المهندسين العرب - «واشنطن بوست»: الولايات المتحدة «فشلت» في الاعتراف بأهمية إسلاميي الشرق الأوسط

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الولايات المتحدة «فشلت» في الاعتراف بأهمية الإسلاميين الراديكاليين، مشيرة إلي أن التوقيت مناسب لظهور تاريخ جديد كبير لارتباط أمريكا بالشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن الوثائق الأرشيفية الأساسية الخاصة بتاريخ ارتباطها بهذه المنطقة، لا يزال مغلقا عليها «بالضبة والمفتاح»، متوقعة ألا يتم التوصل إليها إلا بعد وقت طويل سواء في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر.

واستدركت الصحيفة: «لكن هناك مادة كافية متوافرة في شكل وثائق، تم الكشف عن سريتها ومذكرات وتاريخا شفهيا ومعالجات صحفية، وذلك لربط أجزاء القصة ببعضها البعض كي نعرف كيف وصلنا للمأزق الحالي».

وأشارت إلي أن كتاب «اختيار الأعداء» ـ الذي ألفه المتخصص في الاستراتيجية النووية، سير لورانس فريدمان ـ يركز علي ما اسماه «الموجة المتطرفة الثانية» في الشرق الأوسط، والتي قادها الإسلاميون، والتي حظيت بقوة الدفع من خلال الثورة الإيرانية أواخر السبعينيات.

ونبه الكاتب إلي أن هذه الموجة تلت الموجة المتطرفة الأولي التي ترأسها القوميون العرب العلمانيون في فترتي الخمسينيات والستينيات، لافتاً إلي أن كلتا الموجتين كانت ضد الاستعمار والصهيونية، وأن كلا منهما نمّي بشكل حقيقي من التطورات السياسية التي وقعت في مصر.

وأكد أن المسؤولين الأمريكيين فشلوا في رؤية الموجة الثانية وهي تأتي، والتي تتمثل في المغزي الكامل للثورة الإيرانية، ونهوض المجاهدين في أفغانستان ليس فقط في عام ١٩٧٩ ولكن في السنوات التالية أيضاً.

ونبه إلي أن الرأسمالية والشيوعية والحلول العظيمة التي قدمتها القوتان العظيمتان لمشكلات التحديث لم تؤد إلي النتيجة التي أعلنت عنها، ولم تهدئ من مشاعر الذل العميقة التي تولدت عبر قرون من الهيمنة الغربية ونهوض إسرائيل مؤخراً.

وقال الكاتب: «وجد المذهب الإسلامي القويم أخيراً مساندة كبيرة لرسالته»، موضحاً أن زعماء علمانيين مثل جمال عبدالناصر في مصر وشاه إيران رضا بهلوي قادا شعبيهما إلي طريق خاطئ عندما فرضا عودة الشريعة الإسلامية المحافظة والقيم الإسلامية».

وعقبت «واشنطن بوست» في عرضها للكتاب، بأن هناك أجزاءً ًًمألوفة من هذا التاريخ، مستدركة أنه من المفيد أن يربط الخيطان في رواية واحدة. وأضافت: «هذا أفضل لتوضيح المعضلات الصعبة التي واجهها صانعو السياسة الأمريكية».