المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   المنتدي الاسلامي (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   منزلة الوقف وأهميته في الإسلام (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=755459)

عبدالرازق ابو محمد 23/11/2016 08:28 AM

منزلة الوقف وأهميته في الإسلام
 


http://www5.0zz0.com/2011/11/07/10/270961444.gif

منزلة الوقف وأهميته في الإسلام

عباد الله: للوقف منزلة كبيرة في الإسلام؛ وهو أحد الأسباب التي تكون طريقا لزيادة الحسنات وتكثير الأعمال الصالحة في الدنيا والآخرة في حياة الفرد وبعد مماته ، وقد غفل عنه كثير من الناس في عصرنا الحاضر وانشغلوا في أمور الحياة والتكاثر في الأموال.

والوقف: هو حبس أصل المال، وتسبيل منافعه، طلباً للثواب من الله عز وجل.

والوقف الشرعي الصحيح هو ما كان على جهة بر من قريب، أو فقير، أو جهة خيرية نافعة، فهو صدقة جارية دائمة. قال القرطبي: ” إن المسألة إجماع من الصحابة ، وذلك أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وعائشة وفاطمة وعمرو بن العاص والزبير وجابراً كلهم أوقفوا الأوقاف “.(تفسير القرطبي)؛ ويقول الإمام أحمد -رحمه الله -: « قد وقف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقوفهم بالمدينة ظاهرة، فمن رد الوقف فإنما رد السنة » ( الزركشي : شرح مختصر الخرقي).

ولأهمية الوقف في حياة الأمة أجازه الشارع الحكيم من الكافر لأن نفعه يعود بالخير على الأمة كلها، لكن الكافر يثاب على صدقاته في الدنيا، ولا حظ له من الثواب في الآخرة. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِناً حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ؛ وَأَمَّا الكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا فِي الدُّنْيَا؛ حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا».( مسلم).

أيها المسلمون: إن الوقف من أفضل الصدقات التي حث الله عليها، ورغَّب فيها رسوله؛ لأنه صدقة دائمة ثابتة في وجوه البر والإحسان؛ وهو من أجلِّ وأعظم أعمال القُرب التي لا تنقطع بعد الموت. فَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». ( مسلم). ” قال العلماء : معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته ، وينقطع تجدد الجواب له ، إلا في هذه الأشياء الثلاثة ؛ لكونه كان سببها ؛ فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية، وهي الوقف “.(شرح النووي على مسلم). ؛

وهناك صور أخرى عديدة للوقف ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ؛ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ؛ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ؛ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ؛ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ؛ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ؛ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ”.( ابن ماجه بإسناد حسن واللفظ له وابن خزيمة والبيهقي)؛ وقد وردت خصال أخرى بالإضافة إلى هذه نظمها الإمام السيوطي فقال:

إذا مات ابن آدم ليس يجزى……………..عليـه من فعـال غير عشر

علوم بثـها ودعاء نـجل………………وغرس النخل والصدقات تجري

وراثة مصحف ورباط ثغر………………..وحفر البئر أو إجـراء نـهر

وبيت للغريب بناه يـأوي……………….إليـه أو بـناء مـحل ذكر


ويدخل في الوقف كل ما فيه نفع للمسلمين في جميع مجالات الحياة ولا سيما حاجاتهم الضرورية؛ وهذا يختلف باختلاف الزمان والمكان والحال والظروف والشدائد؛ فإذا كان الإنسان في بلد يموت فيه الناس من الجوع والعطش فالأفضل الوقف على إنقاذ الأنفس من الموت والجوع والعطش، والصدقة على القريب الفقير أفضل؛ لأنها صدقة وصلة؛ وإذا كان الإنسان في بلد فيه الأرزاق متيسرة، والناس محتاجون إلى العلم، فبناء المساجد ودور العلم أفضل وأعظم ثواباً.. وهكذا.

أحبتي في الله: لقد رفع الإسلام شأن كل من أوقف وقفا للمسلمين؛ وذلك بأن كل من انتفع بهذا الوقف فهو في ميزان حسناته إلى يوم القيامة؛ فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ؛ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ” (مسلم)؛

يقول الإمام النووي:” هذا الحديث من قواعد الإسلام ، وهو : أن كل من ابتدع شيئا من الشر كان عليه مثل وزر كل من اقتدى به في ذلك العمل مثل عمله إلى يوم القيامة ، ومثله من ابتدع شيئا من الخير كان له مثل أجر كل من يعمل به إلى يوم القيامة.” ( شرح النووي).

ويقول الإمام الهيتمي: ” بشرى عظيمة لمن نسخ علما نافعا ، وهي أنه يكون له أجره وأجر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به ، وإنذار عظيم لمن نسخ علما فيه إثم وهو أن عليه وزره ووزر من قرأه أو نسخه أو عمل به بعده ما بقي خطه والعمل به”.( الزواجر عن اقتراف الكبائر )

أيها المسلمون: ما من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أوقف في سبيل الله ولكن كل صور الوقف لم تنقل عنهم وما نقل أقل مما لم ينقل كما في العنصر الثاني إن شاء الله تعالى؛ قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ لَهُ مَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِلا حَبَسَ مَالا مِنْ صَدَقَةٍ مُؤَبَّدَةٍ لا تُشْتَرَى أَبَدًا وَلا تُوهَبُ وَلا تُورثُ” (أخرجه الخصاف في أحكام الأوقاف). وهذا يدل دلالة واضحة على أهمية الوقف ومنزلته في الإسلام .


roufa01 23/11/2016 08:31 AM

رد: منزلة الوقف وأهميته في الإسلام
 
بارك الله فيك أخي

إبراهيم داود 23/11/2016 04:02 PM

رد: منزلة الوقف وأهميته في الإسلام
 
بارك الله فيك أخي

ايمن مغازى 24/11/2016 01:37 PM

رد: منزلة الوقف وأهميته في الإسلام
 
بارك الله فيك أخى

محمود الاسكندرانى 26/11/2016 02:56 AM

رد: منزلة الوقف وأهميته في الإسلام
 
بارك الله فيك


الساعة الآن 08:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir