسم 21 هدفا وصنع 16، ليصبح واحدا من أفضل لاعبي العالم في التوقيت الحالي، وتلوح في الأفق مواجهة محتملة أمام مانشستر سيتي ونجمه إيرلينج هالاند، الذي يقارعه حاليا على لقب الأفضل.