المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم التوحيد والعقيدة (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=311)
-   -   التوحيد وأنواعه (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=296243)

باسل الترك 16/9/2009 10:35 PM

التوحيد وأنواعه
 
التوحيد وأنواعه

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه, وصفوته من خلقه, نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله, وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله, واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء, بإخوة في الله, وبأبناء أعزاء أسأله سبحانه أن يجعله لقاء مباركا, وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا, وأن يمنحنا الفقه في الدين والثبات عليه, وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان, وأن يولي عليهم خيارهم, ويصلح قادتهم, وأن يكثر فيهم دعاة الهدى إنه جواد كريم.
ثم أشكر القائمين على هذه الجامعة: جامعة أم القرى, وعلى هذا المركز الصيفي, وعلى رأسهم الأخ الكريم صاحب الفضيلة الدكتور: راشد بن راجح مدير الجامعة على دعوتهم لي لهذا اللقاء وأسأله سبحانه بأسمائه الحسنى, وصفاته العلى أن يوفقنا جميعا لما فيه صلاحنا وسعادتنا في العاجل والآجل.
أيها الإخوة في الله, أيها المستمعون الكرام: سمعنا جميعا ما قرأه علينا الطالب من سورة الحشر, سمعنا آيات كريمات فيها عبرة وذكرى, يقول الله جل وعلا: سورة الحشر الآية 18 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 29)
إلى آخر السورة. ومن المعلوم أن كتاب الله عز وجل من أوله إلى آخره, فيه الذكرى وفيه الدعوة إلى كل خير, وفيه التذكير بأسباب النجاة والسعادة, وفيه العظة والترغيب والترهيب.
فجدير بالمسلمين جميعا أن يعتنوا بتدبره وتعقله, وأن يكثروا من تلاوته; لمعرفة ما أمر الله به وما نهى عنه, حتى يعلم المؤمن ما أمر الله به فيمتثله, ويبتعد عما نهى الله عنه.
فكتاب الله فيه الهدى والنور وفيه الدلالة على كل خير والتحذير من كل شر, وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال, والتحذير من سيئ الأخلاق, وسيئ الأعمال, يقول سبحانه: سورة الإسراء الآية 9 إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ أي: إلى الطريقة والسبيل التي هي أهدى السبل وأقومها وأصلحها, وقال سبحانه: سورة فصلت الآية 44 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وقال تعالى: سورة ص الآية 29 كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ وقال تعالى: سورة الأنعام الآية 19 وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ فكتاب الله فيه الهدى والنور, وفيه العظة والذكرى.
فوصيتي لنفسي وللجميع ومن يسمع كلمتي أو تبلغه: العناية بهذا الكتاب العظيم , فهو أشرف كتاب, وأعظم كتاب, هو خاتم الكتب المنزلة من السماء ومن تدبره وتعقله بقصد طلب الهداية, ومعرفة الحق, وفقه الله وهداه.
وأهم ما اشتمل عليه هذا الكتاب العظيم : بيان حق الله على عباده , وبيان ضد ذلك. هذا أعظم موضوع اشتمل عليه القرآن, وهو بيان حقه سبحانه على عباده من توحيده, وإخلاص العبادة له, وإفراده بالعبادة,
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 30)
وبيان ضد ذلك من الشرك الأكبر, والذنب الذي لا يغفر, وأنواع الكفر والضلال.
ولو لم يكن في تدبر هذا الكتاب العظيم إلا العلم بهذا الواجب العظيم, وتدبر ما ذكره الله في ذلك, لكان ذلك خيرا عظيما, وفضلا كبيرا, فكيف وفيه الدلالة على كل خير, والترهيب من كل شر, كما تقدم.
ثم بعد ذلك العناية بالسنة , فإنها الأصل الثاني, والوحي الثاني, وفيها التفسير لكتاب الله والدلالة على ما قد يخفى من كلامه سبحانه, فهي الموضحة لكتاب الله, كما قال الله عز وجل: سورة النحل الآية 44 وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ويقول سبحانه: سورة النحل الآية 64 وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فهو أنزل لدعوة الناس إلى الخير, وتعليمهم سبيل النجاة, وتحذيرهم من سبل الهلاك, وأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبين للناس ما أنزل إليهم, وأن يشرح لهم ما اشتبه عليهم فلم يزل عليه الصلاة والسلام من حين بعثه الله إلى أن توفاه سبحانه يدعو الناس إلى ما دل عليه كتاب الله ويشرح لهم ما دل عليه, ويحذرهم مما نهى عنه, وكانت المدة من حين بعثه الله إلى أن توفاه ثلاثا وعشرين سنة, كلها دعوة وبيان وترهيب وترغيب, إلى أن نقل إلى الرفيق الأعلى عليه الصلاة والسلام.
ومحاضرتي هذه الليلة في أعظم موضوع, وأهم موضوع, وهو: موضوع العقيدة, موضوع التوحيد وضده.
فالتوحيد هو الأمر الذي بعث الله من أجله الرسل, وأنزل من أجله الكتب, وخلق من أجله الثقلين , وبقية الأحكام تابعة لذلك. يقول سبحانه: سورة الذاريات الآية 56 وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ المعنى: ليخصوه سبحانه بالعبادة,
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 31)
ويفردوه جل وعلا بها, ولم يخلقوا عبثا ولا سدى, ولا ليأكلوا ويشربوا, ولا ليعمروا القصور ونحوها, ولا لشق الأنهار, وغرس الأشجار, ولا لغير هذا من مهمات الدنيا, ولكنهم خلقوا ليعبدوا ربهم, وليعظموه, وليتمسكوا بأوامره, وينهوا عن نواهيه, ويقفوا عند حدوده, وليوجهوا العباد إليه, ويرشدوهم إلى حقه.
وخلق لهم ما خلق من النعم ليستعينوا بها على طاعته, قال تعالى: سورة البقرة الآية 29 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وقال سبحانه: سورة الجاثية الآية 13 وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ والله جل وعلا أنزل الأمطار, وأجرى الأنهار, ويسر للعباد من أنواع الرزق وأنواع النعم ما يعينهم على طاعته, وما يكون زادا لهم إلى نهاية آجالهم, إقامة للحجة, وقطعا للمعذرة, وقال تعالى: سورة النحل الآية 36 وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ وقال سبحانه: سورة الأنبياء الآية 25 وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وقال سبحانه: سورة الزخرف الآية 45 وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ وقال جل وعلا: سورة الإسراء الآية 23 وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وقال سبحانه في سورة الفاتحة: سورة الفاتحة الآية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
إلى غير ذلك من الآيات الدالات على أنه سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وحده , وأمرهم بذلك, وأرسل الرسل لهذا الأمر ليدعوا إليه, وليوضحوه للناس.
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 32)
فوجب على أهل العلم: خلفاء الرسل: أن يبينوا للناس هذا الأمر العظيم, وأن يكون أعظم المطلوب, وأن تكون العناية به أعظم عناية; لأنه متى أسلم صار ما بعده تابعا له, ومتى لم يوجد التوحيد لم ينفع المكلف ما حصل من أعمال وأقوال, قال الله تعالى: سورة الأنعام الآية 88 وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى: سورة الفرقان الآية 23 وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا وقال سبحانه: سورة الزمر الآية 65 وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ في آيات كثيرات.
ويؤيد هذا المعنى أنه عليه الصلاة والسلام مكث بمكة عشر سنين, يدعو الناس إلى توحيد الله, قبل أن تفرض عليه الصلاة وغيرها, كلها دعوة إلى توحيد الله وترك الشرك وخلع الأوثان, وبيان أن الواجب على جميع الثقلين : أن يعبدوا الله وحده, ويدعوا ما عليه آباؤهم وأسلافهم من الشرك.
ولهذا سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان بن حرب في أيام الهدنة, وكان أبو سفيان في وفد من قريش في تجارة بفلسطين , وصادف مجيء هرقل إلى القدس , فقيل له عنهم, فأمر بإحضارهم لسؤالهم عما يعلمون عن هذا النبي الذي بلغه خبره, وكان ذلك في وقت الهدنة, وعلى رأسهم أبو سفيان بن حرب , فسألهم عنه, وعن قوله: إنه نبي؟!.
فأمر بأبي سفيان , فأجلسه أمامه, وأجلسوا أصحابه خلفه, وقال لترجمانه: قل لهم: إني سائله فإن كذب فليكذبوه.
فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم , وعن أشياء كثيرة معروفة في البخاري وغيره, ومما سأل عنه أن سألهم: عما يدعوهم إليه؟.
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 33)
فقالوا: يدعونا إلى أن نعبد الله وحده, وأن نترك ما عليه آباؤنا, ويأمرنا بالصلاة والصدق والصلة والعفاف.
فقال لهم: إن كان كما قلتم ليملكن موضع قدمي هاتين فكان الأمر كما قال, فملك الله المسلمين الشام , وأزاح عنها الروم , ونصر الله نبيه وأيد حزبه.
والمقصود أن هذا الأصل هو الأمر العظيم.. ولما تساهل فيه الناس- إلا من رحم الله- وقعوا في الشرك الأكبر, وهم يدعون الإسلام وينكرون على من رماهم بخلافه, وهم على الشرك بسبب جهلهم بهذا الأصل العظيم, فقد اتخذوا كثيرا من الأموات آلهة من دون الله يعبدونهم, ويطوفون بقبورهم, ويستغيثون بهم, ويسألونهم شفاء المرضى, وقضاء الحاجات, والنصر على الأعداء, ويقولون: هذا ليس بشرك وإنما هو تعظيم للصالحين, وتوسل بهم إلى الله, ويقولون أيضا: بأن الإنسان لا يدعو الله مباشرة إنما يدعو الله بواسطة الأولياء وهم كالوزراء بالنسبة إلى الرب, كما أن الوزراء بالنسبة للملوك هم الواسطة, فشبهوا الله بخلقه, وعبدوا خلقه من دونه. نسأل الله العافية.
فكل هذا من أسباب الجهل, وقلة البصيرة بهذا الأصل العظيم , فعباد البدوي , وعباد الشيخ: عبد القادر , وعباد الحسين , وعباد غيرهم من الناس, أصابهم البلاء من هذا السبيل, جهلوا حقيقة التوحيد, وجهلوا دعوة الرسل, والتبست عليهم الأمور, فوقعوا في الشرك واستحسنوه, وجعلوه دينا وقربة, وأنكروا على من أنكر عليهم, وقل أن تجد في غالب الأمصار العالم البصير بهذا الأصل العظيم, بل تجد من يشار إليه بالأصابع, ويقال: إنه العالم, وهو مع ذلك ممن يعظم القبور التعظيم الذي لم يشرعه الله, ويدعو أهلها, ويستغيث بهم وينذر لهم ونحو ذلك.
أما علماء الحق, علماء السنة, علماء التوحيد فهم قليل في كل مكان.

فادي الترك 16/9/2009 11:11 PM

رد: التوحيد وأنواعه
 
مشكور اخي باسل

adnan_afamia 17/9/2009 03:41 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
بارك الله فيك أخي الكريم

صلاح الخنانى 18/9/2009 02:24 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
بارك الله لك اخى باسل

solaymani 20/9/2009 08:56 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
بارك الله فيك أخي الكريم

صلاح الخنانى 22/9/2009 04:25 PM

رد: التوحيد وأنواعه
 
http://www.s3udy.net/pic/thankyou002_files/14.gif
http://www.s3udy.net/pic/thankyou002_files/13.gif

انور حافظ احمد 24/9/2009 07:09 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
http://s4up.com/upfiles/jRe43709.gif

المهندس حسام 9/10/2009 04:34 PM

رد: التوحيد وأنواعه
 
بارك الله فيك اخي الكريم وجعله في ميزان حسناتك

فقط وحصرياتحت قلعةالمهندسين العرب منتدي الابداع تم تحطيم موقع الفور شيرد الان حل مشكلة موقع 4shared من إنقطاع التحميل وبطئ السرعة فقط ضع هنا الرابط الذي تريد تحميله وسوف تري الرابط البديل مباشر ويدعم الاستكمال فعال

http://www.mohandsen.com/vb/showthread.php?t=304178

المهندس حسام 9/10/2009 04:35 PM

رد: التوحيد وأنواعه
 
بارك الله فيك اخي الكريم وجعله في ميزان حسناتك

فقط وحصرياتحت قلعةالمهندسين العرب منتدي الابداع تم تحطيم موقع الفور شيرد الان حل مشكلة موقع 4shared من إنقطاع التحميل وبطئ السرعة فقط ضع هنا الرابط الذي تريد تحميله وسوف تري الرابط البديل مباشر ويدعم الاستكمال فعال

http://www.mohandsen.com/vb/showthread.php?t=304178

صلاح الخنانى 11/10/2009 12:25 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/50/e%20(114).gif

kut mouse 11/10/2009 11:36 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
بارك الله فيك اخي الكريم

صلاح الخنانى 21/10/2009 03:18 AM

رد: التوحيد وأنواعه
 
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/45/7.jpg


الساعة الآن 09:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir