المهندسين العرب - التحذيـــر من الابتداع

حذرنا الله ورسوله من الابتداع لأنه استدراك على الله في شرعه واتهام للنبي ﷺ في تبليغه وبيانه. فما توفي رسول الله ﷺ حتى بين لنا كل خير وأنذرنا كل شر وتركنا على البيضاء ليلها ونهارها سواء. »فلا يصلح ءاخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم ديناّ«.فاتبعوا ولا تبتدعوا فلا خير في قربة لم ترد في شرع الله، واعلموا أن البِدعة نوعان بدعة في الغايات وبدعة في الوسائل. فكل ما تركه النبي ﷺ مع وجود المقتضى وغياب المانع بدعة، وكل ما له مستند شرعي فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف.
1/ التحذير من المحدثات والبدع
جابر بن عبد الله: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ. م.
العرباض بن سارية: إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ. د.
قال الله سبحانه: فَلْيَحْذَرِ اِلذِينَ يُخَالِفُونَ عَنَ اَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ. النور 63.
2/ عواقب المحدثات والبدع
الابتداع طعن في الدين واستدراك على الله ورسوله
قال الله تعالى: اِلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِسْلَـمَ دِينًا. المائدة 3.
عبد الله بن مسعود: لَيْسَ مِنْ عَمَلٍ يُقرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ إلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلا عَمَلٌ يُقرِّبُ مِنَ النَّارِ إلَّاوَقَدْنَهَيْتُكُمْعَنْهُ. ذ.
عبد الله بن عمرو: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ. وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا. م.
الابتداع مشاقة لرسول الله ﷺ ورغبة عن السنة
أنس بن مالك: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. متفق عليه.
عمر بن الخطاب: إِنَّ اَلذِينَ فَرقُواْ دِينَهُمْ وَ كَانُواْ شِيَعاً. هُمْ أَصْحَابُ الْبِدَعِ وَأَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ لَيْسَ لَهُمْ تَوْبَةٌ، أَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَهُمْ مِنِّي بَرَاءُ. ط.
الابتداع اتباع للهوى
قال الله تعالى: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمَ اَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ. وَمَنَ اَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَيهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اَللَّهِ. القصص 50.
الابتداع من سبُل الشيطان
عبد الله بن مسعود: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيماً. ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ السُّبُلُ لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ. ثُمَّ قَرَأَ: وَأَنَّ هَذَا صِرَطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ. وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. ح.
قال الله سبحانه: وَلَا تَكُونُواْ كَالذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَـتُ. وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. آل عمران 150.
الابتداع طمس للسنة
غضيف بن الحارث الثمالي: مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ. ح.ض.
أبو أمامة الباهلي: مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الْجَدَلَ. ت.
الابتداع من مبطلات الأعمال
عائشة: مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ. متفق عليه.
عبد الله بن عباس: أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ. ة.ض.
أنس بن مالك: إنَّ اللهَ حَجَبَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ. ط.
الابتداع سيئات جارية
عمرو بن عوف المزني: مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلاَلَةٍ لاَ يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا. ت.
الابتداع من اسباب اللعنة
علي بن أبي طالب: الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً. متفق عليه.
الابتداع خزي وندامة يوم القيامة
سهل بن سعد الساعدي: إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا. لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي. متفق عليه.
قال الله سبحانه: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَـلَيْتَنِى اِتَّخَذْتُ مَعَ اَلرَّسُولِ سَبِيلًا. الفرقان 27.
قال الله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تَسَّوَّى بِهِمُ الاَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اَللَّهَ حَدِيثًا. النساء 42.
قال الله سبحانه: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى اِلنَّارِ يَقُولُونَ يَـلَيْتَنَا أَطَعْنَا اَللَّهَ وَأَطَعْنَا اَلرَّسُولَا. الأحزاب 66.