المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الشعر والأدب المنقول (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=586)
-   -   من روائع الفصحى للشعراء العرب ... (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=745415)

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:46 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،

من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ ـلمُ
وبيني وبينها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ
لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي قومٌ
فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ
لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي
فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟
ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ ـم
المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:47 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ


ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ ـيٌّ
ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ، شفقَ التغـ ـريبِ
فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقـ ـربَ
ساطٍ، فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ، في قِطار المنايا
قَطَرِيٌّ، ونَجدةٌ، وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما يحـ ـسُنُن
يوماً، بعاقل، تشبيبُ
أين بقراطُ، والمقلِّدُ جاليـ ـنوسَ؟
هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام، فما يقـ ـطعُ
بالعجز، ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ، فما يسـ ـلَمُ
ليثٌ، ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ، والعيـ ـشُ
إلى هذه النفوس، حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا
فنبا، عن قلوبها، التّخبيب

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:48 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه
يكُفُّ رجالاً عن عِبادتِها الصُّلبا
فربُّكُمُ اللَّهُ الذي خلقَ السُّهى
وأبدى الثريّا، والسّماكينِ، والقَلبا
وأنحلَ بدْرَ التّمّ، بعد كمالِه
كأنّ به الظّلماءَ قاصمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً للعَراقي، ولم يكنْ شريعاً
إذا نصّ البيانُ، ولا خِلبا
وصوّرَ ليثَ الشُّب في مستقَرِّهِ
ولوشاء أمسى، فوقَ غبرائه، كلْبَا
وألقى على الأرضِ الفَراقدَ، فارتعت
معَ الفَرْقَدِ الوحشيّ، ترتقب الألبا
وأهبطَ منها الثّورَ، يكرُبُ جاهداً
فتعلقَ، ظلفَيهِ، الشّوابكُ، والهُلبا
وأضحَتْ نَعامُ الجّو، بعْدَ سُموّها
سُدىً في نَعامِ الدوّ، لا تأمن الغُلبا
وأنزَلَ حُوتاً في السّماءِ، فضمّهُ
إلى النونِ في خضراءَ، فاعترفَ السّلبا
وأسكنَ في سُكٍّ من التُّربِ ضَيّقٍ
نجومَ دُجىً في شَبوةٍ أبت الثّلبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:49 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ

رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ
وعاد عليهم في تصرّفه سَلبا
وقد غلبَ الأحياءَ، في كلّ وجهةٍ
هواهمْ، وإن كانوا غطارفةً غُلْبا
كلابٌ تغاوتْ، أو تعاوت، لجيفةٍ
وأحسَبُني أصبحتُ ألأمَها كلْبا
أبَينا سوى غِشّ الصّدور، وإنّما ينالُ
ثوابَ اللَّه، أسلمُنا قلبا
وأيَّ بني الأيّام يَحمَدُ قائلٌ
ومن جرّبَ الأقوامَ أوسعَهُم ثَلْبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:51 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ

إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
سوى بيتِهِ، يَقتاتُ ما عَمَرَ التُّربا
ولوْ ذهَبتْ عينا هِزَبْرٍ مُساورٍ
لما راعَ ضأناً، في المراتع، أو سِربْا
أو التُمِعتْ أنوارُ عمروٍ وعامرٍ
لما حَملا رُمحاً، ولا شهدا حربا
يقولونَ: هلاّ تشهَدُ الجُمَعَ، التي
رجوْنا بها عفواً، من اللَّه، أو قُرْبا
وهل ليَ خيرٌ في الحضورِ
وإنّما أُزاحمُ، من أخيارهم، إبلاً جُربا
لعمري لقد شاهدتُ عُجماً كثيرة، وعُرباً
فلا عُجماً حَمدتُ، ولا عُربا
وللموتِ كأسٌ تكرهُ النفسُ شُرْبَها
ولا بُدّ يوماً أن نكون لها شَربا
من السّعدِ، في دُنياك، أن يهلك الفتى بهيجاءَ
يغشى أهلُها الطعنَ والضّربا
فإنّ قبيحاً، بالمسوَّدِ، ضِجعَةٌ
على فَرْشِه، يشكو إلى النفَر الكَربا
ولي شرَقٌ بالحتفِ، ما هو مُغَربٌ
أيمّمتُ شرقاً، في المسالكِ، أم غربا
تَقنّصَ، في الإيوانِ، أملاكَ فارسٍ
وكم جازَ بحراً، دون قيصر، أو دربا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:52 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي


إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا
عظامَ المساعي، بعدما سكنوا الشِّعبا
وكان الفتى، كعْبٌ، تخيّرَ للسُّرى
أخا النّمر، فاستدنى إلى أجلٍ كعبا
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً
من النّاس من لم يركب الغرضَ الصّعبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:53 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،

إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها
فلا تُمسِ من فعل المقادير مُغضَبا
فإنّ قُرونَ الخيلِ أولتْكَ ناطِحاً
وإنّ الحُسامَ العَضبَ لقّاكَ أعضَبا
خضَبْتَ بياضاً بالصّبيب، صبابةً
ببيضاءَ عدّتكَ البنانَ المخضَّبا
وما كان حبلُ العيش إلا مُعلَّقاً
بعُرْوة أيامِ الصّبا، فتقضّبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:54 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،

لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ
من الفكرِ، إلاّ وارتقيتُ هَضابها
أقلُّ الذي تجني الغواني تبرّجٌ
يُري العينَ منها حَلْيها وخِضابها
فإن أنتَ عاشرتَ الكَعابَ فَصادِها
وحاوِل رضاها، واحذرنّ غَضابها
فكم بكَرَتْ تسقي الأمرَّ حَليلَها
من الغارِ، إذ تسقي الخليلَ رُضابها
وإنّ حبالَ العَيشِ، ما علِقَت بها
يدُ الحيّ، إلا وهي تخشى انقضابها

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:55 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!

إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!
فإنّ حديثَ القوم يُنسي المصائبا
وحِيدوا عن الأشياءِ خِيفةَ غَيّها
فلم تُجعل اللّذّاتُ إلاّ نصائبا
وما زالت الأيّامُ، وهي غوافلٌ
تسدّدُ سهْماً، للمنيّةِ، صائبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:56 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ،


اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ
بادٍ، وكلٌّ إلى طَبعٍ له جذبا
أهلُ الحياةِ، كإخوان المماتِ، فأهْـ ـوِنْ
بالكُماةِ أطالوا السُّمرَ والعَذبا
لا يعلمُ الشَّريُ ما ألقى مرارتهَ إليه
والأريُ لم يشْعُر، وقد عذُبا
سألتُموني، فأعيْتني إجابتكمْ
من ادّعى أنّه دارٍ فقد كذبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:57 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها

إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها
للموتِ، عني فأجدِرْ أن ترى عجَبا
وإنْ مضَتْ في الهواءِ الرّحبِ هالكةً
هلاكَ جِسميَ في تُرْبي، فواشجبا!
الدّينُ إنصافُكَ الأقوامَ كلَّهمُ
وأيُّ دينٍ لآبي الحقّ إنْ وجبا؟
والمرءُ يُعييه قَودُ النفسِ، مُصبِحةً
للخير، وهو يقودُ العسكَر اللّجبا
وصوْمُه الشهرَ، ما لم يجنِ مَعصيِتَةً
يُغنيهِ عن صَومه شعبانَ، أو رَجَبا
وما اتّبعتُ نجيباً في شمائله
وفي الحمامِ تبعتُ السّادة النُّجُبا
واحذَرْ دعاءَ ظليم في نعامتِه
فرُبّ دَعوةِ داعٍ تَخرقُ الحجُبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:58 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛

لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به
ولا تَطَيّرْ، إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها
والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا
إذا تفكّرتَ فكراً، لا يمازِجُهُ
فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هان ما صعبُا
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها
حتى تموت، وسمّى جِدّها لَعبِا
وما الغواني الغوادي، في ملاعِبها
إلاّ خيالاتُ وقتٍ، أشبهتْ لُعَبا
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله
إلى التّرابِ، وزادت حافراً تَعَبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:58 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم:

لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم
صَفويّةٌ، فأتى باللّفظ ما قُلِبا
جندٌ لإبليسَ في بدليسَ، آوِنَةٍ
وتارةً يحلبِون العيشَ في حَلَبا
طلبتمُ الزّاد في الآفاق من طمعٍ
واللَّهُ يُوجَدُ حقاً أينما طُلبا
ولستُ أعنى بهذا غيرَ فاجرِكُمْ
إنّ التّقيّ، إذا زاحمتَهُ، غلَبا
كالشّمسِ لم يدنُ من أضوائها دَنَسُ
والبَدْرُ قد جلّ عن ذمٍّ، وإن ثُلِبا
وما أرى كلّ قوم، ضَلّ رُشدُهُمُ
إلا نظيرَ النّصارى أعظموا الصُّلُبا
يا آلَ إسرالَ هل يُرجى مسيحُكُمُ
هيهاتَ قد ميّزَ الأشياءَ من خُلِبا
قلنا: أتانا، ولم يُصلب، وقولُكُمُ
ما جاءَ بعدُ، وقالتْ أُمّةٌ: صُلِبا
جلبتمُ باطلَ التّوراةِ، عن شَحَطٍ
ورُبّ شرٍّ بعيدٍ، للفتى، جُلبَا
كم يُقتلُ الناسُ، ماهمُّ الذي عمَدَتْ
يداهُ للقتل، إلاّ أخذُهُ السَّلبَا
بالخُلفِ قامَ عمودُ الدّين، طائفةٌ
تبني الصّرُوح، وأخرى تحفرُ القُلُبا

مدحت الجزيرة 18/9/2016 12:59 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛

الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ

فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا
ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ
أمَلٌ؛ ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا
إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ
في نبأٍ يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا
ما الرّأيُ عندكَ في مَلْكٍ تدينُ لهُ مصرٌ
أيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا
لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر
ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا
ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ
من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا


للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة 21/9/2016 02:11 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
عنترة بن شداد

وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ

ولَلمَوتُ خيرٌ للفتى من حياتِه
إذا لم يَثِبْ للأمرِ إلاّ بقائدِ
فعالجْ جسيماتِ الأمورِ، ولا تكنْ
هبيتَ الفؤادِ همهُ للوسائدِ
إذا الرِّيحُ جاءَت بالجَهامِ تَشُلُّهُ
هذا ليلهُ شلَّ القلاصِ الطَّرائدِ
وأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بغُبرَة ٍ
وقطٍ قليلِ الماءِ بالَّليلِ باردِ
كفى حاجة َ الاضيافِ حتى يريحها
على الحيِّ منَّا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراهُ بتفريجِ الأمورِ ولفِّها
لما نالَ منْ معروفها غيرَ زاهدِ
وليسَ أخونا عند شَرٍّ يَخافُهُ
ولا عندَ خيرٍ إن رَجاهُ بواحدِ
إذا قيل: منْ للمعضلاتِ؟ أجابهُ
عِظامُ اللُّهى منّا طِوالُ السَّواعدِ


الساعة الآن 05:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir