المهندسين العرب - مجموعة الثماني تحذر من مرحلة غموض تواجه الاقتصاد العالمي.. وتدعو الدول المنتجة للنفط لزيادة إنتاجها

وجه زعماء مجموعة الثماني «جي ٨» اهتمامهم أمس إلي قضايا البيئة والارتفاع الحاد في أسعار النفط والغذاء، وسط مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية إلي مزيد من التباطؤ في الاقتصاد العالمي. وفي اليوم الثاني من أعمال قمة المجموعة التي تعقد في توياكو بشمال اليابان، دعا قادة مجموعة الثماني الدول المنتجة للنفط إلي زيادة قدراتها الإنتاجية والتكريرية «في الأمد القصير» للحد من ارتفاع أسعار النفط.

وقال القادة في بيان «نحن قلقون جدًا لارتفاع أسعار النفط الذي يؤدي إلي مخاطر علي الاقتصاد العالمي». وحذر القادة من أن الاقتصاد العالمي يواجه حاليا مرحلة من «الغموض» وأن«المخاطر لاتزال قائمة». وأكدوا أن ارتفاع أسعار النفط و الغذاء يشكل «تحديا خطيرا لاستقرار النمو في العالم» كما أن له «تداعيات خطيرة علي الفئات الأكثر تضررًا منه».

واعترفت الدول الثماني بأن البلدان الغنية المستوردة للنفط يجب أن تساهم في تهدئة الأسعار «ببذل جهود إضافية لتحسين فاعلية استخدام الطاقة ومواصلة تنويع مصادرها» للتقليص من الارتباط بالنفط. وفي الوقت نفسه، قال مسؤول بمجموعة الثماني إن زعماء «جي ٨» اتفقوا أمس علي جمع كبار منتجي النفط ومستهلكيه في منتدي عالمي جديد للطاقة لبحث الإنتاج والاسعار.

وفي إشارة إلي المشاورات الأخيرة التي جرت في السعودية بين المنتجين والمستهلكين، قال المسؤول إن «المنتدي سيكون شبيها بجدة لكنه سيكون أوسع نطاقا». وأضاف أن «الزعماء اتفقوا علي أنه لا يكفي أن يقولوا إنهم يشعرون بالقلق بشأن أسعار النفط، بل عليهم أن يتبنوا عملا ملموسا».

في غضون ذلك، أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المجتمع الدولي يجب أن يعمل بدون كلل لتخفيف محنة عشرات الملايين من الناس الذين يعانون في ظل ارتفاع الأسعار العالمية. وقال كي مون الذي يشارك في قمة مجموعة الثماني في مؤتمر صحفي إن المشاكل الكبري التي يواجهها العالم الآن كلها متداخلة. وأضاف «يواجه العالم ٣ أزمات متزامنة: أزمة غذاء وأزمة مناخ وأزمة تنمية. والأزمات الثلاث مرتبطة ببعضها البعض بشدة ويتعين معالجتها علي هذا النحو». فيما أعلن رئيس البنك الدولي أن هناك حاجة ماسة الي ١٠ مليارات دولار لتوفير الغذاء للأشخاص الأكثر فقرا.

وقال زوليك إنه مع ارتفاع أسعار النفط يواجه فقراء العالم خطرا مزدوجا. وأضاف أن «كيفية الرد علي ذلك الخطر المزدوج لارتفاع أسعار الوقود والغذاء هو اختبار لالتزام النظام العالمي بمساعدة الأضعف، وهو اختبار لا يمكن أن نتحمل فشلنا فيه». وتابع أن «هذه القمة لمجموعة الثمانية يتعين أن تحمل الأمل لمن لا أمل لهم والطعام لمن لا طعام لهم».

وعلي صعيد أزمة تغير المناخ والاحتباس الحراري، اتفق قادة مجموعة الثماني التي تشمل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا واليابان علي خفض انبعاثات الغازات العالمية «بنسبة ٥٠% علي الأقل» بحلول عام ٢٠٥٠ علي أن تحدد كل دولة لاحقا أهدافا علي المدي المتوسط. وقال إعلان القمة حول التغير المناخي إن مجموعة الثماني ترغب «في أن تقر خلال المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول العام ٢٠٥٠ بنسبة ٥٠% علي الأقل».

جاء ذلك بعد أن تخلي الرئيس الامريكي جورج بوش أخيرًا وقبل نحو ٦ أشهر من تاريخ تركه كرسي رئاسة الولايات المتحدة عن رفضه الالتزام بهدف طويل الأمد لحماية المناخ. من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها «راضية جدًا» عن عمل مجموعة الثماني في قضية الاحتباس الحراري. وقالت ميركل إن قمة مجموعة الثمانية تحقق تقدمًا ملحوظًا في مجال حماية المناخ.

فيما أوضح رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا إن «المعدلات الحالية» لعام ٢٠٠٨ تمثل سنة الأساس بالنسبة لتحقيق هدف خفض انبعاثات الغازات إلي النصف بحلول عام ٢٠٥٠، وقال فوكودا إن الدول الأعضاء بمجموعة الثماني اتفقت علي تحديد «أهداف طموحة تتحقق علي المدي المتوسط» بخفض انبعاثاتها الخاصة من أجل تحقيق الهدف الذي يتحقق علي المستوي البعيد. ويتناقض هذا مع موقف الاتحاد الأوروبي والنشطاء المعنيين بالتغيرات المناخية الذين يصرون علي أن سنة الأساس يجب أن تكون عام ١٩٩٠.

من جهة أخري، أعلنت مجموعة الثمانية أنها تمهل نفسها ٥ سنوات لتحريك ٦٠ مليار دولار من أجل محاربة الأمراض المعدية في أفريقيا، كما أكدت تعهدها بمضاعفة مساعداتها للقارة بحلول عام ٢٠١٢، وقال زعماء مجموعة الثماني في بيان «نكرر تعهدنا بمواصلة الجهود والعمل بهدف تقديم ٦٠ مليار دولار علي الأقل علي مدي ٥ سنوات من أجل محاربة الأمراض المعدية وتعزيز القطاع الصحي».