المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الشعر والأدب المنقول (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=586)
-   -   من روائع الفصحى للشعراء العرب ... (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=745415)

مدحت الجزيرة 8/9/2016 01:46 AM

من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
شكوت البين

لــ أمير الشعراء أحمد شوقي

ردت الروح على المضني معك
أحســــــــن الأيـــــــــــام يوم أرجعك

مر من بعـــــــــــدك ما روعني
أترى يا حـــــــــــلو بعدي روعـــــــك؟

كم شكوت البين بالليــــــل إلى
مطلع الفجر عســـــى أن يطلعـــك

وبعثت الشـــوق بي ريح الصبــا
فشكا الحـــــرقة مما استودعــــــك

يا نعيمي وعذابي في الهـــــــوى
بعـــــذولي في الهوى ما جمعك؟

أنت روحي، ظلم الواشـــي الذي
زعم القلب ســــــلي أو ضيعـــــك

موقعي عنــــدك لا أعلمـــــــــــــه
آه لو تعلم عندي موقعـــــــــــك!

أرجفوا أنك شــــــــــــاك موجع
ليــــت لي فـــوق الضـــنا ما أوجعك

نامت الأعين إلا مقلـــــــــــــــة
تسكب الدمــــع وترعى مضجعك

مدحت الجزيرة 8/9/2016 01:57 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 
من اجمل القصائد التي كتبها
المتنبي


واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِم
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ

فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ

قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ

أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ

أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ

عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا

أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ
تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ

يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ

أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ

وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً
حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ

يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ

ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ
لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ

إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ

وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ
إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ

كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ

ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ

لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ

أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ
لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ

لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا
لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ

إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا
أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ

شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ

وَشَرُّ ما قَنَصَتهُ راحَتي قَنَصٌ
شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ

بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ
تَجوزُ عِندَكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ

هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ
قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ

مدحت الجزيرة 8/9/2016 01:58 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 

من روائع
احمد شوقي


شيعت أحلامي بقلب باك
شَيَّعـتُ أَحلامـي بِقَلـبٍ بــاكِ
وَلَمَحتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكـي
وَرَجَعـتُ أَدراجَ الشَبـابِ
وَوَردِهِ أَمشي مَكانَهُمـا عَلـى الأَشـواكِ

وَبِجانِبـي واهٍ كَــأنَّ خُفـوقَـهُ
لَمّـا تَلَفَّـتَ جَهشَـةُ المُتَبـاكـي
شاكي السِلاحِ إِذا خَـلا بِضُلوعِـهِ

فَـإِذا أُهيـبَ بِـهِ فَلَيـسَ بِشـاكِ
قَد راعَـهُ أَنّـي طَوَيـتُ حَبائِلـي
مِن بَعـدِ طـولِ تَنـاوُلٍ وَفِكـاكِ

وَيحَ اِبنِ جَنبـي كُـلُّ غايَـةِ لَـذَّةٍ
بَعـدَ الشَبـابِ عَـزيـزَةُ الإِدراكِ
لَـم تُبـقِ مِنّـا يـا فُـؤادُ بَقِيَّـةً
لِفُـتُـوَّةٍ أَو فَضـلَـةٌ لِـعِــراكِ

كُنّا إِذا صَفَّقـتَ نَستَبِـقُ الهَـوى
وَنَشُـدُّ شَـدَّ العُصبَـةِ الفُـتّـاكِ
وَاليَومَ تَبعَثُ فِـيَّ حيـنَ تَهَزُّنـي
ما يَبعَثُ الناقـوسُ فـي النُسّـاكِ

يا جارَةَ الوادي طَرِبتُ وَعاوَدَنـي
ما يُشبِـهُ الأَحـلامَ مِـن ذِكـراكِ
مَثَّلتُ في الذِكرى هَواكِ وَفي الكَرى
وَالذِكرَياتُ صَدى السِنينِ الحاكـي

وَلَقَد مَرَرتُ عَلى الرِياضِ بِرَبـوَةٍ
غَنّـاءَ كُنـتُ حِيالَـهـا أَلـقـاكِ
ضَحِكَت إِلَيَّ وُجوهُهـا وَعُيونُهـا
وَوَجَـدتُ فـي أَنفاسِهـا رَيّــاكِ

فَذَهبتُ في الأَيّـامِ أَذكُـرُ رَفرَفـاً
بَيـنَ الجَـداوِلِ وَالعُيـونِ حَـواكِ
أَذَكَرتِ هَروَلَةَ الصَبابَـةِ وَالهَـوى
لَمّـا خَطَـرتِ يُقَبِّـلانِ خُـطـاكِ

لَم أَدرِ ماطيبُ العِناقِ عَلى الهَـوى
حَتّـى تَرَفَّـقَ ساعِـدي فَطـواكِ
وَتَأَوَّدَت أَعطافُ بانِكِ فـي يَـدي
وَاِحمَـرَّ مِـن خَفرَيهِمـا خَـدّاكِ

وَدَخَلتُ في لَيلَينِ فَرعِكِ وَالدُجـى
وَلَثَمـتُ كَالصُبـحِ المُنَـوِّرِ فـاكِ
وَوَجدتُ في كُنهِ الجَوانِـحِ نَشـوَةً
مِن طيبِ فيكِ وَمِن سُـلافِ لَمـاكِ

وَتَعَطَّلَت لُغَـةُ الكَـلامِ وَخاطَبَـت عَينَيَّ
فـي لُغَـةِ الهَـوى عَينـاكِ
وَمَحَوتُ كُلَّ لُبانَةٍ مِـن خاطِـري
وَنَسيـتُ كُـلَّ تَعاتُـبٍ وَتَشاكـي

لا أَمسَ مِن عُمرِ الزَمانِ وَلا غَـدٌ
جُمِعَ الزَمانُ فَكانَ يَـومَ رِضـاكِ
لُبنانُ رَدَّتنـي إِلَيـكَ مِـنَ النَـوى
أَقــدارُ سَـيـرٍ لِلحَـيـاةِ دَراكِ

جَمَعَت نَزيلَي ظَهرِها مِـن فُرقَـةٍ كُـرَةٌ
وَراءَ صَوالِـجِ الأَفــلاكِ
نَمشي عَلَيهـا فَـوقَ كُـلِّ فُجـاءَةٍ
كَالطَيرِ فَـوقَ مَكامِـنِ الأَشـراكِ

وَلَو أَنَّ بِالشَوقُ المَـزارُ وَجَدتَنـي
مُلقى الرِحالِ عَلى ثَـراكِ الذاكـي
بِنـتَ البِـقـاعِ وَأُمَّ بَردونِيَّـهـا طيبـي
كَجِلَّـقَ وَاِسكُبـي بَـرداكِ

وَدِمَشـقُ جَنّـاتُ النَعيـمِ
وَإِنَّمـا أَلفَيـتُ سُـدَّةَ عَدنِهِـنَّ رُبــاكِ
قَسَماً لَوِ اِنتَمَتِ الجَـداوِلُ وَالرُبـا
لَتَهَلَّـلَ الفِـردَوسُ ثُــمَّ نَـمـاكِ

مَـرآكِ مَـرآهُ وَعَينُـكِ عَيـنُـهُ
لِـم يـا زُحَيلَـةُ لا يَكـونُ أَبـاكِ
تِلـكَ الكُـرومُ بَقِيَّـةٌ مِـن بابِـلٍ
هَيهـاتَ نَسـيَ البابِلِـيِّ جَـنـاكِ

تُبدي كَوَشيِ الفُرسِ أَفتَـنَ صِبغَـةٍ
لِلناظِريـنَ إِلـى أَلَــذِّ حِـيـاكِ
خَرَزاتِ مِسكٍ أَو عُقـودَ الكَهرَبـا
أودِعـنَ كافـوراً مِـنَ الأَسـلاكِ

فَكَّرتُ في لَبَنِ الجِنـانِ وَخَمرِهـا
لَمّا رَأَيـتُ المـاءَ مَـسَّ طِـلاكِ
لَم أَنسَ مِن هِبَةِ الزَمـانِ عَشِيَّـةً

سَلَفَت بِظِلِّـكِ وَاِنقَضَـت بِـذَراكِ
كُنتِ العَروسَ عَلى مَنَصَّةِ جِنحِهـا
لُبنانُ في الوَشـيِ الكَريـمِ جَـلاكِ

يَمشي إِلَيكِ اللَحظُ في الديبـاجِ
أَو في العاجِ مِن أَيِّ الشِعـابِ أَتـاكِ
ضَمَّت ذِراعَيهـا الطَبيعَـةُ رِقَّـةً

صِنّيـنَ وَالحَرَمـونَ فَاِحتَضَنـاكِ
وَالبَدرُ في ثَبَـجِ السَمـاءِ مُنَـوِّرٌ
سالَت حُلاهُ عَلى الثَـرى وَحُـلاكِ

وَالنَيِّراتُ مِـنَ السَحـابِ مُطِلَّـةٌ
كَالغيدِ مِـن سِتـرٍ وَمِـن شُبّـاكِ
وَكَأَنَّ كُـلَّ ذُؤابَـةٍ مِـن شاهِـقٍ
رُكنُ المَجـرَّةِ أَو جِـدارُ سِمـاكِ

سَكَنَـت نَواحـي اللَيـلِ إِلّا أَنَّـةً
في الأَيكِ أَو وَتَراً شَجِـيَ حِـراكِ
شَرَفاً عَروسَ الأَرزِ كُـلُّ خَريـدَةٍ
تَحتَ السَماءِ مِـنَ البِـلادِ فِـداكِ

رَكَزَ البَيـانُ عَلـى ذَراكِ لِوائَـهُ
وَمَشى مُلوكُ الشِعرِ فـي مَغنـاكِ
أُدَباؤُكِ الزُهرُ الشُمـوسُ وَلا أَرى
أَرضاً تَمَخَّضُ بِالشُمـوسِ سِـواكِ

مِن كُلِّ أَروَعَ عِلمُـهُ فـي شِعـرِهِ
وَيَراعُـهُ مِـن خُلـقِـهِ بِـمَـلاكِ
جَمعَ القَصائِدَ مِن رُبـاكِ وَرُبَّمـا
سَرَقَ الشَمائِلَ مِن نَسيـمِ صَبـاكِ

موسى بِبابِكِ في المَكـارِمِ وَالعُـلا
وَعَصاهُ في سِحرِ البَيانِ عَصـاكِ
أَحلَلتِ شِعري مِنكِ في عُليا الـذُرا
وَجَمَعـتِـهِ بِـرِوايَـةِ الأَمــلاكِ

إِن تُكرِمي يا زَحلُ شِعـري إِنَّنـي
أَنـكَـرتُ كُــلَّ قَصـيـدَةٍ إِلّاكِ
أَنـتِ الخَيـالُ بَديعُـهُ وَغَريبُـهُ
اللَـهُ صاغَـكِ وَالـزَمـانُ رَواكِ

مدحت الجزيرة 8/9/2016 02:02 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 

معلقة طرفة بن العبد
لخولة أطلال



لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِاليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـن ٍيَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِ

ييَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراًتَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ

ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ

وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي

أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـاعَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ

جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ

تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ

تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ

تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ

كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ

فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ

وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ

كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ

لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ

كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ

صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ

أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ

جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْلَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ

كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ

تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ

وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ

وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ

وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ

طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ

وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَىلِ هَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ

مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ

وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ

وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ

وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ

وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ

عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي

وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ

إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ

أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ

فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ

فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ

وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ

نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ

رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ

إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـاعَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ

إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ

وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي

إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ

رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ

أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي

فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي

وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي

فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ

وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ

وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ

كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ

كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي

أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ

تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ

أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى لَكَ الطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ

فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ

يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ

وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ

عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ

وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ

وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ

وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِم ْبِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ

بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي

فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي

ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌوَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ

فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ

فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ

أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ

فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ

حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ

أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي

إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي

وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ

يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ

وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ

وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ

فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ

فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ

ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِ

يبَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ

فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ

وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي

لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ

ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ

عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ

وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ

مدحت الجزيرة 8/9/2016 02:04 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 
معلقه عنتره بن شداد ...

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا
فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا
بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ
أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ
عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ
عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا
زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ
ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ
مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ
كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا
بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا
زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ
مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا
وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً
سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ
وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ
أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ
جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ
يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ
غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ
قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ
وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ
هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ
لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ
تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ
وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ
حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ
حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ
كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ
زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ
وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ
غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما
بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً
حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي
طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي
سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا
رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ
قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ
فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ
مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً
وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي
وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً
تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ
ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ
إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ
نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ
طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً
يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ
ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ
لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ
جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ
بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ
فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ
يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا
هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ
لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ
أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ
عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا
خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ
بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ
بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ
حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي
فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي
والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي
غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ
عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي
لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا
أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ
وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا
قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ
والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً
مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ
للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ
الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا
والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا
جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

مدحت الجزيرة 8/9/2016 02:05 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 

معلقة زهير بن أبي سلمى

أمن أم أوفى

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ

وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ

بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ

أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ

فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ

جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ

عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــم ِ

بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ

وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ

فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ

ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ

يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ

عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ

تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ

يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ

فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ

يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ

وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُوَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ

فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ

لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ

وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ

فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ

جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ

دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُواغِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ

فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ

فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ

لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ

كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ

سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِب ْتُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ

سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ

مدحت الجزيرة 8/9/2016 02:09 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 
"اقيمو بني امي صدور مطيكم "
لامية العرب


أقيموا بني أمي ، صــــــــــــــــــــــدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــواكم لأميلُ !
فقد حــــــمت الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُـــــــــــــــــــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خــــــــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ
سَـــــــــــــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهـــــلــــول وَعَـــــــرفــاءُ جـــــــــــــيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ الســـــــــــــــــــرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجـــــــــــــــــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باســـــــــــــــــــــــــــلٌ . غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــــــــــــــــــــــلُ
وإن مــــــــــدتْ الأيــــــــدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم ، إذ أجْشَــــــــــــــــــــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْـــــــــــطـَةٌ عن تفضــــــــــــــــلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضــــــــــــــــــــــلَ المتفضِّلُ
وإني كفــــــــاني فَقْدُ من ليس جـــــــــــــازياً
بِحُســـــــــــــــــــــــنى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصــــــــــــــــحـــــابٍ : فؤادٌ مشـــــــيعٌ ،
وأبيضُ إصــــــليتٌ ، وصــــــــــــــــــفراءُ عيطلُ
هَـــــتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يـــزيـــنـــــها
رصـــــــــــــــــــــــائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها الســـــــــــــــــــــهمُ ، حَنَّتْ كأنها
مُـــــــــــرَزَّأةٌ ، ثــــكــــلى ، تــــــرِنُ وتُعْــــــوِلُ
ولســــــــــــــــــــتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
مُــــجَـــــــــدَعَةً سُــــــــــــقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِـــــــــــــــــــــــــــــهِ
يُطـــــــــــــالعها في شــــــــــــأنه كيف يفعـلُ
ولا خَــــــــرِقٍ هَيْـــــــــقٍ ، كأن فُـــــــــــــؤَادهُ
يَظَـــــــــلُّ به الكَّـــــــــاءُ يعلو ويَسْــــــــــفُلُ ،
ولا خــــــــــــــــــــــــــــــــالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
يــــروحُ ويـــغــــــدو ، داهـــــــــــــــناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَــــــــــــــــــــــــــــرُّهُ دُونَ خَيرهِ
ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـــــــــــــــــــــــتاجَ ، أعزلُ
ولســـــــــــــــــــتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
هدى الهوجلِ العســــــــــــــيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناســــــــــــــــــــمي
تطــــــــــــــاير منه قـــــــــــــــــــــــادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجــــــــــــــــــــــــوعِ حتى أُمِيتهُ ،
وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــــــــــــــــــفحاً ، فأذهَلُ
وأســــــــــــــــــتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
عَليَّ ، من الطَّــــــــــــــــــــــوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشـــــــــــــــربٌ
يُعــــــــــــــــــــــــــــاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفســـــــــــــــــــــــــــــاً مُرةً لا تقيمُ بي
على الضــــــــــــــــــــــــــيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحـــــــوايا ، كما انطوتْ
خُـــــــــيـُوطَـــــــــــــــــــــــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهـــــــــــــــــيدِ كما غدا
أزلُّ تـــهـــــــاداه التَّــنــائِـــــــــفُ ، أطــــحـــلُ
غدا طَــــــــاوياً ، يعــــارضُ الرِّيــــــحَ ، هـــافياً
يخُــــــــوتُ بأذناب الشِّــــــــــــــعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُـــــــــــــــــــــــــوتُ من حيث أمَّهُ
دعــــــــــا ؛ فأجــــــــابته نظــــــــــــــــائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجـــــــــــــــــــــــوهِ ، كأنها
قِداحٌ بكفيَّ ياسِـــــــــــــــــــــــــــــرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْــــــــــــــــــــرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَــــــــــــــــــــــامٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُــــــــــــــــــــــــــــدُوقها
شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّـــــــــــــــــــــلُ
فَـــضَــــــــــجَّ ، وضَــــــــــجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
وإياهُ ، نــــــــوْحٌ فــــــــوقَ عـــــــــلياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتســـى واتَّســــــــــتْ بهِ
مَــــرَامــــيلُ عَــــزَّاها ، وعَــــزَّتهُ مُــــرْمِـــــــلُ
شَكا وشـــــــــــــكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
ولَلصَّـــــــبرُ ، إن لم ينفع الشــــــــــكوُ أجملُ!
وَفَــــــــاءَ وفــــــــاءتْ بادِراتٍ ، وكُــــــــــــلُّها ،
على نَكَـــــظٍ مِمَّا يُكـــــــاتِمُ ، مُـــجْــــمِـــــــلُ
وتشربُ أســــــــــــــــآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
ســـــــرت قـــــــرباً ، أحـــناؤها تتصــلصــــــلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــــــــــــــدَلَتْ
وَشَـــــــــــــــمــَّرَ مِني فَـــــــــــــــارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَـــــــوَلَّـــــيْتُ عنها ، وهي تكـــــــــــبو لِعَقْرهِ
يُباشــــــــــــرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَــــــــــــلُ
كأن وغـــــــاهــــــا ، حــــجــــرتيهِ وحـــــــولهُ
أضاميمُ من سَـــــــفْــــرِ القـــبائلِ ، نُـــــــزَّلُ ،
توافــــــينَ مِن شَــــــتَّى إليهِ ، فضَـــــــــــمَّها
كما ضَـــــــــمَّ أذواد الأصـــــــاريم مَـــنْـــهَــــل
فَعَبَّتْ غـــشــــــاشــــــــــــاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
مع الصُّــــــــــــــبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشـــــــــــــــــــــها
بأهـْــــــــدَأ تُنبيه سَــــناسِـــــنُ قُــحَّــــــــلُ ؛
وأعـــــدلُ مَـــنـــحـــوضـــاً كــأن فـــصُـــوصَـــهُ
كِـــــــــعَـــــابٌ دحـــاها لاعــــــبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشـــــــنـــفــــرى أم قســـــطلِ
لما اغتبطتْ بالشــــــنــــفـــرى قبلُ ، أطولُ !
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ،
عَــــــقِــــــيـــرَتـُهُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ ،
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ،
حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ
عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
إذا وردتْ أصـــــــــــــــــــــــــــدرتُــــها ، ثُمَّ إنها
تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضــــــاحـــياً
على رقــــــةٍ ، أحــــــفى ، ولا أتنعـــــــــــــلُ
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما
يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَــــــــــــــــــــــــــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ
ولا تزدهــــــــي الأجـــهـــال حِلمي ، ولا أُرى
ســـــــــــــــــــــــــــؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحــــــــــــــــــسٍ ، يصطلي القوس ربها
وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـــــــــــــــلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــــــــــحبتي
سُـــــــــــــــــــــــــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِســــــــــــــــــــــــــواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
وعُـــــــــــــــــــــــدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصــــــــــــــــبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
فريقان : مســــــــــؤولٌ ، وآخرُ يســـــــــــــألُ
فقالوا : لقد هَــــــــــــــــــــــــــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـــــــــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فــــلــــمْ تَـــــــكُ إلا نـــبــــأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ
فقلنا قـــــــــطــــــــــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــــدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَــــــــــــــــــــــــــارقاً
وإن يَكُ إنســـــــــــــــــــاً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّــــــــــــــــــــعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،
أفاعيه ، في رمضــــــــــــــــــــــــائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَـــــــــــبـْتُ له وجـــهــــي ، ولاكـــــنَّ دُونَهُ
ولا ســـــــــــــــــــــــــتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هــــــــــــــــــبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
لبائدَ عن أعـــطــــافـــــهِ ما ترجَّـــــــــــــــــــلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهـــــــــــــــــــــنِ والفَلْى عُهْدُهُ
له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْــــــــــــــــــل مُحْوَلُ
وخَــــــــــــرقٍ كــــظــــهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
بِعَامِلتين ، ظـــــــــــــهـــــــــــــرهُ ليس يعملُ
وألحـــــقـــــتُ أولاهُ بأخـــــــــــــــــراه ، مُوفياً
على قُنَّةٍ ، أُقــــــعـــــــي مِـــــــراراً وأمـــــثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصــحــــــــــــــــمُ حولي ، كأنَّها
عَــــــذارى عــــلــيهـــنَّ المــــــــــــلاءُ المُذَيَّلُ
ويركُـــــــــدْنَ بالآصــــــــــــــالٍ حولي ، كأنني
مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــــــــــــي الكيحَ أعقلُ

مدحت الجزيرة 8/9/2016 02:17 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 
يا بني العرب

لشاعر الكويتي فهد بن صالح
بن محمد بن عبد الله
بن على العسكر



يا بني العرب إنما الضعف عارٌ
إي وربي سلوا الشعوب القوية

كم ضعيف بكى ونادى فراحت
لبكاه تقهقه المدفعية

لغة النار والحديد هي الفصحى
وحظ الضعيف منهاالمنيّة

هاهي الحرب أشعلوها فرحماك
إلهي بالأمة العربية

يابني الفاتحين حتّام نبقى
في ركودٍ أين النفوس الأبية

غيرنا حقق الأماني وبتنا
لم نحقق لنا ولا أمنية

فمن الغبِن أن نعيش عبيدًا
أين ذاك الإباء ؟ أين الحمية ؟

قم معي نبكِ مجدنا ونسحُّ
الدمع حزنًا ونندب القوميّة

قم معي نسأل الطلول عساها
تشفِ بالرد غلة روحيّة

عن بني العربِ يوم سادوا وشادوا
مجدهم بالسيوف والسمهريّة

وعن ابن الخطاب من حكمه العدل
وسعدٌ بوقعة القادسيّة

مدحت الجزيرة 8/9/2016 02:19 AM

رد: من روائع الشعراء العرب ...
 
مرثية إمرأة

لشاعرة العراقية نازك الملائكة


ذهبتْ ولم يَشحَبْ لها خدٌّ ولم ترجُفْ شفاهُ

لم تَسْمع الأبوابُ قصةَ موتها تُرْوَى وتُرْوَى

لم تَرتَفِعْ أستار نافذةٍ تسيلُ أسًى وشجوَا

لتتابعَ التابوت بالتحديقِ حتى لا تراهُ

إلا بقيّةَ هيكلٍ في الدربِ تُرْعِشُه الذِّكَرْ

نبأ تعثـّر في الدروب فلم يجدْ مأوًى صداهُ

فأوَى إلى النسيانِ في بعضِ الحُفَرْ

يرثي كآبَته القَمَرْ

والليلُ أسلم نفسَهُ دون اهتمامٍ, للصَباحْ

وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ

بمُوَاءِ قطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظامْ

بمُشاجراتِ البائعين وبالمرارةِ والكفاحْ

بتراشُقِ الصبيان بالأحجار في عُرْضِ الطريقْ

بمساربِ الماء الملوّثِ في الأزقّةِ بالرياحْ

تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ

في شبهِ نسيانٍ عميقْ

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:06 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبوالعلاء المعري

إيّاكَ والخمرَ فهي خالبةٌ


إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت
ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا سِ
وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:09 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبوالعلاء المعري
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،


من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ ـلمُ
وبيني وبينها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ
لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي قومٌ
فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ
لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي
فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟
ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ ـم
المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:10 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبوالعلاء المعري
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ


ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ ـيٌّ
ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ، شفقَ التغـ ـريبِ
فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقـ ـربَ
ساطٍ، فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ، في قِطار المنايا
قَطَرِيٌّ، ونَجدةٌ، وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما يحـ ـسُنُن
يوماً، بعاقل، تشبيبُ
أين بقراطُ، والمقلِّدُ جاليـ ـنوسَ؟
هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام، فما يقـ ـطعُ
بالعجز، ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ، فما يسـ ـلَمُ
ليثٌ، ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ، والعيـ ـشُ
إلى هذه النفوس، حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا
فنبا، عن قلوبها، التّخبيب

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:11 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبوالعلاء المعري
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه


أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه
يكُفُّ رجالاً عن عِبادتِها الصُّلبا
فربُّكُمُ اللَّهُ الذي خلقَ السُّهى
وأبدى الثريّا، والسّماكينِ، والقَلبا
وأنحلَ بدْرَ التّمّ، بعد كمالِه
كأنّ به الظّلماءَ قاصمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً للعَراقي، ولم يكنْ شريعاً
إذا نصّ البيانُ، ولا خِلبا
وصوّرَ ليثَ الشُّب في مستقَرِّهِ
ولوشاء أمسى، فوقَ غبرائه، كلْبَا
وألقى على الأرضِ الفَراقدَ، فارتعت
معَ الفَرْقَدِ الوحشيّ، ترتقب الألبا
وأهبطَ منها الثّورَ، يكرُبُ جاهدا
فتعلقَ، ظلفَيهِ، الشّوابكُ، والهُلبا
وأضحَتْ نَعامُ الجّو، بعْدَ سُموّها
سُدىً في نَعامِ الدوّ، لا تأمن الغُلبا
وأنزَلَ حُوتاً في السّماءِ، فضمّهُ
إلى النونِ في خضراءَ فاعترفَ السّلبا
وأسكنَ في سُكٍّ من التُّربِ ضَيّقٍ
نجومَ دُجىً في شَبوةٍ أبت الثّلبا

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:12 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبوالعلاء المعري
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ


رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ
وعاد عليهم في تصرّفه سَلبا
وقد غلبَ الأحياءَ، في كلّ وجهةٍ
هواهمْ وإن كانوا غطارفةً غُلْبا
كلابٌ تغاوتْ، أو تعاوت، لجيفةٍ
وأحسَبُني أصبحتُ ألأمَها كلْبا
أبَينا سوى غِشّ الصّدور
وإنّما ينالُ ثوابَ اللَّه أسلمُنا قلبا
وأيَّ بني الأيّام يَحمَدُ قائلٌ
ومن جرّبَ الأقوامَ أوسعَهُم ثَلْبا

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:13 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبوالعلاء المعري
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ


إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ فما لهُ
سوى بيتِهِ يَقتاتُ ما عَمَرَ التُّربا
ولوْ ذهَبتْ عينا هِزَبْرٍ مُساورٍ
لما راعَ ضأناً في المراتع أو سِربْا
أو التُمِعتْ أنوارُ عمروٍ وعامرٍ
لما حَملا رُمحاً ولا شهدا حربا
يقولونَ: هلاّ تشهَدُ الجُمَعَ
التي رجوْنا بها عفواً من اللَّه أو قُرْبا
وهل ليَ خيرٌ في الحضورِ
وإنّما أُزاحمُ من أخيارهم إبلاً جُربا
لعمري لقد شاهدتُ عُجماً كثيرة
وعُرباً فلا عُجماً حَمدتُ، ولا عُربا
وللموتِ كأسٌ تكرهُ النفسُ شُرْبَها
ولا بُدّ يوماً أن نكون لها شَربا
من السّعدِ، في دُنياك أن يهلك الفتى بهيجاءَ
يغشى أهلُها الطعنَ والضّربا
فإنّ قبيحاً، بالمسوَّدِ، ضِجعَةٌ
على فَرْشِه يشكو إلى النفَر الكَربا
ولي شرَقٌ بالحتفِ، ما هو مُغَربٌ
أيمّمتُ شرقاً، في المسالكِ، أم غربا
تَقنّصَ في الإيوانِ أملاكَ فارسٍ
وكم جازَ بحراً دون قيصر أو دربا

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:14 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبوالعلاء المعري
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي


إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ
فهو لي أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا
عظامَ المساعي، بعدما سكنوا الشِّعبا
وكان الفتى، كعْبٌ، تخيّرَ للسُّرى
أخا النّمر فاستدنى إلى أجلٍ كعبا
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً من النّاس
من لم يركب الغرضَ الصّعبا

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:16 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبوالعلاء المعري
إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،


إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها
فلا تُمسِ من فعل المقادير مُغضَبا
فإنّ قُرونَ الخيلِ أولتْكَ ناطِحاً
وإنّ الحُسامَ العَضبَ لقّاكَ أعضَبا
خضَبْتَ بياضاً بالصّبيب، صبابةً
ببيضاءَ عدّتكَ البنانَ المخضَّبا
وما كان حبلُ العيش إلا مُعلَّقاً
بعُرْوة أيامِ الصّبا، فتقضّبا

مدحت الجزيرة 16/9/2016 01:18 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبوالعلاء المعري
لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،


لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ
من الفكرِ إلاّ وارتقيتُ هَضابها
أقلُّ الذي تجني الغواني تبرّجٌ
يُري العينَ منها حَلْيها وخِضابها
فإن أنتَ عاشرتَ الكَعابَ فَصادِها
وحاوِل رضاها واحذرنّ غَضابها
فكم بكَرَتْ تسقي الأمرَّ حَليلَها من الغارِ
إذ تسقي الخليلَ رُضابها
وإنّ حبالَ العَيشِ ما علِقَت بها يدُ الحيّ
إلا وهي تخشى انقضابها

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:17 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

قال السماء كئيبة وتجهما

قال السماء كئيبة ! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها
لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة
لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجل و أعظما !

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:18 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
قال: المواسم قد بدت أعلامها
و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى
شبر, فإنك بعد لن تتبسما

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:19 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ايليا ابو ماضى


كن بلسما

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ
بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:20 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 



أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا
وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ
والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ
بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها
زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ
لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه
ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ
المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم
مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه
وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:20 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

يا من أتانا بالسلام مبشراً
هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ
علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى
سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ هي نشوةُ
الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ
وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ
أخشابها للزهوِ أن تتكلما
إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى
عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما
وأحبّ حتى من أحب هلاكه
وأعان حتى من أساء وأجرما
نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ
فإليك نشكو الهاجعين النوّما
عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه
وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما
كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا
فتألمت من قبلُ أن تتألما!
زعموا الإله أعدّها لعذابنا
حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما
ما كان من أمر الورى أن يرحموا
أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ
ألله لم يخلق لنا إلا السما

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:21 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

السجينة

لعمرك ما حزني لمال فقدته
ولا خان عهدي في الحياة حبيب
ولكني أبكي وأندب زهرة
جناها ولوع بالزهور لعوب
رآها يحلّ الفجر عقد جفونها
ويلقي عليها تبره فيذوب
وينقض عن أعطافها النور لؤلؤا
من الطلّ ما ضمت عليه جيوب
فعالجها حتى استوت في يمينه
وعاد إلى مغناه وهو طروب
وشاء فأمست في الإناء سجينة
لتشبع منها أعين وقلوب
ثوت بين جدران كقلب مضيمها
تلّمس فيها منفذا فتخيب
فليست تحيي الشمس عند شروقها
وليست تحيي الشمس حين تغيب
ومن عصيت عيناه فالوقت كلّه
لديه ، وإن لاح الصباح ، غروب
لها الحجرة الحسناء في القصر إنما
أحب إليها روضة وكثيب
وأجمل من نور المصابيح عندها
حباحب تمضي في الدجى وتؤوب

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:22 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ومن فتيات القصر يرقص حولها
على نغمات كلهنّّ عجيب
تراقص أغصان الحديقة بكرة
وللريح فيها جيئة وذهوب
وأجمل منهنّ الفراشات في الضحى
لها كالأماني سكنة ووثوب
وأبهى من الديباج والخزّ عندها
فراشٌ من العشب الخضيل رطيب
وأحلى من السقف المزخرف بالدمى
فضاءٌ تشعّ الشهب فيه رحيب
تحنّ إلى مرأى الغدير وصوته
وتحرم منه ، والغدير قريب
وليس لها للبؤس في نسم الرّبى
نصيب ، ولم يسكن لهنّ هبوب
إذا سقيت زادت ذبولا كأنما
يرشّ عليها في المياه لهيب
وكانت قليل الطلّ ينعش روحها
وكانت بميسور الشّعاع تطيب
بها من أنوف الناشقين توعّك

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:22 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ومن نظرات الفاسقين ندوب
تمشّى الضنى فيها وأيار في الحمى
وجفّت وسربال الربيع قشيب
ففيها كمقطوع الوريدين صفرة
وفيها كمصباح البخيل شحوب
أيا زهرة الوادي الكئيبة إنني
حزين لما صرت إليه كئيب
وأكثر خوفي أن تظني بني الورى
سواء، وهم مثل النبات ضروب
وأعظم حزني أنّ خطبّك بعده
مصائب شتّى لم تقع وخطوب
سيطرحك الإنسان خارج داره
إذا لم يكن فيك العشية طيب
فتمسين للأقذار فيك ملاعب
وفي صفحتك للنعال ضروب
إسارك، يا أخت الرياحين ، مفجع
وموتك، يا بنت الربيع ، رهيب
ولكنها الدنيا، ولكنه القضا
وهذا، لعمري ، مثل تلك غريب
فكم شقيت في ذي الحياة فضائل
وكم نعمت في ذي الحياة عيوب
وكم شيم حسناء عاشت كأنها
مساوىء يخشى شرّها وذنوب

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:23 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

العيون السود

ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا
خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا
لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها
ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا
عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاظها
أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم
كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً
فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا
يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي
وأظــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا
مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه
المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا
بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً
وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا
فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له
هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا
جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ
جـــشــــمته التصويب والتصعيدا
لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى
ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:24 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا
والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ
طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة
فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا
ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى
إن طــــال عهد الجرح صار صديدا
ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً
ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني
أو ، لا فخل العــــــــذل والتفنيدا

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:25 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

فلنعش
جد

لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ
سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّ الوتـــرُ
فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ ...مــــاذا جـــــــرى؟ مـــا الخبرُ
ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما
ماج نـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ
كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌ
صَـــــاحـــبه كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر
هَــمَــــسَ المــــوتُ بهــم
هـــــمستهُ إن هــمــــس المـــــوت ريحٌُ صَــــرصَرٌ
فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم
كــيفـــما مالـــوا وأنى نــظــــــروا
عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا
أنَّ دنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ
والذي أطــــــــربهــــم عن قُــــدرةٍ
بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ
يَبِسَ الضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم
فهــو كالسُّخــــرِ وإن لم يسخــروا
وإذا الآسي ... يـــــــدٌ
مخــــــــــذولةٌ ومُــــحـــيا اليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ
شاع في الدنياالأسى حتى شكت
أرضُــها وطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ
فــــعــلى الأضواء مِنه فـــــــــــــترةٌ
وعــلى الألــــوان مِــــنه أثـــــــــــــــرُ
والقــــــناني صُــــــــورٌ باهِـــــــــتَةٌ
والأغــاني عَــــــالم مُـــــنــــــدثـــــرُ
ألهــــنا أُفـــــــلِت مــن أيديــــهـــمُ
والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:32 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى
الغبطة ... فكره

أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ

كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتحِ قطرَهْ

أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ

وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ

فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ

وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ

وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ

فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ

فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ

وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ

كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ

فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:39 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ

لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ

لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ

إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:40 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

الغدير الطموح

قال الغدير لنفسه
يا ليتني نهر كبير
مثل الفرات العذب أو
كالنيل ذي الفيض الغزير
تجري السفائن موقرات
فيه بالرزق الوفير
هيهات يرضى بالحقير
من المنى إلاّ الحقير
و انساب نحو النهر لا
يلوي على المرج النضير
حتى إذا ما جاءه
غلب الهدير على الخرير

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:41 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

الدمعة الخرساء

سمعت عويل النائحات عشية
في الحيّ يبتعث الأسى و يثير
يبكين في جنح الظلام صبيّة
إنّ البكاء على الشباب مرير
فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة
كالظبي أيقن أنّه مأسور
و تحيّرت في مقلتيها دمعة
خرساء لا تهمي و ليس تغور
فكأنّها بطل تكنّفه العدى
بسيوفهم و حسامه مكسور
و جمت ، فأمسى كلّ شيء واجما
ألنور ، و الأظلال ، و الديجور
ألكون أجمع ذاهل لذهولها
حتى كأنّ الأرض ليس تدور
لا شيء ممّا حولنا و أمامنا
حسن لديها و الجمال كثير
سكت الغدير كأنّما التحف الثرى
وسها النسيم كأنّه مذعور
و كأنّما الفلك المنوّر بلقع
و الأنجم الزهراء فيه قبور
كانت تمازحني و تضحك فانتهى
دور المزاح فضحكها تفكير

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:42 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى
صدق الذي قال الحياة غرور
أكذا نموت و تنقضي أحلامنا
في لحظة ، و إلى التراب نصير ؟
و تموج ديدان الثرى في أكبد
كانت تموج بها المنى و تمور
خير إذن منّا الألى لم يولدوا
و من الأنام جلامد و صخور
و من العيون مكاحل و مراود
و من الشفاه مساحيق و ذرور
و من القلوب الخافقات صبابة
قصب لوقع الريح فيه صفير !


و توقّفت فشعرت بعد حديثها
أن الوجود مشوّش مبتور
ألصيف ينفث حرّه من حولنا
و أنا أحسّ كأنّني مقرور
ساقت إلى قلبي الشكوك فنغّصت
ليلي ، و ليس مع الشكوك سرور
و خشيت أن يغدو مع الرّيب الهوى
كالرسم لا عطر و فيه زهور
و كدميه المثّال حسن رائع
ملء العيون و ليس ثمّ شعور
فأجبتها : لتكن لديدان الثرى
أجسامنا إنّ الجسوم قشور
لا تجزعي فالموت ليس يضيرنا
فلنا إياب بعده و نشور
إنّا سنبقى بعد أن يمضي الورى
و يزول هذا العالم المنظور
فالحب نور خالد متجدد
لا ينطوي إلاّ ليسطع نور
و بنو الهوى أحلامهم ورؤاهم
لا أعين و مراشف و نحور
فإذا طوتنا الأرض عن أزهارها
و خلا الدجى منّا و فيه بدور
فسترجعين خميلة معطارة

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:42 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أنا في ذراها بلبل مسحور
يشدو لها و يطير في جنباتها
فتهشّ إذ يشدو و حين يطير
أو جدولا مترقرقا مترنّما
أنا فيه موج ضاحك و خرير
أو ترجعين فراشة خطّارة
أنا في جناحيها الضحى الموشور
أو نسمة أنا همسها و حفيفها
أبدا تطوّف في الذرى و تدور
تغشى الخمائل في الصباح بليلة
و تؤوب حين تؤوب و هي عبير
أو نلتقي عند الكثيب ، على رضى
و قناعة ، صفصافة و غدير
تمتدّ فيه و في ثراه عروقها
و يسيل تحت فروعها و يسير
و يغوص فيه خيالها فيلفه
و يشفّ فهو المنطوي المنشور
يأوي إذا اشتدّ الهجير إليهما
ألناسكان : الظبي و العصفور
لهما سكينتها ووارف ظلّها
و الماء إن عطشا لديه وفير
أعجوبتان – زبرجد متهدل
نام تدفّق تحته البلّور
لا الصبح بينهما يحول و لا الدجى
فكلاهما بكليهما مغمور
تتعاقب الأيّام و هي نضيره
مخضرّة الأوراق ، و هو نمير
فالدهر أجمعه لديهما غبطة
فالدهر أجمعه لديها حبور

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:43 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
فتبسّمت و بدا الرضى في وجهها
إذ راقها التمثيل و الصوير
عالجتها بالوهم فهي قريرة
و لكم أفاد الموجع التخدير
ثمّ افترقنا ضاحكين إلى غد
و الشهب تهمس فوقنا و تشير
هي كالمسافر آب بعد مشقّة
و أنا كأنّي قائد منصور
لكنّني لمّا أويت لمضجعي
خشن الفراش عليّ و هو وثير
و إذا سراجي قد وهت و تلجلجت
أنفاسه فكأنّه المصدور

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:44 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
و أجلت طرفي في الكتاب فلاح لي
كالرسم مطموسا و فيه سطور
و شربت بنت الكرم أحسب راحتي
فيها : فطاش الظنّ و التقدير
فكأنّني فلك وهت أمراسها
و البحر يطغى حولها و يثور
سلب الفؤاد رواه و الجفن الكرى
همّ عرا ، فكلاهما موتور
حامت على روحي الشكوك كأنّها
و كأنّهن فريسة و صقور
و لقد لجأت إلى الرجاء فعقّني
أما الخيال فخائب مدحور
يا ليل أين النور ؟ إنّي تائه
مر ينبثق ، أم ليس عندك نور ؟
أكذا نموت و تنقضي أحلامنا
في لحظة و إلى التراب نصير ؟
خير إذن منّا الألى لم يولدوا
و من الأنام جنادل و صخور

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:45 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

السماء

لا تسألني عن السماءفما عندي
إلا النعوت والأسماء
هي شيء وبعض شيء وحينا
كل شيء وعند قوم هباء
فسماء الراعي كما يتمناها
مروج. فسيحة خضراء
تلبس التير مئزرا ووشاحا
كلما أشرقت وغابت ذكاء
أبدا في نضارة،لا يجف العشب
فيها ؛ولا بعض الماء
وهي عند الأم التي اخترم
الموت بنيها، وضلّعنها العزاء
موضع يولد الرّجاء من اليأس
إذا مات في القلوب الرجاء
وهي عند الفقير أرض وراء
الأفق، فيها ما يشتهي الفقراء
لا يخاف المثري، ولا كلبه الضاري
ولا لامرىء به استهزاء
وهي عندالمظلوم أرض كهذي
الأرض لكن قد شاع فيها الإخاء
يجمع العدل أهلها في نظام

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:46 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
مثلما يجمع الخيوط الرداء
لا ضعيف مستعبد، لا قويّ
مستبد؛بل كلهم أكفاء
كلّ شيء للكل ملك حلال
كلّ شيء فيها كما الكلّ شاموا
وهي عند الخليع أرض تميس
الحور فيها، وتدفق الصهباء
كلّ ما النفس تشتهيه مباح
لا صدود، لا جفوة، لا إباء
أكبر الإثم قولة المرء هذا
الأمر إثم، وهذه فحشاء
ليس بين الصّلاح والشر حد
كالذي شاء وضعه الإنبياء
وإذا لم يكن عفاف وفسق
لم تكن حشمة ولا استحياء
صور في نفوسنا كائنات
ترتديها الأفعال والأشياء
ربّ شيء كالجوهر الفرد فذّ
عدّدته الأغراض والإهواء
كلّ ما تقصر المدارك عنه
كائن مثلما الظنون تشاء
كلّ ما تقصر المدارك عنه
كائن مثلما الظنون تشاء

مدحت الجزيرة 17/9/2016 12:47 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ايليا ابو ماضى

ذكرى

ولقد ذكرتك بعد يأس قاتل
في ضحوة كثرت بها الأنواء
فوددت أني غرسة أو زهرة
ووددت أنك عاصف أو ماء


الساعة الآن 02:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir